فالمتمردون «الحوثيون» لا يفرقون بين الناشطين السياسيين والصحفيين والمدنيين العزل والعسكريين، وفي وقت تقوم فيه هذه العصابة بتعذيب عدد كبير منهم، تسعى أيضاً إلى اعتقال واختطاف معارضين جدد آخرين في كل من صنعاء وتعزّ ومأرب ومحافظة إب الواقعة وسط البلاد وبعض المناطق الأخرى. هذا إضافة إلى وفاة أعداد كبيرة منهم تحت التعذيب في سجون الإرهاب الحوثي.
وتسود أجواء الرعب بين النساء والأطفال والمدنيين العزل في مناطق وجود الإرهابيين «الحوثيين»، إذ لا يوجد شخص لم يتعرّض للتعذيب والمعاملة السيئة داخل سجون «الحوثيين»، حيث أصبح التعذيب عملية ممنهجة، وهناك عملية انتقام واسعة ضد الناشطين في ثورة فبراير في 2011. وبطريقة ظلامية وحشية تجري أعمال التعذيب للمعتقلين في السجون والمعتقلات «الحوثية»، ومعظمها يؤدي إلى وفاة المعتقلين وإصابتهم بتشوهات وعاهات دائمة كفقدان البصر والسمع والإصابة بالاختلال العقلي والجنون. وتتعدد فظاعات أساليب التعذيب في السجون «الحوثية» كالحرمان من النوم، وتجميع المعتقلين في أماكن مظلمة ومكتظة وضيقة تحت الأرض، والتهديد بالإعدام، وحفر قبور وإخبار المعتقلين بأنهم سيدفنون فيها، واستخدام المدنيين العزل كدروع بشرية، وهذه مجرد أمثلة عن بشاعة الانتهاكات التي تمارس هناك، حيث ينتظر المعتقلون المنهكون لحظة إعدامهم دون أكل أو شرب. كما استخدمت الميليشيات “الحوثية” أيضاً مباني حكومية، ومنازل لإخفاء المختطفين قسراً، ولممارسة أشد أنواع التعذيب عليهم من دون محاكمات أو تهم أو حتى معرفة أهاليهم وقبائلهم لأماكن تواجدهم. ومن بين تلك السجون صرح «القلعة» المظلم، الذي حوله الحوثيون من معلم تاريخي أثري إلى سجن كبير، يحتوي على أكثر من 200 سجين، ويتم تكديس المعتقلين فيه داخل 12 زنزانة صغيرة. وفي سجن «القلعة» هذا عدد كبير من كبار السنّ، والأطفال الذين لم تتعدّ أعمارهم الـ 11 عاماً، والمراهقين ممن لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، وقد سجنوا للضغط على آبائهم وأقربائهم، لتسليم أنفسهم للعصابة الحوثية. ثم انتقلوا بفظاعاتهم فيما بعد إلى سجن «حنيش» الواقع في جزيرة بالبحر الأحمر، لا يوجد فيها سكان، ويرفض حتى أفراد الجيش الوجود فيها بسبب الظروف البيئية والمناخية القاسية.
وهذه الظروف المأساوية التي يفرضها الإرهابيون «الحوثيون» على الأهالي والمخطوفين كلها تهدف للضغط عليهم ومنعهم من الانضمام للشرعية. والآن في مواجهة هذا الفظائع الظلامية الإرهابية التي يقترفها «الحوثيون» بحق المدنيين العزل يجب على العالم أن يقف صفاً واحداً في وجه هذه العصابة، التي عذبت اليمنيين. وسلبت حريتهم وقيدت معيشتهم. وهذه الممارسات الوحشية التي تجرأت عصابة «الحوثيين» على اقترافها بحق الشعب اليمني تفرض على العالم كله السعي بكل جدية لتقديم الإرهابيين «الحوثيين» إلى محاكمة الجنيات الدولية كمجرمي حرب وإرهابيين ومقترفي أعمال تطهير سكاني وإبادة جماعية. ولا حاجة للتذكير بأن اليمن لم يشهد على مر التاريخ أسوأ من هذه الحقبة المظلمة التي يعيشها في أعقاب الانقلاب «الحوثي»، والأمر الأكثر خطورة هو الصمت الدولي عن ممارسات «الحوثيين» القمعية وغض الطرف عن جرائمهم الممنهجة بحق الحريات وحقوق الإنسان، وأولها حقه في الحياة.
إن للحوثيين سجلاً أسود من جرائم الإرهاب والغدر والنهب والسلب وتنفيذ الإعدامات على الهوية بدم بارد، منذ ما قبل الانقلاب، وهي جرائم بقدر ما تمثل انتهاكات صارخة لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، تعبر أيضاً عن حالة متردية من الإفلاس والشعور بإمكان الزمان من العقاب، هذا مع جهل مطبق وجاهلية جهلاء واستهتار صارخ بكل مواثيق وقوانين الأرض وشرائع السماء. وفي مواجهة عصابة تقترف ممارسات بكل هذه البشاعة والشناعة يكون تباطؤ وتردد العالم وسكوت المنظمات الحقوقية الدولية نوعاً من التواطؤ في جرائم “الحوثيين الموصوفة المكشوفة، وهو ما يفرض على العالم المتحضر كله الآن التحرك والحسم في الضرب على أيدي الأشرار الحوثيين دون انتظار أو تلكؤ أو تأخير.
*نقلا عن صحيفة “الاتحاد“.