ما يشهده اليمن، خلال الآونة الأخيرة من انتهاكات، وأعمال تخريبية تضاف إلى سلسلة الأعمال التخريبية التي تقوم بها تلك الميليشيات الحوثية والانفصالية وأعوانهم، هي محاولة يائسة للنيل من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي واسقاطها، ولكنهم لم يدركوا أن الشرعية تقف لهم بالمرصاد، وهم غارقون في أوهامهم ويظنوا أن بامكانهم بتلك الأساليب الإجرامية المساس بالشرعية أو المساس بإرادة اليمنيين ومقدراتهم.
ومنذ صباح الأحد الماضي، تشهد عدن، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين قوات الحماية الرئاسية، الموالية للحكومة، وقوات تابعة للمجلس الانتقالي للجنوبي، الذي يطالب بإقالة حكومة “بن دغر”، متهما إياها بالإخفاق في توفير الخدمات.
وكانت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، قد أسقطت عدن تحت سيطرتهم وأخضعوا الحكومة اليمنية للحصار في قصر معاشيق في عدن، أمس الثلاثاء، وسط اتهامات للإمارات بالوقوف إلى جانبهم.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أكد قائد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، العميد مهران قباطي، عودة الأوضاع في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى ما قبل الإشتباكات الأخيرة.
وأشار على صفحته الرسمية بـ”تويتر” إلى أن قوات ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي سلمت المواقع العسكرية والثكنات التي استولت عليها عقب اشتباكات طاحنة مع القوات الحكومية خلال اليومين الماضية.
لايزال الوضع في مدينة عدن -جنوب اليمن-، في يد لجنة التهدئة المشكلة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي أوقفت اشتباكات يومين متواصلة بين قوات المجلس الانتقالي وقوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة الشرعية في المدينة.
وبالنظر إلى أسباب الأحداث التي جرت في المدينة في غضون الثلاثة الأيام الماضية، بدأت باحتجاجات لمناصري المجلس الانتقالي أعقبها هجوم مسلح لقوات تابعة لهم على معسكرات للحماية الرئاسية التي كانت تسيطر على معظم المربعات وتحمي مؤسسات الدولة في مديرية خور مكسر.
كان هدف قوات المجلس الانتقالي ومليشيات الحزام الأمني الغير منضوية تحت قوات الشرعية بدعم التحالف، هي الوصول إلى قصر المعاشيق في المدينة حيث تقيم الحكومة اليمنية التي خرجت تلك القوات من أجل إسقاطها وتشكيل حكومة أخرى.
بعد أن اقتربت قوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي فوجئت بكتائب من قوات التحالف العربي وأخرى أجنبية في قصر المعاشيق تزامن ذلك مع تدخل سعودي مباشر قاده سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر.
توقفت الاشتباكات في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، بالقرب من قصر المعاشيق بعد إنذار من دول التحالف بعدم الاقتراب من قصر المعاشيق أو المساس بالحكومة الشرعية.
واستيقظ أهالي عدن، في ساعات مبكرة من صباح أمس، على عودة الاشتباكات مره أخرى لمليشيات المجلس الانفصالي والحزام الأمني، التي خرقت اتفاق قوات التحالف العربي، والذي وجهت به، لمنع إطلاق النار بشكل كامل في المدينة.
وعادت لجنة التهدئة لجمع شخصيات من الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، في مقر قوات التحالف في مديرية البريقة – غرب المدينة، وتم الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار، في الوقت الذي كانت فيه مليشيات الحزام تقتحم مقر اللواء رابع حماية رئاسية، وهو الأمر الذي استعادتة لجنة التهدئة بقيادة السعودية، وتم إعادة اللواء ومعسكرات الحماية الرئاسية ومقر الحكومة والأمانة العامة ومجمع القضاء لكتائب كانت ترابط في مديرية المخاء بمحافظة تعز – غرب اليمن.
بالنظر إلى الجانب السياسي لمهاجمة قوات الحزام الأمني لمؤسسات الدولة، لم تحقق أي هدف خرجت من أجله وهو الإطاحة بالحكومة الشرعية، وعادت تلك القوات إلى أماكنها في الوقت الذي خسرت فيه المدينة بشكل كامل المجالات الخدمية التي كانت الحكومة شرعت في إعادة تأهيلها، كما يقول مراقبون..
عيدروس يؤكد دعمة لـ«طارق صالح»..
خرج رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي أمس في مقابلة مع قناة 24 الفرنسية، ولم يأت بتصريح جديد سوى دعمه لنجل شقيق الرئيس اليمني السابق طارق محمد عبدالله صالح، الذي يتم تدريب قوات تابعة له بإشراف وحدات إماراتية في مقر اللواء 31 مدرع بمنطقة بئر أحمد في المدينة.
ثلاثة سيناريوهات متوقعة حسب مصادر مراقبة للوضع الأمني والسياسي في المدينة ..
السيناريو الأول: وهو الأقوى حسب المعطيات: بقاء الوضع كما هو عليه وإعادة الحكومة أعمالها تدريجيا بإشراف من لجنة تابعة لدول التحالف العربي.
يتوقع مراقبون بقاء هذا السيناريو مرجحين بروز قوة لجنة التهدئة التابعة للتحالف بقيادة السعودية، للحفاظ على الوضع الأمني في المدينة وتسيير الأعمال الخدمية وفي مقدمتها الماء والكهرباء والميناء وصرف المرتبات وتنفيذ المشاريع الممولة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضمن عمليات الإغاثة الشاملة.
السيناريو الثاني: اتفاق جديد بين الشرعية والمجلس الانتقالي بإشراف لجنة من التحالف العربي على الاعتراف بالمجلس كطرف سياسي داعم للشرعية وترشيحه شخصيات يتم تعيينها في مناصب جديدة، في أي حكومة قادمة أو إجراء تعديل وزاري في الحكومة الحالية مع دمج لقوات الحزام الأمني ضمن وحدات وزارة الداخلية واعتماد صرف مرتباتها.
يبرز هذا السيناريو مع حديث أدلى به مصدر رئاسي صباح اليوم الأربعاء، في تصريح لصحيفة عكاظ السعودية، حيث أكد أن الرئيس هادي كان قد وافق قبل أيام على تشكيل حكومة تكنوقراط، تشارك فيها كل المكونات السياسية بما فيها المجلس الانتقالي، شريطة تحوله إلى حزب سياسي ودمج القوات التابعة له بما فيها الحزام الأمني ضمن وزارة الداخلية في حكومة التكنوقراط، إلا أن إجراء الرئيس هادي تعثر مع الأحداث الأخيرة في المدينة ولايزال الرئيس هادي متمسك بهذا الشرط، حسب المصدر.
السيناريو الثالث: تأزم الوضع في المدينة وانهيار أعمال الخدمات مع استمرار حصار الحكومة الشرعية في قصر المعاشيق وعدم إجراء أي تعديلات حكومية، وهو السيناريو الأضعف توقعا كما يقول مواطنون يتحوفون من استمرار تعطيل المسار الأمني والسياسي في المدينة.
سيناريو صنعاء لن يتكرر
ورأى الكاتب اليمني “محمد جميح”، أنه بعد كل معارك الإعلام،ظل كل طرف في عدن محتفظاً بموقعه،مع عودة معسكر اللواء الرابع حماية للشرعية.
واعتبر أن المعارك لم تحقق سوى سفك الدم، مشيرا إلى أن الحماية في مواقعها، و”الانتقالي”في مواقعه.
ودعا “جميح” إلى الكف عن القتال والتوجه نحو جبهة صنعاء في الشمال لا جنوبا في عدن.
وتساءل “جميح” كيف سيواجه الذين طردوا ابن دغر والشرعية من عدن البارحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: كيف سيواجهون الحقيقة الماثلة الليلة أمام الأنظار، وهي أن قوات الحماية في مواقعها، والحكومة في معاشيق، وابن دغر لم يهرب، واللواء الرابع عاد لأهله؟!.
ولفت “جميح” إلى أن خروج بطل فيلم “صنعاء 2014” عن النص، جعل المخرج يتنبه جيداً لبطل مسرحية “عدن 2018” ليظل داخل النص ولا يخرج منه.
وأضاف جميح، يخطئ من يحلم بتكرار سيناريو صنعاء 2014 في عدن 2018.
أبوظبي مساعد كبير للزج باليمن في حرب أهلية
وكتب الباحث السعودي “مهنا الحبيل” بصفحته على تويتر قائلا، من المهم جدا فهم سحق ابوظبي للشرعية اليوم، ودفن اي متبقي لكيان الدولة وقانونيتها الدولية.
واعتبر “الحبيل” أبوظبي مساعد كبير لزج اليمن وخاصة في الشمال، في حرب أهلية طاحنة، لتامين ضم الجنوب الى علم امارة ابوظبي وسيادتها الاقليمية.
وأشار الحبيل إلى أن الغريب في الأمر، أن أبوظبي قدمت ذلك بانه تامين للحدود السعودية!!.
وبين أن مايجري جنوب اليمن، جاء بعد فشل محاولات ابوظبي، لزج الاصلاح كقوة عسكرية مقابلة للحوثيين، حتى تكون المواجهة يمنية طائفية.
وأضاف أن الإصلاح تمسك بقوات الشرعية وواجهتها الرسمية، رغم اختراق السلفية الطائفية كتلة اصلاحية تحت رداء الصحوة الخليجية، مشيرا إلى أن ذلك أضطر ابوظبي لسحق الشرعية، قبل اي تقدم ضد الحوثيبن يفسد مخططها.
حتى اللحظة تقول وزارة الصحة اليمنية أن ضحايا الاشتباكات في اليومين الماضية وصلت إلى 320 قتيل وجريح وصلوا إلى عدد من مستشفيات المدينة.
يتخوف المواطنون في المدينة وهم الشريحة الأغلب من تردي الخدمات وانقطاع صرف المرتبات والكهرباء وتعطل مشاريع الطرقات التي كانت عدد من الشركات قد بدأت فيها بتمويل من المملكة العربية السعودية.
وتزيد من صعوبة اليمن، الحرب الدائرة في البلاد، منذ خريف 2014، بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مدعومة بتحالف عربي، من جهة أخرى، وتحالف الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يسيطر بقوة السلاح على عدد من المحافظات، والذي قتل على يد شركائه الحوثيين في 4 ديسمبر 2017، من جهة أخرى، مخلفة أوضاعًا إنسانية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.