ميز العام 2017 في اليمن بقرارات رئاسية أثارت جدلًا واسعًا وتسببت في تغيير مواقف الكثير من الأطراف والجهات المحلية، لاسيما فيما يمس المحافظات المحررة من البلاد.
وأصدر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في 2017 أكثر من 40 قرارًا رئاسيًا على مستوى الحقائب الوزارية والمناطق العسكرية ومحافظي المحافظات، فضلًا عن قرارات أخرى شملت المؤسسات والهيئات العامة ووكلاء الوزارات والمحافظات ومدراء العموم.
ووفقا لموقع ارم الاماراتي تراوحت تلك القرارات بين تعيينات جديدة أو إطاحة أو نقل، وكانت أبرز المؤسسات الحكومية التي تم نقل عدد كبير من المسؤولين إليها هي إما مجلس الشورى أو وزارة الخارجية.
وكان شهر كانون الثاني/ يناير من العام الفائت الأكثر نصيبًا من هذه القرارات، حيث صدر خلاله نحو 12 قرارًا رئاسيًا لعل أبرزها قرار نقل مقر مجلس النواب “البرلمان” اليمني من صنعاء إلى عدن فضلًا عن قرارات أخرى شملت تعيين محمد حسين حلبوب رئيسًا لمجلس إدارة البنك الأهلي وتعيين سامي مكاوي نائبًا له، و كذلك تعيين اللواء الركن أبو بكر حسين سالم محافظًا لمحافظة أبين وقائدًا لمحور أبين، والدكتور الحسن محمد طاهر محافظًا للحديدة.
كما تضمنت أول أشهر 2017 قرارات أخرى بتعيينات رؤساء ونواب ووكلاء في رئاسة الوزراء ووزارة الداخلية والإدارة المحلية ووزارة الإعلام وحقوق الإنسان والشباب والرياضة والنفط والمعادن، وتعيين رئيس للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد.
أما عسكريًا فقد شملت القرارات في كانون الثاني/يناير، تعيين العميد الركن أحمد حسان جبران قائدًا للمنطقة العسكرية الثالثة وقائدًا للواء 13 مشاة، وتعيين العميد الركن محمود سعيد صايل صلاح قائدًا للواء الثالث “حزم”، فضلًا عن تعيين العقيد الركن عزيز ناصر سالم العتيقي قائدًا لمحور “عتق” وقائدًا للواء 30 مشاة.
وتوالت القرارات الرئاسية عقب ذلك ليصدر في شباط/ فبراير قرار بمنح 4 قيادات عسكرية قتلوا في الحرب الدائرة بالبلاد، أوسمة الشجاعة، وهم اللواء أحمد سيف المحرمي نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن عبدربه قاسم الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، العميد الركن الشهيد عمر سعيد الصبيحي قائد محور ذوباب، فضلًا عن قرار آخر بمنح اللواء الركن فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية وسام الشجاعة.
لكن القرار الرئاسي الصادر في السابع والعشرين من نيسان/أبريل كان له صدى ووقع كبير في عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحررة، حيث اختير ذلك التاريخ ليكون يومًا للإطاحة بمحافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي ووزير الدولة الشيخ هاني بن بريك ووزير الأشغال العامة والطرق وحي أمان، وهي القرارات التي أشعلت جنوب اليمن وتسببت في انتفاضة شعبية عارمة تمخض عنها تشكيل مجلس انتقالي للجنوب برئاسة الزبيدي.
وعين هادي مستشاره عبدالعزيز المفلحي محافظًا لعدن خلفًا للزبيدي الذي تم نقله كسفير بدون سفارة في وزارة الخارجية، وهو المنصب الذي رفض الزبيدي شغله، وفضل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لاقى شعبية واسعة في مناطق الجنوب.
لكن المفلحي غادر عدن في آب/ أغسطس ولم يعد إليها حتى اليوم، قبل أن يقدم استقالته لاحقًا وتحديدًا في تشرين الثاني/ نوفمبر، متهمًا الحكومة ورئيسها أحمد عبيد بن دغر بعرقلة جهود بناء وتنمية عدن.
تلا ذلك قرارات أخرى في حزيران/ يونيو أطاحت بمحافظي محافظات حضرموت وشبوة وسقطرى، وهي المحافظات التي أعلن محافظوها انضمامهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، وعسكريًا أصدر هادي في الشهر ذاته قرارات بتعيين اللواء الركن صالح قايد الزنداني نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة، وتعيين اللواء الركن ناصر عبدالله ناصر رويس رئيسًا لهيئة العمليات في القوات المسلحة.
وأقر هادي تعيين صالح أحمد علي الرصاص محافظًا لمحافظة البيضاء، وكذلك تعيين القاضي علي عطبوش محمد محاميًا عامًا أول ، خلال الأشهر الاثنين التاليين، فيما كان أيلول/ سبتمبر موعدًا لقرار إقالة اللواء محمد المقدشي من رئاسة هيئة أركان الجيش وترقيته ليصبح مستشارًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة ومندوبًا في قیادة القوات المشتركة لعاصفة الحزم وإعادة الأمل وترقیته إلى رتبة فریق، وتعيين العمید ركن طاھر على عیضة العقیلي رئیسًا لھیئة الأركان العامة، وترقیته إلى رتبة لواء خلفًا له.
وأعقب ذلك قرارات أخرى شملت تعيين وزراء في الدولة ووكلاء في وزارات عدة، وتعيين محافظ جديد للمهرة، بالإضافة إلى قرار تشكيل لجنة تنسيق ومتابعة تنفيذ نتائج اجتماع الرئيس هادي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، برئاسة وزير المالية أحمد عبيد الفضلي وعضوية عدد من الوزراء .
وكان خاتمة تلك القرارات التي تسببت بموجة جدل واستياء واسع باليمن في كانون الأول/ديسمبر، تعيين الشخصية السياسية المقربة من قطر وجماعة الإخوان صالح الجبواني وزيرًا للنقل والمواصلات .
وعرف الجبواني طيلة الفترة الماضية بقربه من دولة قطر وجماعة الإخوان وظهوره المتكرر على قناة الجزيرة القطرية لمهاجمة التحالف العربي.