“سبتمبر نت”
لجأت مليشيا الحوثي الانقلابية منذ نشأتها وتأسيسها إلى تجنيد الأطفال ليكونوا بذلك نواة المليشيا في حروبها العبثية التي تشنها على اليمن.
دون مراعاة للدين الإسلامي والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية التي تحرم وتجرم تجنيد الأطفال، لما لذلك من آثار وتبعات سيئة وكارثية تعود على المجتمع ومستقبل الأطفال واسرهم.
وفي هذا الصدد يقول محمد سلمان أن تجنيد الأطفال كارثة كبيرة على المجتمع، مضيفا ان المليشيا الحوثية لجأت لتجنيد الأطفال، إضافة إلى استغلالها ذلك في غرس أفكارها الشيطانية في عقول وقلوب الأطفال لتحقيق أحلامها المجنونة التي لا تمت بإيرادات صله للدين والمجتمع والواقع.
إقليم تهامة الأكثر خطورة
يعد إقليم تهامة من أهم الأقاليم التي تعتمد عليها مليشيا الانقلاب الحوثية في زياده مقاتليها وعناصرها، فشريحه الأطفال هم الفئة الأكثر استهدافا لتلك المليشيا في تهامة.
إذ أن المليشيا لجأت إلى تجنيد الأطفال بشكل كبير جدا وبشكل إجباري وخاصة في الآونة الأخيرة، فمحمود عامر، أحد أبناء تهامة يقول في هذا الشأن: أن إقليم تهامة عامة ومحافظة حجة خاصة حازت على المرتبة الأولى بشأن أقدام المليشيا الحوثية على تجنيد الأطفال وخاصة بعد مقتل الكثيرين بين صفوف مقاتليها.
تشظي أسري كبير واستغلال المليشيا للأوضاع
سامي همدان، أوضح أن المليشيا الحوثية تقوم بتدريس أفكار مؤسسها الصريع حسين بدر الدين الحوثي بين الأطفال في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
وأضاف “تتخذ المليشيا الحوثية الانقلابية جملة من الاغراءات وأساليب الترهيب والترغيب لضم وتجنيد الأطفال إلى صفوفها، مستغلة بذلك حالات الفقر والحرمان التي تفاقمت في أوساط الأسر اليمنية وخصوصا في تهامة، في عهدها بأضعاف كبيرة نتيجة سياسات التجويع والتركيع التي تتبناها”.
وأدت الكثير من سياسات واستغلال المليشيا تجنيد الأطفال إلى الكثير من المأسي لتلك الأسر، وزياده التشظي والتفكك الأسري نتيجة الحروب التي خاضتها وتخوضها منذ الحرب الأولى وحتى اليوم.
وتبقى حاجه الناس للمال بعد تدهور الأوضاع المادية والمعيشية، هي هدف المليشيا في أخضاع هذه الأسر لمطالبها في تجنيد أطفالها، من أجل الحياة، هدف تبتز المليشيا الناس لأجله وتحقيق أهدافها الدنيئة.
وفي هذا يقول سالم العياشي، أن حاجه الناس الماسة للمال وارتفاع أسعار المواد الغذائية والبحث عن لقمه العيش تجعلهم يعملون أي شيء للحصول على ذلك، إضافة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس تحت سلطه المليشيا ، الأمر الذي من شأنه تحاول المليشيا استغلال ذلك لأهداف خاصه ومنها تجنيد الأطفال.
وأردف العياشي “يظل الحصول على الوظيفة والرقم العسكري لدى الشباب هدف تستغله المليشيا لصالحها، جذب الكثير من الأطفال والشباب القصر إلى صفوفها”.
تجنيد إجباري
أحمد الجابر يقول زادت مأساة الأطفال في اليمن، اليوم نتيجة التجنيد الإجباري الذي تقوم به وتمارسه المليشيا الحوثية بحقهم.
ويضيف أن المليشيا الحوثية وبعد فقدانها الألاف من مقاتليها في جبهات الموت، ها هي اليوم تقوم بحملات تجنيد أجباري للأطفال في محاولة منها تعويض صفوفها بزج الآلاف من الأطفال.
وتعد شريحة الأطفال بحسب ما أكد الجابر، هي الفئه الأكثر تضررا في المجتمع نتيجة لجوء المليشيا إلى تجنيد الآلاف منهم للالتحاق بجبهاتها.
المدارس الحكومية وكر لتجنيد الأطفال
حتى المدارس المكان الأول للطفل بعد منزله، والمكان الذي يكتسب فيه الطفل منبع التسامح ونبذ العنف وامتلاك الكلمة لا السلاح، أضحت ساحات مؤخرا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية بؤر لتجنيد الأطفال.
محاولات مليشيا الانقلاب تجنيد الأطفال من خلال المدارس، يقول هاني سالم، أنها تأتي عبر محاولات عدة للمليشيا الحوثية تقوم بها من عبر النزول إلى المدارس ونشر التعبئة والأفكار الخاطئة والمناهج الطائفية التي تقوم بتدريسها، بعد تحريفها، املأ في كسب أكبر عدد من الأطفال إلى صفوفها بعد تهاويها في الجبهات ومقتل الآلاف منهم.
وأكد ان كل تلك المحاولات التي تتبناها المليشيا في تجنيد الأطفال تأتي ضمن محاولتها سد الفراغ في صفوفها عبر تجنيد الأطفال، حيث تحاول جاهدة سد العجز الكبير في صفوفها عبر النزول إلى مختلف المدارس في المحافظات التي لا تزال بيد الانقلاب الحوثي، موضحا أن هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح أذ أن الأطفال لا يمكنهم بأي حال من الأحوال تغيير المعادلة القاضية بأن المليشيا في آخر رمق لها وسعيها الدؤوب لتجنيد الاطفال وتغيير المعادلة عبرهم لن يجدي شيء.
حجه الأكثر تضررا
محافظه حجه من بين المحافظات القلائل التي توجد فيها حاضنة اجتماعية للمليشيا الحوثية نتيجة بقاء نظام الحكم الأمامي سائدا فيها لسنوات طويلة، علاوة على تغلغل ذلك الحكم جعل منها حاضنة لهم، ما مكن المليشيا الحوثية من استغلال ذلك في أوقات مختلفة ومنذ بداية نشأتها.
وفي سياق الموضوع، أكد ائتلاف حقوقي إن المليشيا الحوثية منذ العام2014م، ارتكبت3392انتهاكا ضد الطفولة بمحافظة حجة وحدها، منها التجنيد، وهو العام الذي انقلبت فيه على الشرعية.
وذكر هادي وردان رئيس ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحافظة حجة على صفحته بموقعه على الفيس بوك أن جندوا2150طفلا، في المحافظة، منهم430طفلا قتلوا، فيما أصيب1683طفلا خلال المعارك في جبهات ميدانية عدة في اليمن.
محاولة البقاء
تثبت الأحداث يوما بعد آخر حاجه المليشيا الحوثية إلى تجنيد أكبر كم من الافراد في صفوفها للحفاظ على وجودها من الاندثار نتيجة الهزائم والانتكاسات التي تتلقاها في جبهات القتال، والتي كان آخرها الهزيمة النكراء في شبوة، وتحريرها، وكذلك في الحديدة، والبيضاء، وجبهات نهم، في صنعاء، وتحرير نحو95% من محافظه الجوف، والاقتراب من معقل المليشيا في صعدة، بعد السيطرة على منطقة اليتمة، في الجوف.
علي الشاطر يؤكد ان محاولات المليشيا الحوثية فعل أي شيء لإبقاء نفسها لن يفيدها، وأن محاولاتها في تجنيد الأطفال والزج بهم في معاركها العبثية لن يغير المعادلة.
غياب الإعلام وحقوق الإنسان والمنظمات العاملة فيه
تمارس مليشيا الانقلاب الحوثية تعتيم إعلامي كبير على ما تمارسه من جرائم بحقوق الطفولة والزج بها في جبهات القتال، ووسط غياب شبه تام لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
وبشأن ذلك يقول عبدالسلام عارف بعد سيطرة المليشيا على وسائل الإعلام وإغلاق كل الوسائل الإعلامية المعارضة لها واكتفاءها بإعلامها الذي ساهم في التعتيم على ما يجري من انتهاكات كبيرة بحقوق الإنسان في اليمن والطفولة.
ويضيف أن غياب منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان العاملة في أليمن عن المشهد ضاعف من مأساة الإنسان اليمني، الأمر الذي تستغله المليشيا بطرق مختلفة لزياده سطوتها وسيطرتها واطالة أمدها في ظل خناق يتفاقم عليها يوم بعد آخر.
وبحسب مراقبين فإن العام2018م، تضاعفت فيه ظاهرة تجنيد الأطفال لدى مليشيا الحوثي مع تهاويهم وتراجعهم في مختلف جبهات القتال واستنزاف الألاف منهم في المعارك الأخيرة في مختلف الجبهات المشتعلة.
ريمة..المليشيا ترغمها على تجنيد1200طفلا
في محافظة ريمة، المحافظة التي عرفت بالسلام، ولم تدنسها وتيرة الحرب، والتي ساهمت في الدفاع عن الشرعية في كل الجبهات، رغم عدم خوض أي حرب في ترابها، مقدمة أكثر من2000شهيدا من خيرة أبنائها، أبت المليشيا الحوثية الا أن تجند أطفالها.
مصادر متطابقة في ريمة، أكدت ان مليشيا الحوثي خلال اليوميين الماضيين باشرت تنفيذ خطة تجنيد إجباري للمقاتلين، في مديريات المحافظة، بالتنسيق مع السلطة المحلية ومشائخ قبليين، موضحة أن ممثل المليشيا الحوثية فيها كلف قيادات السلطة المحلية، بإجراء عملية تجنيد لمقاتلين إلى صفوف مسلحي الحوثي، في عموم مناطق المحافظة.
المصادر ذكرت أن وكيل المحافظة حافظ حسان البتينة، عقد اجتماعاً، الأربعاء الفائت، بمشائخ قبليين ومدراء مدارس، موالين للمليشيا في مديرية السلفية، ناقش فيه خيارين، لاستدراج صغار السن، إلى صفوف المليشيا خاصة طلاب المدارس.
وبحسب المصادر، فإن الخيار الأول، تمثل في توزيع وثائق انتساب للسلك العسكري، باسم وزارة الدفاع، في صنعاء، على المدارس بالمحافظة، في حين يتولى، المشرفيين التربويين، إدارة عملية التسجيل بالتنسيق مع مدراء المدارس، فيما في حال فشل الخيار الأول في عملية التجنيد، طرح خيار أخر يتمثل بأن يتم إجبار المشائخ القبليين على جمع200مقاتل من كل مديرية في المحافظة.