لاقت عملية “النصر الذهبي” تفاعل وارتياح واسع لدى اليمنيين في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية, وظهر ذلك جلياً من خلال استطلاع لآراء بعض المواطنين ورصد أراء الكثير من السياسيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
رصد موقع الجيش “سبتمبر نت” تفاعلات الشارع اليمني حول انطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة, الذي اعتبره كثيرون انه قرار تاريخي اتخذه رئيس الجمهورية, وتوجيهه لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودين بقوات التحالف العربي بالتحرك لتحرير محافظة الحديدة.
و تأتي العملية العسكرية بحسب تصريح فخامة رئيس الجمهورية لإنقاذ سكان الحديدة من كارثة إنسانية وشيكة, بعد أن وصلت القيادة السياسية مع المليشيا إلى طريق مسدود حول تسليم المدينة وتجنيبها الحرب.
وأعلن الجيش الوطني الأربعاء الفائت, انطلاق عملية “النصر الذهبي” لتحرير ميناء ومدينة الحديدة وتمكنت قوات الجيش من التقدم باتجاه المدينة والوصول إلى أطراف مطار الحديدة.
سياسيون وناشطون يتحدثون عن العملية العسكرية ويصفونها بالقرار الاستثنائي, ويعبرون عن ارتياحهم الكبير لهذه العملية وتخليص ابناء الحديدة من المليشيا الانقلابية, فالعملية التي انطلقت اعتبرها مسئولون أنها حق مشروع تمارسه الحكومة الشرعية حق من حقوقها.
مستشار رئيس الجمهورية الدكتور/عبد الملك المخلافي, يقول في تغريده له على “تويتر” إن العملية العسكرية هي حق مكفول للحكومة الشرعية في استعادة سيطرتها على كافة أراضي الجمهورية.
واعتبره حق مشروع ليس محل نقاش بكل الاعتبارات، والشعب اليمني بكل فئاته وقواه موحد اليوم خلف قيادته الشرعية وجيشه الوطني والتحالف العربي من اجل انجاز تحرير الحديدة وعلى من تبقى مع المليشيا العودة إلى صفوف الشرعية والدولة .
بينما يرى سياسيون أن تحرير الحديدة يعتبر قطع للشريان الرئيسي الذي يمد المليشيا الانقلابية وتهرب من خلاله الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي تهدد به الشعب اليمني ودول الجوار, كما أن تحرير الحديدة سينقذ ملايين اليمنيين.
وحول هذا يقول “عدنان العديني” نائب رئيس إعلامية الإصلاح: “مثلت الحديدة شريان الانقلاب والمنفذ الذي تدفقت منه المساعدات الإنسانية ولكن إلى يد المليشيات, تحرير الحديدة إنقاذ للملايين ممن حرموا الغذاء والدواء بعد سيطرة الحوثي عليه”
ويضيف في تغريده اخرى على حسابه الرسمي في “تويتر” لقد استخدم ميناء الحديدة كممر لدعم المليشيات التي تقتل اليمنيين كما يستخدم سكانها الآن دروعاً بشرية من قبل الانقلابيين.. تحرير الحديدة ضرورة وطنية وإنسانية”.
“على الجرادي” يقول تحرير الحديدة يقطع مجاري التنفس للانقلاب ويصبح معزول ومحاصر من كل اتجاه”
الحالة الإنسانية
جندت المليشيا الانقلابية أبواقها وأدواتها الداخلية والخارجية, من اجل التهويل الإعلامي وتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي, وتخويفهم من كارثة إنسانية ستحدث في حال تحررت الحديدة, معللة ذلك بكونه المنفذ الوحيد المتبقي لها لتمويل حربها واستمرار انقلابها.
الحكومة الشرعية والتحالف العربي أعلن منذ بداية انطلاق العملية العسكرية باتجاه مدينة الحديدة, التزامه بالقانون الإنساني الدولي, وقواعد الحرب, بالإضافة إلى إعلانه عن تسيير جسر جوي وبري وبحري, لتوصيل المساعدات الإغاثية والمواد الطبية العاجلة بعد عملية التحرير.
وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر أكد في مؤتمر صحفي له في القاهرة الأسبوع الماضي, أن بقاء الحديدة ومينائها بيد المليشيا الانقلابية تكلفته اكبر من تحرير المحافظة.
وتحدث وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة الدكتور/ عبد الرقيب فتح, عن تساهل العالم مع المليشيا وتركها تعبث بأقوات اليمنيين طيلة ثلاث سنوات ماضية, وقال:”ترك العالم ومنظماته الإغاثية الحديدة وأبنائها ومطارها ومينائها لعبث الميليشيات المسلحة الحوثية لمدة ثلاث سنوات استخدمتها مصدرا للموارد ومركزا للمعارك.
ويضيف “عجزت الشرعية عن إقناع العالم بأهمية الحديدة وخطورة بقائها مختطفة بأيدي المليشيا الانقلابية,”وعندما تحركت الشرعية لإنقاذها تذكر العالم الحديدة .وظهر الشعور الإنساني لديه..
ويؤكد الدكتور محمد جميح في تغريده له على “تويتر” أن تحرير ميناء الحديدة من قبضة مليشيات الانقلاب الحوثي هو الحل المنطقي لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها على يد الحوثيين.
ويضيف” تحرير الميناء سيضمن تدفق السلع التجارية عبره، حيث ستنتفي الحاجة إلى تفتيش السفن الذاهبة إليه، أو الخارجة منه، بعد أن ينتفي الهدف من عمليات التفتيش.
بدورها الناشطة “آفاق الحاج” غردت في حسابها على “تويتر” وقالت” يتصاعد نحيب وعويل المجتمع الدولي والأمم المتحدة, وتظهر إنسانيتها مع اقتراب تحرير الحديدة, وتتوالى الدعوات لإيقاف المعركة تحت مبرر حماية المدنيين”.
وتتباين ردود الفعل الداخلية والخارجية, حول الكارثة الإنسانية التي تدعي المليشيا بحدوثها, غير مدركين لحجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها للشعب اليمني, منذ انقلابها على الشرعية.
وتساءلت الحاج” أين كانت إنسانيتكم حين كانت المجاعة تجتاح أطفال الحديدة والأمراض تفتك بهم, بينما المساعدات الإغاثية تنهب على أيدي المليشيا الانقلابية ؟!”.
واستغرب الناشط الصحفي “مجاهد السلالي” من التناقض الذي تبديه بعض المنظمات الدولية والأصوات التي تدعوا إلى عدم تحرير الحديدة, وقال: بالأمس, كانت المنظمات تدعي أن اليمنيون يموتون جوعاً بسبب حصار التحالف على الحديدة ومينائها !!, واليوم أصبحت تناقض ما كانت تدعي به .
ويضيف” اليوم, تقول هذه الأصوات أن” ميناء الحديدة هو شريان الحياة لليمنيين والمنفذ الاغاثي الوحيد وتحريره ينذر بكارثة إنسانية في المحافظة ؟! واصفاً إياهم بـ” المزايدون” ويقول: يزايدون بمعاناتنا لكي يستمر الانقلابيين في حربهم وتنكيلهم بهذا الشعب المنكوب..!!
تحرير اليمن هي أكبر خدمة
اعتبر مراقبون أن تحرير اليمن من المليشيا الانقلابية هي اكبر خدمة إنسانية ممكن تقديمها للشعب اليمني, لأن التحرير يعني انتشال المدن والمحافظات من كوارث المجاعة و الأوبئة والفوضى, التي تسببت بها المليشيا، كما أن التحرير يعني عودة ملايين النازحين إلى منازلهم وقراهم وأعمالهم ووظائفهم, والتحرير يعني تمكن الدولة من جمع إيراداتها وبالتالي عودة رواتب الموظفين.
الدكتور محمد جميح, تحدث عن المبررات والتخديرات التي تروجها المليشيا للعامية من أنصارها, إثر كل هزيمة تتعرض لها, فيقول”في ٢٠١٥ بينما كانت المقاومة الجنوبية تطارد المليشيا الانقلابية في عدن، كان الحوثيون يتحدثون عن ضرب بوارج التحالف في خليج عدن”.
واليوم وقوات الجيش الوطني تتقدم باتجاه الحديدة” يروج المليشيا الانقلابية نفس الاسطوانة ويخدعون بها الأطفال ويضيف” يدبلج الحوثيون لقطات ممنتجة ادعوا أنها لبوارج التحالف التي زعموا ضربها.
ويؤكد أن الناس سيعرفوا زيف وادعاء المليشيا الانقلابية بانتصاراتها ويقول”غداً سيعرف الناس أن الحوثي خسر الحديدة، كما خسر عدن”.
ويرى مدير تحرير موقع العاصمة اونلاين”عبد الباسط الشاجع” أن 80% من المساعدات الأممية كانت ترسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيين منذ ثلاث سنوات, بينما هناك قرى ومدن تبعد كيلو مترات فقط عن الميناء لم تصلهم أي قطعة أو مادة من المعونات وماتت عشرات الأسر التهامية نتيجة الفقر والجوع.
ويؤكد أن تحرير المدن من المليشيا الانقلابية هو انتصار للإنسانية والكرامة اليمنية”, وهو ما أجمعت عليه القيادة السياسية والتحالف العربي في الآونة الأخيرة.
خطوات ملموسة
ويرى الكثير من اليمنيين أن تحرير الحديدة هي بداية النهاية للمليشيا الانقلابية ,وان هناك فوائد كثيرة سيستفيد منها اليمنيون, وهناك خطوات ملموسة يقوم بها التحالف في الحديدة منها فتح إذاعة محلية للمواطنين من ابناء الحديدة.
وفي هذا الصدد تقول “عبير الخولاني” إن أجمل ما في تحرير الحديدة هو أن التحالف انشأ محطة إذاعية FM سريعة للتوعية والتعليمات والتذكير بمخاطر الحوثيين على المدينة فهي تبث اليوم في عموم مناطق الحديدة واكتسحت قنوات البث التي تديرها المليشيا الانقلابية.