“سبتمبر نت”
ثلاث سنوات وتعز تنام على القصف وتصحو على أصوات المدافع.. حرمها فساد النظام السابق كافة حقوقها الأساسية، وأبسطها قطرة ماء نظيفة للشرب ظلت تعز لسنوات طويلة تحلم بها، حتى صارت توصف بـ«الحالمة».
تعز منكوبة، وجرحها غائر جراء الأعمال البربرية التي ترتكبها المليشيا الانقلابية، إلا أن لعنتها ستطارد كل من أمتدت يداه الى هذه المحافظة التي كانت وما زالت تمثل العمق النضالي للشعب اليمني شماله وجنوبه.
على مدار ثلاث سنوات مثلت تعز الرقم الأصعب، والاستثناء الأبرز على مليشيا الحوثي بعدم الاعتراف بانقلابها، ومناوئتها لها، ما عرّضها لحملة شرسة حولت المدينة إلى ركام، ومدنيوها إلى أهداف قتل مشروعة بشكل شبه يومي، يتعرضون لأبشع المجازر الجماعية، قنصاً وقصفاً عشوائياً بمختلف القذائف الصاروخية، وكافة أنواع الأسلحة المختلفة.
موقع «سبتمبر نت» رصد في هذا التقرير جرائم وانتهاكات المليشيا الانقلابية بحق أبناء محافظة تعز على مدى ثلاث سنوات.. داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية القيام بمسؤولياتهم الاخلاقية لانقاذ المدنيين في تعز مما يتعرضون له من حرب إبادة وحصار ظالم، ومجازر شبه يومية، وتهجير ممنهج، بعد أن أوغلت المليشيا في إجرامها، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات الدولية التي تؤكد على حماية المدنيين أثناء الحروب.
في احصائية اعدها موقع «سبتمبر نت» مستعينة ببلاغات رسمية محلية، ومصادر خاصة موثوقة، رصدت من خلالها الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في تعز، خلال ثلاث سنوات، (من 21 مارس 2015 وحتى 21 مارس 2018م).
حيث ارتكبت المليشيا (370491) جريمة وانتهاكاً، ما بين قتل واعدام، وإصابة وزراعة الألغام، واختطاف واخفاء قسري وتعذيب، وتهجير، ونزوح جماعي، وتجنيد أطفال، واستحداث سجون ومعتقلات ونقاط تفتيش، فضلاً عن تفجير وتدمير، واقتحام ونهب للمساجد والمدارس والممتلكات العامة والخاصة، علاوة على اعتداءات وسطو المسلح وتهديد وابتزاز ونهب المال العام، وحرمان الطلاب من التعليم، واستهداف اعلاميين، وطواقم اسعاف واطباء وغيرها من الجرائم التي مارستها عصابة الحوثي الارهابية.
جرائم حرب
تعز تنزف بغزارة، ومليشيا تفننت واتقنت في ممارسة طقوسها الشيطانية عبر القتل والإبادة الجماعية، والاختطاف، والتعذيب، والاخفاء القسري، وتهجير السكان بالقوة، ونزوح جماعي للسكان، وزراعة الألغام والعبوات الناسفة في الأحياء والقرى والتجمعات السكنية، والاعتداءات والملاحقات لناشطين واعلاميين، واستحداث سجون ومعتقلات خاصة وحواجز ونقاط تفتيش، وغيرها من العناوين المزدحمة بالمآسي التي حولت حياة السكان الى جحيم يومي.
في هذا الجانب رصد الموقع (97827) جرائم تصنف ضمن جرائم حرب ارتكبتها مليشيا الحوثي، منها (6137) قتيلاً مدنياً، بينهم (13 متظاهراً، و221 بانفجار ألغام أرضية، و21 إعدام مختطفين، و38 إعدام ميداني)، فيما قتل جراء القنص والقصف العشوائي (1259 طفلاً، و743 امرأة، وقتل بانفجار ألغام أرضية 39 طفلاً، و24 امرأة).
وبلغ عدد المدنيين المصابين (15369) حالات، موزعين على (97 متظاهراً، و275 بانفجار ألغام أرضية، بينهم 41 طفلاً، و29 امرأة، و3630 طفلاً، و1858 امرأة بالقنص والقصف العشوائي).
كما ارتكبت المليشيا (94) حالة قتل جماعي مستهدفة الأسواق الشعبية والأحياء والتجمعات السكنية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية والدبابات، إضافة الى (178) إجهاض لحوامل بسبب الرعب من القصف اليومي. اضافة الى حصار وقصف (46) قرية، والاعتداء على (4) مظاهرات سلمية، وزراعة أكثر من (76000) لغم وعبوة ناسفة في أغلب مناطق المحافظة.
جرائم ضد الانسانية
مليشيا الموت ارتكبت في تعز ممارسات وسلوكيات طائفية ومذهبية تجلت في ابشع الجرائم ضد الانسانية، «سبتمبر نت» رصد (85824) جريمة، ما بين اختطاف واخفاء قسري وتعذيب واعتداء، وملاحقة، وتجنيد أطفال، واستحداث سجون ومعتقلات وحواجز ونقاط تفتيش، وتهجير قسري.. موزعة على (1262) اختطاف، و(324) اخفاء قسري، و(46) تعذيب، و(258) اعتداء وتهديد، و(6897) ملاحقة، و(43) تحرش جنسي تعرضن لها نساء في المنافذ، و(126) تجنيد أطفال، قتل منهم (17) طفلاً في المعارك، واستحداث (19) سجناً ومعتقلاً، و(281) حاجزاً ونقطة تفتيش. وتهجير (23369) أسرة قسراً، ونزوح (53182) أسرة (%55 منهم نساء، و%35 أطفال).
الممتلكات الخاصة
بعد ان كانت الحالمة تعز تضج بالحياة والعمل، أصبحت شوارعها وأحيائها مكسوة بالوجوم، نتيجة ما ارتكبته مليشيا المسيرة التخريبية من دمار طال كل شيء جميل فيها.. ورصد الموقع (6752) جريمة وانتهاكاً بحق منازل وممتلكات المواطنين من تفجير وقصف وهدم على رؤوس ساكنيها، وحرق واقتحام، ومداهمة، ونهب وعبث، واحتلال وتمترس.
فقد تعرض (3998) منزلاً للاعتداءات، منها (123 تفجير بالديناميت، و65احراق. و1539 تدمير كلي، و1636 تدمير جزئي، و327 اقتحام وتفتيش ونهب، و204 احتلال وتمترس، و81 عبث)، وتضرر (71) مقراً حزبياً ومؤسسة خيرية، منها (26 نهب وتدمير، و13 اقتحام، و32 اغلاق)، كما دمرت المليشيا بشكل كلي (21) فندقاً.
وتضرر (1483) محلاً تجارياً، منها (353 تدمير كلي، و462 تدمير جزئي، و33 احراق، و108 نهب، و527 اغلاق)، علاوة على نهب وتدمير واتلاف (275) مزرعة، و(5) نهب معدات زراعية، وتدمير (8) آبار مياه، وتضرر (392) خزاناً للمياه، وتدمير (91) مركبة، ونهب (145) مركبة أخرى، و(28) دراجة نارية، ونهب (7) معدات صناعية، و(67) مقتنيات شخصية، وتدمير (18) مصنعاً ومعملاً وشركة ومؤسسة، و(16) إغلاق أخرى، وتدمير (13) ورشة ومعمل صناعي، و(89) ابتزاز تجار ورجال أعمال، وفرض اتاوات على (25) شركة ومصنع.
الممتلكات العامة
وفيما يخص الاعتداءات بحق المرافق العامة والخدمية، والأمنية والعسكرية، ودور العبادة، فقد رصد الموقع (1169) حالة، منها (369) اعتداء على مقرات ومؤسسات حكومية وخدمية، منها (27 تدمير كلي، و39 تدمير جزئي، و7 احراق، و23 هدم، و65 اقتحام، و76 نهب، و92 اغلاق، و17 استيلاء وتمترس، و12 ثكنات عسكرية، و7 مخازن اسلحة، و4 نهب وتدمير مصانع).
كما تعرض (179) مسجداً ودار عبادة للاعتداء (30 تفجير، و39 تدمير كلي، 35 تدمير جزئي، 58 اقتحام، 13 احتلال وتمترس، 4 مخازن اسلحة)، وقصف واغلاق (6) حدائق ومتنزهات عامة، وحولت المليشيا إحدى هذه المتنفسات الى مقبرة لقتلاها، وتدمير (5) مقابر، الى جانب (27) نهب مال عام.
اضافة الى تضرر (231) مركبة حكومية وخدمية وتعرضها للنهب والتدمير، منها (82 تدمير، و149 نهب)، اضافة الى (352) نهب وتدمير ممتلكات أمنية وعسكرية، منها (41 تدمير منشآت ومقرات، و226 نهب مركبات، 85 تدمير مركبات).
تدمير ممنهج للتعليم
كما تعرض قطاع التعليم لانتهاكات جمة، حيث كشفت احصائية «26 سبتمبر» عن (90378) انتهاكاً، منها (378) منشأة ومرفق ومدرسة ومعهد وكلية وجامعة، مصنفة على (10 تفجير، 53 تدمير كلي، و72 تدمير جزئي، و41 قصف عشوائي، و92 اغلاق، و35 نهب، و9 ثكنات عسكرية، و17 احتلال، و9 مخازن سلاح، و6 معتقلات، وتدمير 11 كلية وجامعة، و12 معهداً، و4 اغلاق، و(2) جامعتين ثكنات عسكرية، وإغلاق 5 جامعات أهلية(.
كما تسببت المليشيا في تشريد ونزوح أكثر من (300) ألف طالب من المدارس حرم منهم (50100) من امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. وحرمان (11500) طالب وطالبة من التعليم الأساسي، كما حرم 28400 طالب من التعليم الجامعي لعامين كاملين.
تدمير المرافق الصحية
وفي القطاع الصحي، رصد «سبتمبر نت» (1981) جريمة وانتهاكاً طالت اطباء وممرضين وطواقم الاسعاف، كما تعرضت مستشفيات وعيادات ومراكز صحية ومختبرات، وصيدليات ومخازن أدوية، ومعامل طبية لتدمير واقتحام ونهب واغلاق وتوقف لنفاد الأدوية، وانعدام الكهرباء والمشتقات النفطية، وغيرها، وتوقف كامل لـ(%95) من المنشآت والمرافق الصحية بالمحافظة.
حيث تم رصد (144) اعتداء بحق طواقم الاسعاف والأطباء، منها (11 قتل، و18 اصابة، و7 اختطاف، و26 اعتداء، و19 تهديد، و34 منع اسعاف مصابين، وتدمير 10 سيارات، واستهداف 13 سيارة، ونهب 6 أخرى).
كما أدى منع دخول الأدوية والأجهزة الطبية من قبل المليشيا الى وفاة (220) شخصاً (10 مواليد، و19 جريحاً، و143 من مرضى الفشل الكلوي، و7 من مرضى السكر، و4 من مرضى القلب، و37 من مرضى السرطان).
وأظهرت الاحصائية تعرض (946) منشأة ومرفق صحي لتدمير واستيلاء وتمترس واقتحام ونهب، منها (39 تدمير كلي، و154 تدمير جزئي، و29 استيلاء وتمترس، و18 نهب، و321 اقتحام، و385 توقف عن العمل).
وبلغ عدد الصيدليات ومخازن الأدوية المتضررة في المحافظة (671) حالة، منها (53 تدمير، و547 اغلاق، و47 اقتحام، و24 نهب).
جرائم بحق الاعلام والموروث الثقافي
تعز (عاصمة الثقافة)، تدفع ثمناً باهضاً لمواقفها الوطنية، ورفضها للمليشيا ومنطق القوة والسلاح، مستندة على إرثها الثقافي والحضاري الذي يقدس المدنية والتعليم، ويرفض النزعات العصبية المقيتة والتطرف، إلا أن المليشيا مارست أبشع الجرائم بحق الاعلام، والمؤسسات الثقافية والاعلامية والتراثية.
«سبتمبر نت» رصد (90) حالة انتهاك، منها (75) جريمة وانتهاكاً بحق الاعلام وحرية الرأي (8 قتل، و9 اصابة، و10 اختطاف، و4 اعتداء، و9 تهديد، واختطاف 18 ناشطاً في مواقع التواصل الاجتماعي، و4 اقتحام ونهب واغلاق مؤسسات اعلامية، و5 تدمير)، وفي الجانب الثقافي والأثري رصد (15) حالة، منها (4 تدمير، 6 قصف، 2 نهب، 3 تمترس).
معاقبة المدنيين
كارثة حلت بتعز، وزادتها معاناة وآلاماً، وتحول وجهها الباسم الى شحوب يحكي قصص اجرامية بشعة، مارستها عصابة اجرامية مارقة خلال ثلاث سنوات بحق سكانها الأبرياء، محولة حياتهم الى جحيم، مانعة عنهم أساسيات الحياة من ماء وغذاء ودواء وكهرباء، حتى الهواء لوثته ببارود قذائفها المتساقطة على رؤوسهم ليل نهار، فارضة عليهم حصار مطبق، نهبت ومنعت دخول المساعدات الغذائية والدوائية.
فقد ارتكبت المليشيا (87468) جريمة وعقاب جماعي طال سكان المحافظة، منها (15313) نهب واحتجاز مساعدات اغاثية، منها (مصادرة ونهب 381 شاحنة، و14695 سلة غذائية، واحتجاز 218 شاحنة، ومصادرة 8 شاحنات أدوية، و11 شاحنة اسطوانات اكسجين).
كما استحدثت المليشيا (23) سوقاً سوداء لبيع المساعدات الغذائية والغاز والمشتقات النفطية، وقصفت مخزون المحافظة من الغاز المنزلي ادى الى تدمير (65000) اسطوانة.
حصار المليشيا أدى الى فقدان (70750) مريضاً للعلاج والرعاية الصحية، منها (6800 مرضى حمى الضنك، و4300 مرضى السرطان، و2550 مصاباً بأمراض مزمنة، وحرمان 57100 طفل من اللقاحات).
كما منعت المليشيا دخول (652) شاحنة بضائع تجارية، ونهب واتلاف (291) شاحنة منتجات زراعية عند حواجز ومداخل المدينة، ومنع واهدار (438) صهريجاً للمياه.
ومن نتائج حرب المليشيا على المحافظة أيضاً ازدياد البطالة بعد فقدان (%82) من موظفي القطاع الصناعي والتجاري لعملهم، اضافة الى (%78) من السكان يعانون الفقر والحرمان.