استطلاع “سبتمبر نت”
يوم واحد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وسكان مدينة تعز يعيشون ظروفاً صعبة للغاية ، بسبب ارتفاع الأسعار الذي طال كل السلع الغذائية، ليزيد من معاناة المواطن في الحصول على متطلبات الحياة، فضلاً عن كونهم يعيشون ويلات الحرب والحصار للعام الرابع على التوالي.
ويحل شهر رمضان هذا العام على سكان مدينة تعز، وهم لا يزالون يرزحون تحت وطأة الحصار والقصف الذي تشنه مليشيا الحوثي الانقلابية التي دمرت كل شيء، واستنزفت كل الطاقات والامكانات الاقتصادية لكل المواطنين على حد سواء.
وما يزيد الأمر سوءاً هو ارتفاع الأسعار، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني، يضاف إلى ذلك المعارك المتواصلة التي تشهدها المدينة، ما يجعل توفر المواد وضروريات الحياة أكثر صعوبة في ظل إغلاق مليشيا الحوثي الإنقلابية لعدد من منافذ المدينة ، ما ينذر بوضع مأساوي.
وعن الوضع المعيشي المأساوي الذي يعيشه سكان مدينة تعز، وفي جولة لـ”سبتمبر نت” تحدث عدد من المواطنين عن شهر رمضان المبارك الذي ينتظروه في ظل هذا الوضع المؤلم، وكانت البداية مع التاجر عبدالله الدبعي الذي تحدث عن غياب الكثير من المواد الرمضانية وفقدانها من الأسواق، بسبب الغلاء الفاحش والذي أدى إلى وقوف المواطن حائراً ما بين تأمين أولويات أطفاله في زمن الحرب أو شراء المأكولات التي يتميز بها شهر رمضان.
من جانبه يقول المواطن عمر محمد “أن سكان مدينة تعز يعيشون وضعا صعبا وحياة قاسية، والوضع الاقتصادي منهاراً، وأحوال الناس تعيسة جداً بسبب الحرب التي تعيشها المدينة”.
وأضاف عمر “أن مليشيا الحوثي الإنقلابية جراء حربها أفقدت ملامح شهر رمضان المعتادة، حيث كنا قبل الحرب ننتظر رمضان بفارغ الصبر، وكان الخير فيه دائماً عميماً والعبادات عظيمة، أما الآن فكل شيء متوقف بفعل الحرب الدائرة والطقوس الرمضانية المغيبة، وعادات رمضان في الطعام والشراب أصبحت ناقصة هذا العام مقارنة بسنوات ما قبل الحرب وانقلاب المليشيا على السلطة الشرعية”.
من جهتها تحدثت المواطنة ايمان محمد عن ارتفاع الأسعار التي زادت أضعاف مضاعفة “أنا كمواطنة أرى أنه لا توجد رقابة في أي مكان، رأينا أسعار المواد الغذائية باهظة الثمن.. يعني الفقير الذي ينزل معه الف أو ألفين ريال يريد ان يتسوق بها، لا يعود إلى أطفاله وأسرته إلا بكيس صغير والاشياء الأساسية لا يستطيع شرائها”.
ومن جهته يقول التاجر عادل الشرعبي “أن سبب ارتفاع الأسعار هي ارتفاع سعر الدولار لأن شراء البضائع بالدولار والبضائع التي تصلنا نعرضها ونبيع بقدر الاستطاعة على صرف الدولار وبسبب ارتفاع الدولار القطعتين التي كنا نشتريها لا نستطيع ان نشتري بدلا لها ، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار هناك بضائع نشتريها من اسواق الحوبان حيث تقوم مليشيا الحوثي الإنقلابية باحتجازها و تفرض مبالغ كبيرة لأجل الافراج عنها”.
وتشكو ابتسام قائد من ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية التي يحتاجها المواطن في شهر رمضان المبارك لذلك يحتاج الصائم إلى أنواع خاصة من الطعام والشراب .
واوضحت انها من عائلة ميسورة الحال وتستطيع شراء احتياجات شهر رمضان ، متسائلة من سيوفر احتياجات الأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء متطلبات الشهر الفضيل؟، داعية التجار إلى التقوى وعدم رفع الأسعار لتحقيق الارباح على حساب الفقراء والمساكين .
واكدت ابتسام عن “رفض الدين الحنيف لسلوكيات بعض التجار الذين لا يلتزمون الأمانة واستولى الجشع على قلوبهم وسيطر الطمع على نفوسهم ويعمدون إلى الغش والاحتكار ورفع أسعار المنتجات على الناس لزيادة أموالهم وأرباحهم، مؤكدة ان رمضان شهر كريم لذلك يجب أن نتعاون مع بعضنا لا أن يستغل بعضنا الاخر”.