علي عبدالله صالح (1942 – 2017).. هكذا سطر اليوم 4 ديسمبر 2017، نهاية المخلوع، ولد في قرية البيت الأحمر في سنحان خارج صنعاء، حيث قتل اليوم الإثنين، وهو في طريق عودته إلى مسقط رأسة.
كان الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية، من 1978 حتى 1990 ليصبح أول رئيس للجمهورية اليمنية، تعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978، وحتى خُلع من الحكم في 25 فبراير 2012، بعد ثورة 11 من فبراير 2011. يحمل رتبة المشير العسكرية، وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب
تدرج في رتب الجيش عام 1978، وفي ذلك العام اغتيل الرئيس اليمني أحمد الغشمي، ليتولى عبدالكريم العرشي الرئاسة مؤقتاً قبل أن يتنحى، ليصل صالح إلى الحكم ويصبح سادس رئيس للجمهورية العربية.
بقي في منصبه حتى إعلان وحدة شطري البلاد عام 199، وأصبح أول رئيس لجمهورية «اليمن الموحد».
خلال صيف العام 1994، خاض صالح حربًا مع قيادات جنوبية انفصالية، وأحكم قبضته على البلاد، وخلال الفترة من عام 2004 وحتى عام 2010، خاض صالح 6 حروب مع حركة الحوثيين المسلحة التي أعلنت تمردها على الدولة اليمنية.
وفي عام 2011 اندلعت أحداث وصفت بثورة الشباب، أدت إلى انقسام المؤسسة العسكرية، ودفعت دول الجوار إلى تبني المبادرة الخليجية التي تضمنت تخلي صالح عن رئاسة البلاد مقابل بقاء حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه شريكًا في حكومة انتقالية مع منحه الحصانة من الملاحقة القانونية.
ولم يتردد علي عبد الله صالح خلال مسيرته السياسية التي ناهزت ثلاثة عقود في التحالف مع ألد أعدائه للحفاظ على حكمه وتعزيز مواقعه.
وأخر حلقة في تحالفاته كانت مع الحوثيين، بعد أن حاربهم عدة مرات أثناء وجوده في السلطة وتحالفا عندما خرج منها، انهار هذا التحالف قبل أيام قليلة فجاء رد فعل الحوثيين عنيفًا وحاسمًا.
إنه علي عبد الله صالح الذي قال يوما: “إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين”، فجعل من نفسه لاعبًا لا غنى عنه في حكم اليمن، حتى بعد خروجه من الحكم في أواسط 2011، عقب موجة احتجاجات ضد حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.
ويعتبر صالح، أكثر حاكم استمر في الحكم في اليمن منذ أكثر من ألف عام، ويعتبر ثاني أقدم حاكم في الوطن العربي.
كما صفى المخلوع صالح الكثير من خصومه السياسيين جسديا, واشترى كثير من الذمم.
الجنوب
وقبل اندلاع موجة الاحتجاجات في اليمن، كانت أخطر أزمة واجهت صالح، هي الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1994، وكان صالح قد اختير رئيسا لليمن الموحد عام 1990، في حين أصبح رئيس اليمن الديمقراطية (الجنوبية)، علي سالم البيض نائبا للرئيس، وأعيد انتخابه رئيسا لمجلس الرئاسة في أكتوبر 1993.
لكن سرعان ما اندلع خلاف بين الرئيس ونائبه البيض مما أدى إلى اعتكاف الأخير في عدن قبل اندلاع حرب ضارية بين قوات الشطرين الشمالي والجنوبي في صيف عام 1994، انتهت بانتصار قوات الشمال بقيادة الرئيس صالح على قوات الجنوب بقيادة نائبه.
وفي عام 1999 انتخب رئيسا لليمن في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في سبتمبر من ذلك العام.
لكن هذا لا يعني أن الأمر استتب له، طيلة مدة حكمه، وذلك لأن اليمن “الموحد” كان منذ سنوات ميدانا لجذب عدة قوى أهمها المعارضة الحوثية في الشمال، والجنوبيون الذين يعتبرون أن الوحدة تمت على حسابهم، إضافة الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنشاطه في اليمن.
ولمواجهة الخطرين ( الجنوبيين في جنوب اليمن والحوثيين في الشمال) استغل صالح تهديد القاعدة منصة للظهور بمظهر الدرع الواقي في الحرب على الإرهاب، بعد 1998 عندما تعرضت سفارتا الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا إلى هجومين داميين، وخاصة بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001.
عصامية
لم يتلق علي عبدالله صالح -الذي ولد عام 1942 في قرية بيت الأحمر التابعة للعاصمة صنعاء – تعليما نظاميا، فقد بدأ دراسته في كتاب قريته. ولم يكد يتجاوز السادسة عشرة حتى انضم إلى القوات المسلحة وذلك عام 1958، وقد واصل الدراسة أثناء الخدمة في الجيش.
كان عبدالله صالح من بين العسكريين الشباب المسؤولين عن التخطيط لانقلاب السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 وتنفيذه، وجرت ترقيته في عام 1963 إلى رتبة ملازم ثان ثم تدرج بالمناصب العسكرية.
وفي يونيون من عام 1978 عين عضوا في المجلس الرئاسي المؤقت ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة. ثم تدرج في المناصب العسكرية والسياسية.
وأصبح في عام 1982 أمينًا عامًا للمؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الحاكم في اليمن.
ومن أهم ما تحقق في فترة حكمه تطبيع العلاقات مع جارة اليمن الشمالية، المملكة العربية السعودية، وتتوج ذلك باتفاق ترسيم الحدود بين البلدين بعد أن كادت تلك المشكلة أن تسبب أزمة حادة في العلاقة بين اليمن والسعودية التي تحتضن عددا غير قليل من العمالة اليمنية.
أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، اليوم الإثنين 4 ديسمبر، خبر مقتل المخلوع علي عبد الله صالح، عقب تفجير منزله بصنعاء، ولكنه فر هاربا في طريقة لمسقط رأسة مديرية سنحان خارج صنعاء، حيث استهدفت قناصة الحوثي، موكبة وتم إعدامه رميًا بالرصاص.