يومًا بعد يوم يصارع الشعب اليمني الجوع والمرض حتى الموت في بلد أنهكته الحرب، وتضاءلت فيه فرص العيش، وباتت أبسط أساسيات الحياة فيه شبه معدومة، حيث يحتاج أكثر 70 في المئة من سكان اليمن، لمساعدات إنسانية عاجلة، حسب تقارير أممية.
ومع استمرار الحصار المفروض على اليمن وتفشي وباء الكوليرا والخنّاق الذي حصد أرواح الكثيرين فيه، تواجه البلاد ظلال وباء جديد يخيم فوق رؤوس اليمنيين والذي سببه تلوث المياه، إضافة إلى مجاعة تهدد 7 ملايين شخص بينهم نحو مليوني طفل يعاني من سوء التغذية الحاد.
وكشفت رئيسة منظمة القديس فونيفاتيا الخيرية، ناتاليا ميزينتسوفا، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” عن تفاصيل مبادرة خيرية في موسكو ستعقد في منتصف شهر مارس لتسليط الضوء على الأوضاع في اليمن ومحاولة وضع حد لها.
وقالت ميزينتسوفا إن مؤتمر “اليمن.. حوار مع العالم” سيحضره ممثلون عن الخارجية الروسية وعن دول عربية، وذلك للبحث عن فرص لإحلال السلام في اليمن، ومناقشة مسائل التعاون في المجالات الاقتصادية والتعليمية والتعاون السياسي والمساعدات الانسانية.
وعن فكرة المؤتمر، أكدت ميزينتسوفا أنها جاءت بعد الزيارة التاريخية للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والتي تم خلالها مناقشة قضايا عدة من ضمنها القضايا الإنسانية في اليمن.
وأضافت ميزينتسوفا أن روسيا وعمان هما البلدان الوحيدان الذان يقومون بإيصال المساعدات إلى اليمن، إلا أن هذه المساعدات قيلة من حيث الكم ولا تتعدى نقطة في محيط معاناة اليمنيين، وخاصة بسبب الحصار وصعوبة ايصالها. وهذا المؤتمر سيكون وسيلة لمناشدة المنظمات والمجتمع الدولي فالوضع في البلد محزن جدا كما وصفته ميزينتسوفا.
وخلال اللقاء أكدت رئيسة منظمة القديش فونيفاتيا الخيرية أن روسيا تقوم بإرسال طواقم طبية إضافة إلى المعونات، لكن المسألة برمتها تتوقف على المباحثات مع المملكة والمنظمات المعنية بهذا الموضوع، لفتح معابر جوية وبحرية، فبسبب إغلاقها لا يسمح للصليب الأحمر الدولي واليونيسكو الدخول إلى هناك. وأضافات ميزينتسوفا إن الكوليرا مرض لا يعرف حدودا، فمن الممكن أن يمتد إلى دول مجاورة في المستقبل.
وعندما سألناها عن تقسيم المناطق لتوزيع المساعدات أكدت ميزينتسوفا أن الأولوية للمناطق الساخنة، كما قالت إنها تتوقع نتائج إيجابية من المؤتمر المقرر عقده بعد أيام، آملة في أن تنتهي معاناة الشعب اليمني والتوصل إلى هدنة وأن يتم القضاء على وباء الكوليرا، لانقاذ الأرواح ومساعدة الأطفال في الحصول على حياة طبيعية.