“سبتمبر نت”
دأبت الآلة الإعلامية للمليشيا الانقلابية على مدى الثلاثة الأعوام الماضية على إظهار أتباعها بالخارقين وقواتها بالعظمى لينكشف هذا الزيف سريعاً مع اشتعال أكثر الجبهات على أكثر من صعيد وخاصة في الساحل الغربي للبلاد وسيطرة قوات الجيش الوطني على أولى مديريات محافظة الحديدة.
لم يعد الصبر يتحمل أكثر بالقاموس العسكري للجيش الوطني إذاً فحان موعد تحرير المحافظة التي تعد الشريان الرئيس للمليشيا بالإضافة إلى استمرارهم بتهريب السلاح من خلال ميناء الحديدة فشرعت قوات الجيش المسنودة برجال المقاومة الشعبية بالتوغل على مدى ثلاثة أيام متتالية لتحكم معها السيطرة على الخوة احدى أهم مديريات الحديدة من أصل (26) مديرية والتي تبعد الخوخة عن عاصمة المحافظة حوالي (110)كم.
الخوخة تلفظ المليشيات
مع دخول قوات الجيش الوطني وتحرير مديرية الخوخة جنوبي الحديدة أمسٍ الأول تنفس الأهالي الصعداء وبدت الفرحة تلبس وجوه أبناء المديرية التي طالما رزحت تحت وطأة المليشيات فهلل الأهالي بدخول قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يقول “أبو زرعة المُحرمي”.
ويضيف قائد معركة تحرير الساحل الغربي؛ ” بدخول قوات الجيش إلى المديرية استقبلنا الأهالي بشغف مستبشرين بدخولنا الخوخة وتحريرها من سطوة الحوثيين الذين استخدموا الترويع سبيلاً لسيطرتهم على المديرية على مدى السنوات الثلاث الماضية”.
في سياق حديثه لـ”سبتمبر نت” يؤكد المُحرمي؛ أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية قطع عشرات الكيلو مترات من المخا إلى أن وصل أطراف الخوخة خلال خطة عسكرية محكمة وسقطت خلالها مناطق الزهاري والرمة والرويس والكدحة والمشقر وعدد من القرى.
ويؤكد القائد الميداني في الجيش الوطني “سنواصل تحرير المديريات المتبقية وصولاً إلى الحديدة وفق خطة عسكرية معدة سلفاً”.
شكل تقدم الجيش الوطني إلى الخوخة كابوساً مرعباً للمليشيا التي لم تتوقع هذا الإجراء فكان الوقت متأخراً أمامها لزراعة أكبر قدر ممكن من الألغام كعادتها لإعاقة تقدم القوات المتوغلة على مدى “55” كيلو متر وهي المسافة التي تبعد بين مدرية المخا ومديرية الخوخة باستثناء مناطق معينة.
وانطلقت عملية تحرير الخوخة من مديرية المخا غرب تعز وبمشاركة المقاومة الشعبية الى جانب قوات الجيش الوطني التي يقودها قيادات عسكرية معروفة كاللواء هيثم قاسم طاهر وقائد معارك تحرير الساحل الغربي “أبو زرعه المُحرمي” إضافة إلى مشاركة قوات تهاميه من اللواء الأول تهامي بقيادة العميد أحمد الكوكباني وتحت إشراف مباشر من قوات التحالف العربي التي تهدف إلى وواد أحلام المليشيات وإيقاف تهريب السلاح.
أبعاد تحرير الخوخة
وعن أبعاد تحرير الخوخة وتحرير أكبر قدر ممكن من الساحل الغربي ؛ يذهب الصحفي “عبدالله دوبلة” و الذي ينحدر من المديرية ذاتها؛ بقوله “أن تحرير الخوخة وإحكام السيطرة على ميناء الحيمة الواقع في الإطار الجغرافي للمديرية وإطلالتها على الأرخبيل حنيش وزقر يعطي الحكومة الشرعية والتحالف العربي الأهمية بإيقاف تهريب السلاح الإيراني للحوثيين كونها مدينة ساحلية”.
ويضيف دوبلة لـ”سبتمبر نت” “تشكل عملية تحرير الخوخة الأفضلية بالنسبة للحكومة والتحالف من ناحية إيجاد فرصة سانحة لتجنيد أبناء تهامة واستقطاب أكبر قدر ممكن من الأهالي في معسكر أبو موسى الأشعري بالخوخة ومن ناحية اخرى الانطلاق إلى تحرير بقية مديريات محافظة الحديدة”.
من جانبه ؛ يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني “الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في الساحل الغربي بالسيطرة خلال 3أيام على الخوخة وفرض حصار على منطقة حيس والتحيته كشف هشاشة الحوثيين وتهاوي قدراتهم متى ما وجد القرار والإرادة من قبل التحالف والشرعية.
ولفت الهدياني الى ان انتصارات الساحل الغربي حسب مصادر عسكرية كشف أيضاً تفكك جبهات المليشيا حيث أن قوات الحرس انشقت عنهم ومثلهم المتحوثين من حزب المؤتمر فضلوا البقاء بعيدا عن المعارك وهذا جميعها تؤكد أن الحوثيين ينهارون بسرعة كبيرة”.
واردف خلال حديثه لـ”سبتمبر نت” ؛ أن العمليات متواصلة وقريباً سيتم تحرير منطقة حيس التي تقع في خاصرة تعز وعبرها سينتهي شريان مهم للمليشيا الحوثية المتواجدة في تعز و إجمالاً أمام الجيش الوطني مسافة 135كلم للوصول إلى ميناء الحديدة وبالسيطرة عليه سيتم خنق الميليشيا بالكامل ما لم يتدخل العامل الخارجي من الأمم المتحدة بحجة الجانب الإنساني”.
وبارك رئيس الجمهوري عبدربه منصور هادي هذا الانتصار مشدداً على وجوب التصدي للمشروع الإيراني والعمل على مواجهة المليشيات الكهنوتية وتخليص الحديدة من هذا السرطان الذي وصفه بالخبيث جاء ذلك في سياق رسالته لمقاومة تهامة حسب وكالة الأنباء سبأ الرسمية.
الخوخة مقدمة لتحرير الحديدة
وفي إطار تحرير أولى مديريات الحديدة يعمل الجيش الوطني على مدى اليومين الماضيين على ترميم الحياة بالمديرية وإعادة تطبيع الحياة بالتزامن مع مواصلة الفرق الهندسية للجيش بانتزاع الألغام الذي تركتها المليشيا ومواصلة التوغل شرقاً باتجاه مديرية حيس والاقتراب من الحدود الجنوبية لمديرية التحيتا شمالاً تمهيداً للتوغل في هذين المديريتين وتطهيرهما من الحوثيين.
وبخسارة المليشيات للخوخة معها معسكر “أبو موسى الأشعري” الذي يعتبرها الكثير من المتابعين بالقاعدة العسكرية الإستراتيجية بالنسبة للمليشيا بعد معسكر “خالد ابن الوليد” بمديرية موزع ومنه سبق للمليشيات أن استهدفت عدد من البوارج البحرية بعرض البحر بالصواريخ وعرض معه خط الملاحة الدولي للخطر.
ويعمل أغلب أبناء محافظة الحديدة بالصيد والزراعة وتتخذ الحديدة الطابع الساحلي في جهته الغربية المحاذي للبحر الأحمر والطابع الساحلي بطبيعته يسهل عملية التوغل للقوات الحكومية وبعد أن سيطرت على بوابة الحديدة الجنوبية “الخوخة” لم يتبقى بالوصول إلى مركز المحافظة سوى “80” كيلو وهذا يفتح الآمال أمام اليمنيين بتحرير محافظة إستراتيجية كالحديدة بما فيها مينائها الذي تحصل المليشيا على السلاح المهرب ومنه إيرادات ضخمة تستخدمها في قتل اليمنيين حسب متابعين.
وبالتزامن مع تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يواصل الإسناد الجوي والبحري من قبل التحالف باستهداف مواقع المليشيات من خلال عشرات الغارات والقصف المكثف والذي شكل عاملاً مساعداً في القضاء على الحوثيين فيما تؤكد قيادة الجيش الوطني بالساحل الغربي بأنها تمكنت من قتل عدد كبير من عناصر المليشيات ناهيك عن سقوط أسرى وغنائم تنوعت بين أسلحة خفيفة ومتوسطة بالإضافة إلى أطقم وآليات عسكرية.
وسبق للمليشيا الانقلابية أن اتخذت الحديدة والساحل الغربي على مدى السنوات الثلاث الماضية خطاً لإمداد جبهاتها بمختلف أنواع الأسلحة وتدجيج الجبهات بمئات المقاتلين في باب المندب وكهبوب والوازعية وموزع والمخا وذباب وبقية الجبهات قبل أن تُحرر أغلبها وتأمين أغلب مناطق الساحل الغربي.