يحل اليوم العالمي لحقوق الطفل للسنة الثالثة على التوالي، وأطفال اليمن يتجرعون مرارة الحرب الدائرة في ، ولم يعد هناك حتى موطئ قدم يجدون فيه رفاهيتهم، فهم إما ضحايا للقصف الجوي والأرضي والأوبئة الفتاكة أو محاصرون بالجوع والتشرد والنزوح والحرمان.
ومنذُ إجتياح جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014م، واندلاع الحرب بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي وحلفائهم تدفق سيل من التصريحات والبيانات للمنظمات المحلية والدولية حول الوضع الإنساني في اليمن، وتأثيره الكبير على الأطفال الذين لم يجدوا ملاذا آمنا من جحيم الحرب التي جعلتهم عرضة لمختلف أدوات الموت، والاستغلال، في حين ضلت الجهود الهادفة إلى حمايتهم، نقطة وحيدة في محيط المعاناة التي يعيشونها.
وتحذر تقارير المنظمات الدولية من أن أطفال اليمن يتحملون أكثر من غيرهم وطأة النزاع في اليمن، وهناك المئات منهم في عداد القتلى والمشوهين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، “يونيسيف”، قد أشارت في تقريرا لها في أغسطس الماضي،إلى أن أكثر من 200 طفل يمني قتلوا جراء المعارك والغارات الجوية منذ مطلع العام الحالي 2017، بينهم 49 فتاة. وإصابة نحو «377» طفلا بتشوهات منهم «113» فتاة، فيما قد تكون الأعداد أكثر بكثير من الأرقام المعلنة.
وكانت المنظمة الأممية نشرت في شهر مارس الماضي إحصائية تشير إلى مقتل ألف و546 طفلا على الأقل وإصابة ألفين و450 آخرين بتشوهات منذ اندلاع الحرب مارس 2015.
إنقاذ أطفال اليمن مسؤولية الجميع
تقول وزير حقوق الإنسان اليمنية السابقة “حورية مشهور” ، إن هناك أصوات حرة في مختلف دول العالم بدأت تشعر بالخجل بل بالعار من الكارثة الإنسانية التي حلت باليمن وتضغط على حكوماتها من أجل أن تفعل شيئاً عملياً وتتقدم خطوات لمنع هذا التدهور غير المسبوق والذي أثر بصورة أكبر على الأطفال فحرمهم من الغذاء والدواء والتعليم.
وأشارت “مشهور” في تصريح لـ “يمن مونيتور”، إلى أن دائرة الرافضين لإستمرار الحرب التي تكاد تقضي على مستقبل اليمن ممثلا ً بأطفالها أتسعت وبدأت تطالب كل الأطراف بتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية في الوصول إلى سلام عادل ودائم يمنع إنهيار كلي نعيش الْيَوْمَ مقدماته وإن لم نفعل شيئاً ما لإنقاذ البلاد فالقادم للأسف ينذر بالأسوأ.
وتساءلت ، هل تستطيع كل الأطراف في الداخل والخارج أن تتحلى بالشجاعة الكافية للإقدام على هذا المشروع الإنقاذي للبلاد وحماية الناس خاصة الطفولة المعذبة في اليمن ؟.
وأوضحت مشهور من ناحيتنا كنشطاء حقوق الإنسان سنستمر نلهب ضمائر الضالعين بهذه الجريمة بضغوطاتنا ولن نقف مكتوفي الأيدي حتى تتوفر الفرص لآليات أخرى أكثر شدة.
وأكدت أن إنقاذ أطفال اليمن مسؤولية على عاتقنا جميعاً وعلينا الوفاء بهذه المسؤولية أفراد ومؤسسات كل وفقاً للوسائل المتاحة التي يمتلكها والقدرة على التحرك.
الأطفال هم الحياة
ودشن ناشطون وحقوقيون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، والذي يصادف اليوم الإثنين، حملة إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي على الوسم ” #الأطفال_هم_الحياة، مطالبين جميع الأطراف في البلاد بوقف العنف ضد الأطفال وحماية حقوقهم.
وذكر المرصد الحقوقي اليمني في تغريدة بصفحته على تويتر، أن التقارير الأممية تشير إلى مقتل أكثر من 1546 طفلاً في الحرب التي تقودها جماعة الحوثي بحق اليمنيين، إضافة إلى إصابة 2450 بتشوهات .
من جانبه قال الصحفي اليمني “هيثم الجرادي” إنه بعد اجتياح الانقلابيين للعاصمة صنعاء وتقويضهم للدولة ومؤسساتها ونهب البنك المركزي وتسببهم في تدهور الاقتصاد اليمني ازدادت الامراض المزمنة وحالات سوء التغذية الحادة للأطفال.
وأفاد “الجرادي”، أن الأطفال اليمنيين يدفعون ثمنا باهظا للحرب المستعرة التي أشعل شرارتها الانقلابيين، وباتوا هؤلاء الأطفال يتحملوا العبء الأكبر من تبعات الحرب ومآلاتها.
واتهمت الناشطة الحقوقية “أفراح الأكحلي” في تغريدة لها، جماعة الحوثي، بنهب المساعدات ومواد الإغاثة الخاصة بالأطفال وحرمانهم من كل شيء مما سبب بظهورالمجاعة في المناطق الجغرافية التي يسيطروا عليها ويفرضون تواجدهم على المواطنين بقوة السلاح.
ورأى الناشط في محافظة تعز “محمد مهيوب”، إن تجنيد الحوثيين للأطفال دون سن الـ18عاما فاقم من كارثة الحرب في اليمن، وبات الأطفال المجندون الذين يساقون إلى جبهات القتال أخطر مأساة تهدد مستقبل البلاد
وكان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، قد أشار إلى أن 300 طفل قتلوا وجرح و1804 آخرون في محافظة تعز جراء القصف الحوثي على أحياء المدينة خلال خلال الفترة من 11 إبريل 2017م وحتى 18 سبتمبر 2017م”.
وفي يونيو الماضي كشف التحالف ذاته ، أن أكثر من 400 طفل من الذين جندتهم جماعة الحوثي وصالح قتلوا في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش خلال الأشهر الماضية.
وبحسب تقارير نشرتها الأمم المتحدة في وقت سابق، فإن أكثر من ثمانية آلاف طفل تم تجنيدهم من قبل أطراف النزاع باليمن معظمهم يتواجدون في صفوف جماعة الحوثي وصالح.
وحرمت الحرب أكثر من ثلثي اليمنيين من الحصول على العناية الطبية اللازمة، كما أصبح الحصول على الغذاء أكثر صعوبة، وتشير منظمة اليونيسيف أن الأطفال أكثر من يدفع ثمن الحرب في اليمن، إذ أن سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق. وقالت إن 1.7 مليون طفل يمني تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط، ويعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد.
ويصادف اليوم الإثنين، اليوم العالمي لحقوق الطفل هو يوم عالمي يوافق تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989 من قبل 191 دولة. صادقت عليها جميع الدول ما عدا الولايات المتحدة والصومال اللتان وقعتا عليها دون تصديق