كثف الإعلام القطري الحديث عن خلافات بين السعودية والإمارات قطبا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في محاولة منه لضرب التحالف العربي وإفشال مهمته في محاربة المد الإيراني.
وتؤكد مصادر مطلعة أن قطر تريد تكرر المحاولة مرة أخر في عدن لإسقاط المدينة بيد الموالين لها في تنظيم الإخوان، خاصة في ظل الرفض شعبي للتنظيم من قبل قوى الحراك الجنوبي، التي تطالب باستقلال عدن عن صنعاء، وإعادة إحياء دولة اليمن الجنوبية التي اختفت في مايو (أيار) 1990.
ودارت في عدن أواخر يناير (كانون الثاني) اشتباكات مسلحة بين قوات جنوبية وأخرى موالية لتنظيم إخوان اليمن، يقول سياسيون من الجنوب إنها “كانت تخطط للسيطرة على عدن والانقلاب على شرعية الرئيس هادي”.
وكشف مصدر مسؤول في عدن أن قطر أرادت السيطرة على المدينة والدفع نحو تسوية سياسية مع الحوثيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها الرئيس من المؤتمر الموالي للحوثيين والنائب من الإخوان ووزير الدفاع من قادة الحوثيين، إلا أن المخطط فشل، لكن الدوحة تسعى لتكرار الكرة مرة أخرى وبدعم من طهران
دعم قطري إيراني
وأكد محللون سياسيون يمنيون وجود تعاون بين إعلام إيران وقطر، وتشكيل جبهة موحدة لمناهضة التحالف العربي الذي جاء بطلب من الرئيس هادي لمحاربة المد الإيراني، وانهاء الانقلاب على سلطات البلاد الشرعية.
وقال المحلل السياسي اليمني ياسر اليافعي: “أثبتت الأحداث الأخيرة حجم التنسيق بين قطر وإيران، لدعم مليشيا الانقلاب اعلامياً وسياسياً وحتى عسكرياً”.
وأضاف اليافعي لموقع ـ24 ” الاماراتي تطابقت الرسائل الإعلامية للوسائل الممولة من إيران ومن قطر، والتي كانت رسائلها الإعلامية في المجمل تخدم مليشيا الحوثي وتسعى إلى عرقلة جهود التحالف العربي في تحرير المحافظات الشمالية أو تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة”.
ولفت إلى أن “هذه الوسائل الإعلامية في مجملها سعت الى إطالة أمد الحرب في اليمن، وخدمة المشروع الإيراني في المنطقة، على حساب قضايا الأمن القومي العربي”.
اغتيال
ومن جهة أخرى اغتال مسلحون مجهولون صباح اليوم الثلاثاء، خطيب وإمام مسجدً في حي المعلا بعدن، وقالت وسائل إعلام محلية”إن “مسلحين مجهولين اغتالوا الشيخ شوقي الكمادي، وخطيب وإمام مسجد الثوار بالمعلا، وعضو حزب الإصلاح اليمني، الإخواني، غير ان واقعة القتل تلك كانت مشابهة لوقائع قتل طالت رجال دين سلفيين على خلاف مع تنظيم الإخوان، الأمر الذي تؤكد مصادر أمنية ان عملية الاغتيال التي طالت رجال الدين في عدن تديرها جهة تهدف إلى خلط الأوراق.
وبدأ الاغتيالات لرجال الدين باستهداف خطباء مساجد من السلفيين، المناهضين لفكر الإخوان واحدهم قتل عقب خطبه وصف فيها جماعة الإخوان بـ”الإخوان المفلسين”، وهو ما يشير بالاتهام إلى وقوفهم خلف عملية الاغتيال.
وبحسب مصدر في شرطة عدن، فإن “الجهة التي اغتالت رجال الدين السلفيين المناهضين لحزب الإصلاح هو من اغتال رجال الدين المحسوبين على حزب الإصلاح والهدف خلط الأوراق”.
وذكر المصدر “أن حزب الإصلاح المتهم بالتورط في قضايا عنف واغتيالات منذ العام 1993، هو المتورط في هذه العمليات ويريد يظهر للعالم انه بات مستهدف في الجنوب وان رجاله يقتلون على يد عناصر مسلحة”.
وعزز مصدر مسؤول في عدن حديث المصدر الأمني بالقول “هناك طرف يريد اظهار للعالم انه مستهدف الأمر لا يعدو كونه محاولة تبرير لما يخطط له في عدن من اثارة فوضى بدعوى الدفاع عن عناصره التي تقتل”.
إطلاق سراح إرهابيين
وكشف مصدر مسؤول لـ24 “أن قطر قدمت دعماً مالياً للقيام بحملة إعلامية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا حملة حقوقية للمطالبة بأطلاق سراح معتقلين على ذمة قضايا إرهابية”.
ولفت المصدر إلى أن الحملة الحقوقية سوف تنطلق بالتزامن مع الحملة الإعلامية الهادفة الى الضغط على الحكومة الشرعية لأطلاق عناصر وقيادات إرهابية معتقلة في سجون الشرطة، بدعوى انهم ابرياء او ان يتم احالتهم الى القضاء الذي يعرقل الإخوان عودة نشاطه.
وأكد المصدر “أن قضاة عبر عن تلقيهم تهديدات في حالة بدأوا النظر في القضايا الإرهابية”.
وقال “رفض القضاة بدعوى الخوف على حياتهم، استدعاء وضع مقترح ان يتم تشكيل محاكم (أمن دولة) للبت في القضايا الإرهابية، إلا أن مسؤولين إخوان أيضاً اعترضوا على ذلك، وهو ما يؤكد أن الجهة المعرقلة (واحدة)”، وفقاً لتلك المصادر.
قال مصدر أمني أن شرطة عدن تعتقل عناصر إرهابية بارزة، وان هناك مساع للأفراج عن بعضهم، ولا يستبعد أن يتم اقتحام السجون وإطلاق سراحهم بالقوة، كما تم اقتحام مقر البحث الجنائي من قبل عناصر ادعت أنها من تنظيم داعش.
وتؤكد وسائل إعلام يمنية أن قطر وإيران تسعيان إلى تقاسم اليمن، أن يبقى الشمال في قبضة الحوثيين ويذهب الجنوب بحدوده الجغرافية السابقة إلى تنظيم الإخوان الموالي لقطر، بعد أن يتم السيطرة العسكرية على الجنوب من قبل قوات تابعة للتنظيم الدولي.