عقب اسابيع من الترقب اصدر الرئيس هادي قرارا باقالة محافظ البنك المركزي منصر القعيطي، ليعين بدلا عنه محمد زمام وزير المالية السابق.
تغيير محافظ البنك المركزي اليمني جاء بضغوط من اللجنة الرباعية “ امريكا وبريطانيا، السعودية، الامارات “ عقب فشل القعيطي في تفعيل البنك المركزي وكانت هناك العديد من الاسماء المطروحة من التكنوقراط منهم الاستاذ احمد غالب وحسام الشرجبي وغيرهم من المتخصصين في الشان المصرفي الا ان الاختيار وقع علي محمد زمام !
لا يتعلق الامر هنا بالتخصص او بنظافة اليد بقدر ما تحكم امور التعيينات في سلطة هادي الثقة والولاء واشياء اخري
يمكن لزمام تفعيل عمل البنك لاسيما بعد حالة الموت السريري الذي شهده البنك خلال ادارة القعيطي فأي جهود ولو بسيطة سيكون لها اثر لاسيما وان زمام قادر علي استقطاب المهنيين والفنيين وفقا لما يتحدث عنه مقربون .
كانت المطالب ان يتم تشكيل فريق اقتصادي محترف ومنسجم يتولي المالية والبنك المركزي والمؤسسات الايرادية الاخرى لكن يبدو ان الرئيس هادي اكثر حرصا علي بقاء الدائرة المالية الاكثر نفوذا تحت السيطرة.
يتوقع ان يعمل زمام على اعادة الدور للبنك المركزي في صنعاء اذ ان قناعته ان بنك عدن يفتقر لمقومات عمل البنك لكن هل سيصطدم بشروط واملاءات الحوثيين من جهة ورفض الحكومة الشرعية اعادة تفعيل بنك البنوك من صنعاء من جهة اخرى؟
يواجه محافظ البنك الجديد تركة ثقيلة من الازمات المصرفية ابرزها انهيار الريال الذي وصل الي ٥٠٠ ريال للدولار الواحد وفقدان الثقة بالمنظومة المصرفية وانقسام واضح في عمل البنك بين صنعاء وعدن فهل سيتمكن من تحسين وضع العملة وتفعيل اداء البنك، وقبل هذا
هل سيدير البنك من عدن ام من الخارج أسوة بسلفه القعيطي ؟
زمام رجل يقدم خدماته للجميع ولذلك تم دعمه من اكثر من طرف لكن مهمته الحالية اصعب من سابقاتها، لاسيما وان ادارة السياسات النقدية ليست كإدارة الجمارك او المالية والتي لم يقدم فيهما اداء اداريا استثنائيا سوى بناء علاقات خدمته في هذه اللحظة !
رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي