“سبتمبر نت”
معاناة النازحين، والذهاب نحو المجهور، واقع مأساوي على أرض الواقع يعيشه نازحو قرى الجملية، التابعة لمديرية ناطع، في محافظة البيضاء، بعد أن أجبرتهم مليشيا الحوثي المتمردة الإنقلابية على النزوح قصفا بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا.
أهالي قرى حذية، والمنقطع، وصبغ، وهبته، والترياع، والنشيف، وماور، وقرية اعشار، أكبر قرى الجملية السكنية، تفاقمت مؤخرا معاناة النازحين من أبنائها الذي اضطروا لترك منازلهم والنزوح قسرا بعد تعرضها للقصف المكثف والعنيف من قبل المليشيا الحوثية المتمركزة في أطراف المنطقة، وفي مناطق الحمراء، والروضة، وصوران، والظهر، والقرحا، والحديدة.
يقول النازحون “لم تسلم حتى الطريق من قصف المليشيا الحوثية، المليشيا التي دمرت كل، وأبت الا أن تحول كل شيء جميل إلى قبيح.
سكان منطقة الجملية، بحسب ما تحدثت لـ”سبتمبر نت” مصادر محلية، يشكلون نسبة90%من اجمالي عدد سكان مديرية ناطع، نزح ساكنوها بشكل كامل بسبب اعتداءات المليشيا الحوثية المتكررة عليهم وقصف منازلهم بشكل عشوائي ومكثف.
حالة النزوح المتزايدة في المنطقة، تنذر بكارثة مقتربة، كما أن تزايد ظاهرة النزوح في مديرية ناطع تهدد بإعلان المديرية ، مديرية منكوبة، فأخر الإحصائيات تفيد بنزوح أكثر من من ثلاثة أرباع سكان المديرية، الى “وادي بياحين”، ومناطق مالح، وشعب ديمان، والقفله، ورشخ، وغيرها من المناطق الآمنة شرقي المنطقة.
وفي حصيلة ميدانية افاد مراسل “سبتمبر نت” عن نزوح أكثر من110أسرة من المنطقة، حيث تتكون أغلب هذه الأسر من أكثر من20فردا، وعليه فإن حوالي2000شخص نزحوا من المنطقة، وباتو في العراء ويفتقدون لأبسط احتياجات الحياة الضرورية، على رأسها توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقوم اغلب النازحين بجلب الماء من مناطق بعيدة على رؤوسهم وفوق ظهور المواشي.
غالبا ما تكون مياه الشرب التي يعاني نازحو الجملية في الحصول عليها، غير صالحة للشرب، ومن مصادر غير صحية مثل الغدران والمستنقعات المكشوفة.
توفير الأغذية المساعدات الإنسانية والإيوائية هي ايضا تظل خدمات شبه مفقودة يواجه النازحين صعوبة بالغة في الحصول عليها، حيث وأن البرد الشديد زاد من مضاعفة تلك المعاناة، مما يتسبب في إصابة الأطفال وكبار السن بأمراض مستمرة، ونظرا لوعورة المنطقة وتضاريسها الصعبة فإن نقل المريض إلى أقرب مرفق صحي في غاية الصعوبة.
نازحو قرى الجملية، وجهوا نداء انساني للمنظمات الدولية والإغاثية والإنسانية لإنقاذهم وتقديم يد العون والمساعدة لهم، في وقت بات فيه الخوف من تفاقم المعاناة يتوجسهم كل لحظة، ويخافون من لحظة تأتي لا يجدون فيها كسرة خبز وبضع قطرات من الماء.