سبتمبر نت
عند الساعة الـ1ظهرا، بعد ظهيرة يوم الثلاثاء الماضي في الـ12من شهر ديسمبر الجاري/كانون الاول 2017م، ست رصاصات مجهولة اخترقت جسد رجل الدين “الشيخ فائز فؤاد”، في العاصمة المؤقتة عدن، ليسقط قتيلا على الفور، فيما يلوذ الجناة بالفرار.
حالما انتهى من اداء الصلاة، كان القتلة يتربصون بإمام وخطيب مسجد عبدالرحمن بن عوف، أمام منزله بمديرية المنصورة في حي التقنية، ليسجلوا بذلك الحادثة الثانية من نوعها التي طالت أئمة ورجال دين خلال أسبوع، بعد حادثة اغتيال إمام وخطيب مسجد الصحابة “الشيخ العمراني” على يد مجهولين في المديرية ذاتها، الثلاثاء الماضي.
60يوما.. وعودة شبح الاغتيالات
تبين حادثة اغتيال “الشيخ فائز فؤاد” من خلال حوادث مماثلة تعرض لها دعاة وأئمة مساجد في العاصمة المؤقتة عدن، رصدها “سبتمبر نت” خلال60يوما، عودة الاغتيالات مجددا إلى الواجهة بشكل أساسي، بعد تقلص دام شهور في فترة ما قبلها.
“سبتمبر نت” من خلال متابعته لمسلسل الاغتيالات التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، سجل6عمليات اغتيالات استهدفت شيوخ وأئمة مساجد في المدينة برصاص مجهولين، منذ الـ10من أكتوبر الماضي وحتى يوم امس الثلاثاء.
تصاعد وتيرة الاغتيالات
ومع تزايد الاضطرابات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، منذ تحريرها من مليشيا الحوثي الانقلابية، تعددت أنواع المآسي والكوارث التي استهدفت بشكل أو بآخر، قيادات أمنية وعسكرية ومسؤولين على أيدي أما عناصر مجهولة أو تنظيمات إرهابية، غير أنها في الآونة الأخيرة اتخذت منحى مختلف لتطال رجال الدين.
ويرى مراقبون وسياسيون أن عمليات الاغتيالات التي يتعرض لها دعاة وأئمة مساجد في عدن، وينفذها مسلحين مجهلين يتربصون بهم في الغالب عند خروجهم من بيوتهم لأداء الصلاة، تصاعدت بشكل ملفت، في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة توسعا لنشاطات المجاميع المسلحة وعناصر تنظيمي القاعدة، وداعش الإرهابيين.
شبح مسلسل الاغتيالات، يعود مجدداً إلى الواجهة في العاصمة المؤقتة عدن، بشكل لافت، مستهدفا الدعاة ورجال الدين، بعد ان كان مقتصرا على القيادات العسكرية والامنية ورجال الدولة.
الملفت للنظر في تسلسل عمليات الاغتيالات هذه، هو عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها، في الوقت الذي لم تتمكن فيه السلطات الأمنية من الكشف عن أي جهة، أو تلقي القبض على الجناة”، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها في تطبيع واستباب الاوضاع المنية في عدن.
واضحى المواطنون يخشون من الخروج من منازلهم، في ظل توسع دائرة الاغتيالات وأعمال الإرهاب في العاصمة المؤقتة عدن، ولم يعد أمامهم الا التساؤل ولسان حالهم يقول “مَن يتحمل وزر هذه الكارثة التي حلت علينا؟ ومَن سنحاسب؟”.
وزارة الأوقاف والإرشاد، وعقب الحادثة أصدرت بيانا، دعت فيه الأجهزة الأمنية المختصة في مدينة عدن، إلى الوقوف بحزم إزاء ما يتعرض له خطباء وأئمة مساجد ودعاة مدينة عدن، من اغتيالات متكررة وسرعة ملاحقة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
وفي بيانها ادانت الوزارة الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء الآمنين من مواطنين وجنود وعلماء وغيرهم والذي كان آخرهم الشيخ فائز فؤاد إمام وخطيب مسجد عبدالرحمن بن عوف.
وأكدت الوزارة بأن هذه الأعمال الإرهابية الشنيعة لم تعد تهدف إلا إلى إبقاء مدينة عدن، مظلمة وفارغة من وجود العلماء والمصلحين والدعاة المشهود لهم بالوسطية والاعتدال ليخلو الجو لهذه العصابات الاجرامية المتطرفة للاستمرار بالعبث بأمن وسلامة الوطن والمواطنين على السواء.
مألات كارثية
القتال في اليمن، منذ نشوبه قبل سنوات ثلاث مضت، بعد ان بدأه تحالف مليشيا صالح والحوثي عقب الانقلاب على الشرعية أتخذ وعلى نحو تدريجي طابعاً مذهبياً واضحاً، وهذا ما قد ينذر بكارثة قادمة تقوّض مشروع الدولة الاتحادية التي يطمح إليها اليمنيون، اذا لم تضاعف السلطات الامنية من جهودها.
مراقبون للشأن اليمني يؤكدن أن أفعال تنظيمات الإرهاب في عدن، ليست سوى أعمال تنفذها خلايا تخدم مشروع مليشيا الحوثي الانقلابية، وتهدف إلى زعزعة الامن والاستقرار، وخلق فوضى أمنية في العاصمة المؤقتة عدن، تظهرها بصورة مغايرة.
واكدوا ان من يقف وراء عمليات الاغتيالات هي خلايا نائمة تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة، بعضها تابع لجماعات ذات توجهات فكرية وأيديولوجية متطرفة، وأخرى موالية لمشروع الانقلاب في صنعاء.
مع هذا وذاك لا يخلوا الامر من تصفية حسابات بين بعض الأطراف، إما لعداوات شخصية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها.
صحفيون وإعلاميون يؤكدون أن هذه الاغتيالات مُزمّنة ومطروحة لدى جهات تريد خلق الفوضى ليس لعدن وحدها، وإنما لكل المحافظات المحررة.
ويؤكدون أن الهدف من خلق هذه الفوضى هو إعاقة توجه الحكومة الشرعية في تطبيع الحياة، وتثبيت تواجدها بإعادة الإعمار وحل المشكلات الخدمية في المناطق المحررة.