“بسام محمد هاجر” في الخامسة عشر من عمره، ينتمي إلى جبل اللوز، في خولان الطيال التابعة لمحافظة صنعاء .. أقدمت المليشيا يوم السادس من نوفمبر الجاري على إغرائه بالقتال معها، مستغلة سنه الصغير الذي لم يتجاوز مرحلة الطفولة.
استجاب الطفل بسام هاجر – وحيد أبويه – لإغراءات المليشيا، فذهب دون علم والديه، اللذين ظلا يبحثان عنه طوال على مدى أسبوعين كاملين دون أن يعثرا له على أثر، رغم إبلاغ كل الجهات المعنية التي أكدت عدم علمها بمصيره.
يقول مصدر مقرب من أسرة “بسام” لـ”سبتمبر نت”: “عصر الجمعة، وعندما كنت برفقة إبن عم الطفل بسام، في العاصمة صنعاء، رن هاتفه التلفوني وحينها كانت المفاجئة .. المتصل هو أحد مشرفي المليشيا، ومضمون الاتصال أن بسام موجود لديه، وعليه أن يأتي لأخذه بسبب مرضه.
ويضيف المصدر: “ذهبنا سوياً إلى منزل مشرف المليشيا، حيث وجدنا الطفل بسام، يعاني الجنون والتعب والمرض”. سألنا عن السبب – يقول المصدر – فأجاب المشرف: “وقع له فجيعة وهو في الدورة التدريبية لوما مرض”.
ليست “الفجعة” وحدها التي حولت بسام من طفل طامح لغد أفضل إلى فاقد للوعي (مجنون)، بل أن هذا الطفل بات غير قادر على النوم طول أكثر من أسبوع، ويرفض تناول أية أطعمة أو مشروبات، باستثناء ما يتلقاه عبر الحقن (المغذيات)، والأدوية.
يضيف المصدر: “أخذناه وقلوبنا تمتلئ حزناً عليه وعلى والديه، فقد أضحى لا يتكلم وكأنه لايرى أحداً، بل ولم يتمكن من التعرف حتى على والديه، بعد وصولنا إلى المنزل.