الرياض – واس : نظمت جامعة الملك سعود اليوم، ندوة بعنوان “إعادة الأمل .. الأمن والاستقرار والتنمية في جمهورية اليمن” ، برعاية مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر لتسليط الضوء على جهود المملكة في عملية إعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق وماتقوم به المملكة من مبادرات ومشروعات لتعزيز الوضع الأمني في اليمن وتحقيق التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي .
واستهلت الندوة بكلمة لوكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد بن سالم العامري ، أكد فيها أن عملية إعادة الأمل تعد نموذجًا عالميًا يحتذى به في الأعمال الإنسانية والإغاثية، حيث تسير خطة العمل على عدة محاور في الموانئ والاقتصاد والغذاء والدواء وفتح معابر حدودية جديدة وإصلاح الطرق والبنية التحتية وإنشاء طرق برية وبحرية وجسور جوية جديدة، وإعادة فتح المدارس والجامعات وتلبية حاجات المجتمع وحل مشكلاته، إلى جانب إعادة الشرعية وحماية المدنيين من التمرد الحوثي، والتصدي بحزم للأطماع الإيرانية في المنطقة العربية بأسرها وفي اليمن الشقيق على وجه الخصوص .
وأوضح أن الندوة ستناقش أربعة محاور أساسية من خلال ثلاث جلسات ، هي محور التنمية الإنسانية والإغاثة، ومحور التنمية الاقتصادية، ومحور الرعاية والخدمات الطبية للقضاء على الأوبئة والامراض، ومحور تحقيق الأمن والأمان وحماية الأبرياء والمنشآت المدنية .
وقال : “يقع على عاتق الجامعات السعودية مسؤولية وطنية كبيرة في تكثيف الجهود والتعاون لإجراء الدراسات والبحوث وتنظيم الندوات وورش العمل التي من شأنها تسليط الضوء على القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الدولة – رعاها الله – من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية للمملكة وللمنطقة العربية بأسرها، ومواجهة التحديات التي تتعرض لها المملكة ودول الحوار سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وعلى رأس هذه القرارات عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الامل، التي سيسطرها المجد والتاريخ محليًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا .
بدأت الجلسات المصاحبة للندوة ، حيث شارك في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبدالله بن جبر الحمادي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر، وممثل وزارة المالية فهد بن فالح العتيبي، والدكتور في قسم الإعلام بالجامعة جازم بن عبدالله مهيوب ، والدكتور حسن بن محمد منصور ، والدكتور عبدالملك المخلافي .
وأكد السفير آل جابر خلال الجلسة، أن جمهورية اليمن بلد جوار وبلد تاريخ تجمعها بالمملكة صلات قرابة، إلى جانب العلاقة الاستراتيجية سواًء من ناحية الأفراد أو الحكومات .
واستعرض السفير آل جابر مسار الأزمة في اليمن منذ عام 2011 حتى هذا العام 2014 وما مرت به من المبادرة الخليجية التي نقلت السُلطة سلميًا من الرئيس السابق إلى الرئيس الحالي، وانقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية على الاتفاق وشنها هجوما للسيطرة على محافظة عمران والعاصمة صنعاء في سـبتمبر 2014، ثم استعرض مسار الأزمة من 2015 إلى 2016 ممثلًا بانقلاب المليشيا الحوثية على الاتفاق واحتجاز الرئيس الشرعي ورئيس حكومته وأعضاءها، وطلب الرئيس هادي تدخل المملكة ودول التحالف لإنقاذ شعبه من المليشيات، ثم استعرض مسار الأزمة من عام 2015 إلى 2018 التي تمثلت في رفض المليشيا الانقلابية مبـادرة مبعـوث الأميـن العـام للأمم المتحـدة لليمـن بشـأن الحديـدة، واستمرار إيـران فـي تهريـب السلاح والصواريـخ البالسـتية لاسـتهداف مكـة المكرمـة والعاصمـة الريـاض ومـدن المملكة ، إلى جانب إعاقة المليشـيا الحوثيـة المدعومة من إيران وصـول المسـاعدات الإغاثية والإنسـانية لليمـن ونهب البنـك المركـزي وإرهـاب وتجويع الشـعب اليمني، وما تلاه من إعلان التحالـف بقيـادة المملكـة العربية السعودية إطلاق خطـة العمليـات الإنسـانية الشـاملة فـي اليمـن .
وتناول السفير آل جابر ، إجمالي مساعدات المملكة إلى اليمن حتى نهاية اليوم البالغة 10.96 مليار دولار المتمثلة في دعم البنك المركزي، والمساعدات الإنمائية، والمساعدات الحكومية الثنائية، والمساعدات المقدمة للزائرين اليمنين، والمساعدات الإنسانية .
وأوضح أن خطة العمليات الشاملة في اليمن تهدف إلى تحسـين الوضـع الإنسـاني على نطـاق واسـع وشـامل يتجـاوز تقديـم الدعـم الإغاثـي والغذائـي والطبـي والإيوائي وإلى تقديـم الدعـم المالـي للمنظمـات الدوليـة والبنـك المركـزي اليمنـي والمشـتقات النفطيـة، وزيـادة المنافـذ البريـة والجويـة، وتوسـعة قـدرات الموانئ والبنيـة التحتيـة للطـرق والمطـارات فـي اليمـن، وزيـادة الـواردات مـن الشـحنات الإغاثيـة والتجاريـة للجمهوريـة اليمنيـة، مـع العمـل مـع الأمـم المتحـدة علـى تعزيـز اجـراءات عمليـات التفتيـش للسـفن المتجهـة لموانـي الحديـدة وفـق اليـة التحقـق والتفتيـش (UNVIM) فـي جيبوتـي .
من جهته كشف ممثل وزارة المالية، أن إجمالي ما قدمته المملكة لدعم البنك المركزي اليمني بلغ 3 مليارات دولار ودائع نقدية لدى البنك المركزي، مشيرًا إلى أن إجمالي ما قدمته المملكة من مساعدات للدول النامية منذ عام 1973م بلغ قرابة ال 152 مليار دولار ، موضحًا أن نسبة مارقدمته المملكة زاد عن النسبة المستهدفة من العون الإنمائي من بالأمم المتحدة من إجمالي الناتج المحلي لتلك الدول الذي شمل مساعدات غير مستردة وغير مقيدة وقروض مالية ميسرة استفادت منها 95 دولة نامية في مختلف القارات خاصة الدول العربية والإسلامية .
ونوه بما يقدمه الصندوق السعودي للتنمية من دعم للدول النامية لتلبية الاحتياجات الأساسية، حيث بلغ إجمالي القروض المقدمة من قبل الصندوق أكثر من 13 مليار دولار .
بدوره استعرض الدكتور في قسم الإعلام بالجامعة حسن منصور دور الإعلام في عملية إعادة الأمل، فيما تناول الدكتور المخلافي الواقع الاقتصادي والاجتماعي للشعب اليمني الذي سببته المليشيا الانقلابية مستعرضًا أهم النقاط التي يمكن من خلالها انتشال الشعب اليمني من واقعه المأساوي المتمثلة في تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية وتوظيف الآليات كافة بما فيها ريادة الأعمال من خلال تأسيس مشاريع خاصة تتسم بالإبداع والنمو والاستدامة .
فيما تناولت محاور الجلستين الأخيريتين التنمية الانسانية ودور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرامج الإغاثية وعملية إعادة الأمل، إلى جانب المحور الاقتصادي وأشكال المشاريع والخدمات التي قدمتها المملكة للمقيمين واللاجئين، والدعم المالي المقدم من المملكة لدعم البنك المركزي اليمني، كذلك المحور الصحي، والمحور الأمني المتمثل في كيفية تغيير قواعد الاشتباك العسكري للتوافق مع أهداف عملية إعادة الأمل، وانسجام وتوافق الأداء العسكري الميداني مع قواعد القانون الدولي ومواثيق ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية، وطبيعة الاجراءات والضمانات العسكرية التي تكفل حماية الارواح البشرية والمنشآت والقطاعات المدنية .