عد قرابة شهر من اجتياح مليشيا الحوثي الانقلابية العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، اتجهت صوب محافظة إب، وتمكنت من دخول المحافظة وبسط سيطرتها تدريجياً على المدينة، بعد توقيع اتفاق سلام مع السلطة المحلية والمشايخ، تحت فرية «تجنيب المحافظة ويلات وكوارث الحرب والصراعات المسلحة».
ليس جبناً من أهلها ولا استسلاماً، وإنما لم يكن أمامهم أي خيار آخر، رغبة في تجنيب المحافظة الحرب والقتل والدمار، اللذين توزعهما المليشيا الانقلابية حيث ما حلت ووجدت مقاومة لنوازعها الشيطانية.
فلا يكاد يمر يوم من أيام محافظة إب، دون أن ترتكب مليشيا الحوثي الانقلابية، أو عصاباتها المتفرعة عنها، جرائم قتل، ونهب، واختطاف، ومداهمة، وتفجير منازل، حتى أصبحت تلك الجرائم أشبه بوقود انتعاش المليشيا في المحافظة، ومبرر لعناصرها للقيام بما يريدون ضد خصومهم، الأمر الذي يجسد حقيقتها على الأرض، وينسبها إلى أصلها كـ«عصابة قتل ونهب».
ولا تكاد تخلو منطقة أو عزلة من عزل مديريات محافظة إب إلا ووصلتها انتهاكات المليشيا الانقلابية، ووصل معها الخوف والبطش بالمواطنين حد التكتم والإخفاء عن أي انتهاك يتعرضون له خوفاً من التبعات التي سيتلقونها في حال تحدثوا عن ذلك، وصاروا بين مطرقة انتهاكات المليشيا، وسندان التكتم والاخفاء وما بينهما مئات الانتهاكات اليومية التي طالت أبناء اللواء الأخضر.
رصدت صحيفة «26 سبتمبر» في تقرير لها جرائم وانتهاكات المليشيا الانقلابية في محافظة إب خلال 3 أعوام من مسيرتها الاجرامية، وأعدت هذا التقرير..
كشفت الصحيفة عن جرائم وانتهاكات ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة إب والتي بلغت 14161 جريمة وانتهاكاً خلال الفترة منذ نهاية اكتوبر 2014م وحتى ديسمبر 2017م.. توزعت بين القتل والاختطاف والنهب والاقتحامات والتهجير، والاعتداءات والاغتيالات والإعدامات، والتعذيب حتى الموت، وسطو وسلب ونهب وغيرها من الجرائم الأخرى.
وعن جرائم القتل والاغتيال والإعدامات الميدانية والتعذيب والشروع في القتل والنزوح والتهجير القسري، اضافة الى استحداث نقاط عسكرية وحواجز تفتيش، كشفت الاحصائية عن 5443 جريمة وانتهاكاً، توزعت بين 492 قتيلاً سقطوا برصاص المليشيا سواء قتل مباشر أو غير مباشر، بينهم 26 امرأة، و49 طفلاً، و562 جريحاً، بينهم 32 امرأة، و25 طفلاً، و176 حالة شروع في القتل، اضافة الى 205 حالة تعذيب، و21 جريمة اغتيال، و40 إعدام وتصفية، و22 حالة قتل تحت التعذيب، وحالة سحل واحدة، ونزوح 1652 أسرة، فيما شردت المليشيا 1723 اسرة قسرياً من منازلها، اضافة الى استحداث 549 نقطة تفتيش، منها 317 نقطة تفتيش مؤقتة، واستحداث 3 معسكرات تدريبية.
جرائم ضد الانسانية
أما عن جرائم الاعتقالات والاختطافات، والرهائن، وتجنيد الاطفال والابتزاز، والتعسف المالي والاعتداءات والتهديدات، والقصف العشوائي على منازل المدنيين، فقد كشفت احصائية «26 سبتمبر» عن 7618 حالة انتهاك، موزعة بين 504 حالة تجنيد اطفال دفعت بهم المليشيا إلى جبهات القتال، و62 حالة اعتقال كرهائن معظمهم من الاطفال، اضافة الى 132 حالة ابتزاز واستغلال مالي، و146 حالة اعتداء بالضرب، و12 حالة تهديد بالتصفية، و27 حالة قصف عشوائي على منازل المدنيين، كما قامت المليشيا بإطلاق سراح 45 سجيناً من السجن المركزي محكوم عليهم بأحكام نهائية لا تقبل الطعن وزجت بهم في جبهات القتال، كما رصدت الاحصائية 74 حالة تحرش ومضايقات ضد المرأة في محافظة إب.
وتُعد جرائم الاختطافات في المحافظة هي الرقم الأكبر من بين جرائم المليشيا الحوثية خلال ثلاثة أعوام، حيث بلغ عدد المختطفين 6616 مختطفاً بينهم 285 طفلاً، و21 لاجئة صومالية، وما يزال المئات من المختطفين في سجون المليشيا في المحافظة، فيما أطلقت سراح كثير منهم خاصة العمال مقابل مبالغ طائلة، حيث تحدث العديد من أهالي المختطفين أن المليشيا أفرجت عن أقاربهم مقابل مبالغ مالية تم اعطاءها لقيادات حوثية.
تلك العوائد فتحت شهية المليشيا في توسع عمليات الاختطافات، وحولتها إلى سوق سوداء تدر على الانقلابيين أموال طائلة، ففي 22 من ديسمبر 2015م طلب الحوثيون من أبناء العميد الركن/ محمد علي سند قائد اللواء 83 الذي ينتمي لمحافظة إب المختطف لدى مسلحين قبليين في خولان ينتمون لجماعة الحوثي 100 مليون ريال مقابل الإفراج عنه.
جرائم حرب
أما جرائم التفجيرات والإقتحامات والمداهمات، والسلب والنهب للمساكن والمؤسسات العامة والخاصة، فقد أوضحت احصائية «26 سبتمبر» عن 910 جريمة وانتهاكاً، منها 189 حالة نهب وتفجير منازل، واحراق 41 منزلاً، واقتحام ونهب 443 منزلاً، وتضرر 49 منزلاً، منها 35 تضرراً كلياً، و14 تضرراً جزئياً، اضافة الى تفخيخ منزلين، وتفجير 3 مساجد، واقتحام 9 مقرات حزبية، ومؤسستين اعلاميتين، و17 مؤسسة حكومية، وملعب رياضي واحد، و21 مؤسسة تعليمية، واقتحام ونهب 8 مراكز صحية، و9 مساجد، اضافة الى 16 منظمة ومؤسسة خيرية، و12 محلاً تجارياً.
كما اقتحمت المليشيا الانقلابية 12 قرية، وحولت 4 مدارس الى ثكنات عسكرية، كما حولت مسجدين وبدروم مستشفى حكومي الى سجون خاصة، وحولت استاد رياضي الى ثكنة عسكرية ومخازن للسلاح.. وقامت المليشيا بمداهمة 13 محلاً تجارياً، و10 مؤسسات حكومية، وسجلت الاحصائية 14 حالة سطو مسلح على أراضي مواطنين تقدر بمئات الملايين، واغلاق 7 محلات تجارية وشركات صرافة، اضافة الى مداهمة محلين صرافة ونهب 2 مليون ريال، والاعتداء على 25 مقبرة.
النهب والسطو المسلح
المليشيا الانقلابية ارتكبت أيضاً جرائم متعددة بحق المواطنين وممتلكاتهم الى جانب الممتلكات العامة، حيث سجلت احصائية الصحيفة وعبر مصادر خاصة ارتكاب المليشيا 190 حالة نهب وجريمة منظمة، فقد نهبت المليشيا 72 سيارة بمختلف الموديلات، اضافة الى نهب (جنابي) ثمينة، ومجوهرات أثناء قيام المليشيا بنهب منازل المواطنين في مختلف مديريات المحافظة، إضافة الى قيام مسلحو المليشيا بـ59 حالة سطو مسلح على المؤسسات والشركات العامة والخاصة، والمحلات التجارية، ونهب 315 الف لتر من الوقود. ونهب مبلغ 3 مليون ريال من تاجر واحد فقط تحت تهديد السلاح، ونهب 22 مليون ريال من خزينة أحد المستشفيات الخاصة في المحافظة، اضافة الى نهب 220 مليون ريال من جامعة إب بقوة السلاح، كما ارتكبت المليشيا الانقلابية 60 عملية نهب منظمة.
دروع بشرية
اتخذ مسلحو مليشيا الحوثي بعض السكان المدنيين في كثير من الأوقات دروعاً بشرية في نقاط الاشتباك وحماية لمقراتهم وقواعدهم العسكرية ومخازن الأسلحة وخاصة مع بدء الضربات الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في الـ26 من مارس 2015م.
مليشيا الحوثي ارتكبت ابشع المجازر منها اتخاذ العديد من المدنيين دروعاً بشرية، حيث احتجزوا عدد من المدنيين بينهم صحفيين وسياسيين في حديقة هران التي حولت إلى مقر عسكري يخزن فيها الأسلحة ووجود العديد من أبناء المحافظة يوم الخميس 21/5/2015م في منطقة هران في محافظة ذمار.
بطش المليشيا يطال الأموات
في إب كل شيء معرض للنهب والسلب في ظل سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على المحافظة، ليس فقط الأحياء هم من يتعرضون للانتهاكات، بل والأموات ومن تحت التراب منذ عشرات السنين يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات وإهانة الحرمات في مقابرهم.
هنا نسرد أبرز الاعتداءات التي مارسها نافذون ومشرفون حوثيون على المقابر في المحافظة، وقاموا بتحويلها إلى أراضٍ خاصة وعقار معروض للبيع:
– 2 فبراير 2017 سطا نافذون حوثيون على مقبرة الخربة في مديرية الظهار وباعوها لمستثمر وبدأ الحوثيون بالبناء والحماية.
– 8 فبراير 2017 باشر مستثمر حوثي بالاعتداء والبناء على مقبرة الغفران وأجزاء من ساحة خليج سرت.
– 11 فبراير 2017 اعتدى قيادي حوثي على مقبرة بردان في عزلة المكتب في مديرية جبلة، وشرع في البناء عليها بدعم وإسناد من المليشيا.
نماذج من جرائم المليشيا
– في 7/1/2018م، اعتدى قيادي حوثي على بائع متجول (كهل سبعيني)، في أحدى نقاط كحلان في الرضمة، بعد رفضه اعطاء المليشيا إتاوات فرضتها عليه، باللكم والصفع على الوجه حتى كسرت أسنانه وتعرض لجروح عميقة في الوجه وسالت الدماء على لحيته البيضاء وملابسه، وأنهال عليه ضرباً بعصا غليظة بعد سقوطه على الأرض متلفظاً بألفاظ نابية وموجهاً سلاحه إلى رأسه، والرجل المسن يتوسل إليه ليتركه يعيش، ولولا تدخل الأهالي لأرداه قتيلاً.
– في 17اكتوبر 2014م، بدأت مليشيا الحوثي بعمل نقطة تفتيش وسط المدينة وبدأت تمارس القتل لفرض سيطرتها، اعترضت سيارة وقتلت 3 من أسرة واحدة في منطقة الربادي في مديرية جبلة.
– في 2017م، فرضت المليشيا التجنيد القسري على عمال النظافة، وتمكنت من تجنيد عدد من المهمشين بعد توقف مرتباتهم لأشهر وانهيار وضعهم الإقتصادي ودفعت بهم إلى الجبهات ووعدتهم بإغراءات مالية.
– 19 يناير 2017م، توفي طفل واصيب آخر في حادثة دهس بطقم عسكري يقل مسلحين انقلابيين ويبتع مشرف حوثي يكنى بـ(أبو طعفش) أثناء مروره مسرعاً وسط سوق الليل التابع لمديرية بعدان.