كشفت مصادر في محافظة صعدة أن قيادات كبيرة في المليشيا الانقلابية تقوم ببيع ممتلكات لها في صعدة, وشراء واستئجار منازل خارج المحافظة, إثر اقتراب الجيش الوطني من معقلها وانهيارات مقاتليها المتوالية في مختلف الجبهات.
وأكدت مصادر وفق تقرير لموقع الجيش الوطني ـ”سبتمبر نت” أن قيادات في المليشيا الانقلابية تبيع ممتلكات نهبتها سابقاً في صعدة ,وشراء وبناء منازل في مناطق بعيدة, وتحديداً في المناطق الحدودية بين محافظتي عمران وحجة, باعتبارها مناطق بعيدة لن يصل لها أبطال الجيش الوطني بعد تحرير هذه المحافظات.
وأضافت” أن القيادات تقوم بعملية غسيل أموال كبيرة في صعدة, حيث باعت ممتلكات (أراضي وعقارات ومزارع) نهبتها من أموال الشعب طيلة عقود, لمواطنين ووجاهات قبلية وتجارية معروفة, كما تقوم بتحويل ملكية بعض الممتلكات وكتابتها بأسماء آخرين.
وشكلت التقدمات الميدانية المتسارعة التي يحققها الجيش الوطني في محافظة صعدة خصوصاً, وفي الساحل الغربي بالحديدة, حالة ذعر وانهيار في صفوف المليشيا الانقلابية وقياداتها, وهذا ما ظهر بادياً على زعيم المليشيا في خطابه الأخير معللاً الهزائم في الساحل الغربي نتيجة لأسباب موضوعية.
كما أن الاستهداف المباشر لقيادات عليا من قبل مقاتلات التحالف في أكثر من منطقة كان له اثر كبير في خلخلة صفوفها وانهيار معنويات عناصرها.
ترتيبات للهروب
وذكرت المصادر أن قيادات المليشيا من الصف الأول تقوم بعملية إخلاء واسعة واستعدادات مكثفة للهروب, الى إيران وبمساعدة كبيرة من أجهزة المخابرات الإيرانية.
فيما كشفت مصادر إعلامية عن وصول المدعو” عبد الكريم الحوثي” الحاكم الفعلي للعاصمة صنعاء, شقيق زعيم المليشيا “عبد الملك الحوثي” إلى طهران .
في السياق كشفت مصادر إعلامية متطابقة أن المليشيا الانقلابية وبمساعدة أجهزة الاستخبارات الإيرانية وفيلق القدس, تقوم بترتيبات كبيرة لنقل قياداتها العليا من الصف الأول, بينها مهدي المشاط وعبد الملك الحوثي وقيادات أخرى، إلى طهران، بعد تقدم الجيش الوطني في الحديدة وحجة وصعده.
وتلقت المليشيا الانقلابية ضربات موجعة خلال الشهرين الماضيين, وتكبدت خسائر كبيرة من القيادات العليا في صفوفها, من خلال المعارك في الجبهات أو غارات التحالف.
وتتكتم المليشيا الانقلابية على مصير عدد من قيادات عليا لها, استهدفتهم مقاتلات التحالف مطلع الشهر الجاري, في مكتب رئاسة الجمهورية وسط العاصمة صنعاء, أثناء اجتماع لهم.
حالة قلق وخوف
وأوضح مصدر محلي في محافظة صعدة أن قيادات المليشيا الانقلابية تعيش حالة من الهلع والرعب, واختفاء عدد كبير منهم من المحافظة.
وأكد أن المليشيا تعيش حالة من القلق والخوف في مناطق سيطرتها إثر انهياراتها وهزائمها المتوالية في جبهات الساحل الغربي وصعده وحجة وبقية الجبهات.
وأطلق الجيش الوطني مسنودا بمقاتلات التحالف العربي عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من محافظة الحديدة, وسط انهيارات متسارعة في صفوف المليشيا, فيما يواصل الجيش الوطني عملياته العسكرية في محافظتي صعدة وحجة ضمن عملية أطلق عليها “عملية قطع رأس الأفعى” لتحرير محافظة صعدة من المليشيا الانقلابية.
غضب القبائل على المليشيا
وأوضح أحد مشايخ صعدة يتحفظ “سبتمبر نت” على اسمه لأسباب امنية أن غضب عارم لدى من تبقى من رجال القبائل في محافظة صعدة على المليشيا نتيجة لما جرعتها وشردتها طيلة عقود, ومستعدين للتخلص من المليشيا الانقلابية في حال اطمأنوا لمساندة الجيش الوطني لهم.
وذكر أن كثير من القبائل خاضعة لسيطرة المليشيا بالقوة, ولا تستطيع أن تنتفض في وجه المليشيا من الداخل نتيجة لما ستلحق بها المليشيا من التنكيل, معتبرين بما حل بالكثير من المواطنين والقبائل التي ساندت الدولة في الحروب السابقة, مشيرا إلى أن الدولة في الحروب السابقة تركت القبائل التي ساندتها ووقفت معها, فريسة للمليشيا ولم تقف معها كما فعلت هذه القبائل.
ويضيف” لجأ المواطنين ورجال القبائل الرافضين لحكم المليشيا إلى الصمت والاستسلام للأمر الواقع وحافظوا على أنفسهم وممتلكاتهم, بالرغم لما يتعرضون له من مضايقات وفرض إتاوات وتجنيد إجباري لأبنائهم وفرض عقيدة دخيلة على الأطفال.
وأشار إلى أن أغلب المناطق في محافظة صعدة تكاد تكون شبه خالية من الرجال إلا من كبار السن أو الأطفال تحت سن العاشرة, نتيجة التجنيد الإجباري واستخدامهم من قبل المليشيا وقود حرب لمشاريعها الطائفية.
حرب عصابات
المليشيا الانقلابية عصابة إرهابية لا تعرف القتال المنظم سوى قتال العصابات, وهذه الحرب هي اخطر انواع الحروب لكن حنكة وشجاعة الجيش الوطني استطاع التعامل مع هذه العصابات وتعامل معها بكل حزم وشدة.
يقول “ع. ع” وهو احد ابناء صعدة “عرفنا هذه المليشيا من أول ايامها في محافظة صعدة وفي الحروب الست ’ ونؤكد أكثر من مرة هذه المليشيا الانقلابية تحارب بمجموعات وعصابات, وبمجرد أن تتمكن من قتل هذه المجموعة تسيطر على الجبهة بالكامل فهي لا تستطيع الصمود امام تقدم الجيش”.
ويضيف” تحاربك بقذائف وصواريخ موجهة, وار بي جي, ومجموعة أطفال , وتحاول عرقلة تقدم الجيش من خلال هذه المجموعة, مع علمها ان الجيش الوطني يحافظ على أرواح مقاتليه وبمجرد ان تستهدف مواقع الجيش يقف الجيش مكانه ويوقف التقدم, نتيجة لسقوط شهيد او شهيدين.
ويتابع” ادعوا الجيش الوطني الى فهم حرب هذه العصابة وعليه ان يبذل المزيد من الاصرار والعزيمة ويتجاوز هذه المخاوف فالتضحية واجبة من اجل التحرير. ونحن نرى هذه الايام كيف انها تنهار بدون أي مقاومة خصوصا في جبهات الساحل وصعدة نتيجة لضرب هذه المجموعات من قبل مقاتلات التحالف العربي”.
تحسين علاقات
وأكد “م. س” أحد ابناء مديرية رازح, أن بعض قيادات المليشيا من الدرجة الثانية, تحاول تحسين علاقاتها بقادة ومسئولين في الشرعية والجيش الوطني, ويقول : لجئت القيادات لتحسين علاقاتها بالشرعية وبأبناء صعدة المتواجدين في الجيش الوطني, بعد معرفتها وتيقنها من انهيار المليشيا الانقلابية وقرب هزيمتها.
ويقول: شعر بعض القادة في المليشيا ان القيادات العليا ستتركهم يلاقوا مصيرهم مع الجيش الوطني بعد تمكن اغلب هذه القيادات من الهروب الى دول اخرى. فيما يحاول بعض القيادات من الهروب من المحافظة إلى مناطق خارج المحافظة, في مناطق لا يعرفهم فيها احد.
بدوره بعثت قيادات في الجيش الوطني رسالة تطمين لأبناء محافظة صعدة وقبائلها ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء اليمنيين, ويدعون ممن لا يزال اولادهم يقاتلون مع المليشيا الانقلابية لمنعهم من القتال مع المليشيا, ما لم فإنهم سيلاقون مصيرهم المحتوم, على أيدي أبطال الجيش الوطني في الجبهات.