في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والوضع الإنساني السيء تتوسع عمليات البناء وشراء الأراضي في العاصمة اليمنية صنعاء؛ وارتفعت أسعار الأراضي شمالي صنعاء إلى مستويات عالية خلال النصف الثاني من هذا العام.
ولا تكاد تمر بمنطقة أراضي شمال صنعاء بمنطقة “الجراف” و”المطار الجديد” وحتى في الغرب من شملان وحتى همدان إلا وتلاحظ عشرات المباني الجديدة التي بُنيت هذا العام كما يقول- سكان و”سماسرة” ومكاتب عقارات في صنعاء.
ويمنع الحوثيون هذا النشاط في مواقع مرتفعة مُطلة على العاصمة صنعاء، خوفاً من استخدامها كمواقع عسكرية، كما يقول عدد من أصحاب مكاتب العقارات.
وقال اثنين من العاملين في مكاتب العقارات شمال صنعاء ، إنَّ أسعار الأراضي ارتفعت في بعض المناطق إلى الضعف. وقال واحد من هؤلاء إنَّ سعر اللبنة في المطار الجديد التي كانت عام 2016م بقيمة “700 ألف ريال” تُباع اليوم بقيمة بمليون وخمسمائة ألف ريال. (الدولار=425 ريال يمني).
وأشار مكتب عقارات ثالث إلى أنَّ هناك محاولة من قِبل بعض “سماسرة” بيع العقارات في صنعاء إلى وضع تسعيرة جديدة للأراضي تماشياً مع ارتفاع سعر الصرف. مشيراً إلى أنَّ الأسعار الحالية تأتي نتيجة زيادة الطلب وليس لعوامل أخرى.
ورفضت المصادر المذكورة آنفاً ذكر هوياتها خشية تعرض أعمالهم للاستهداف من الحوثيين -سلطة الأمر الواقع في صنعاء.
أخذ أراضي العاصمة بالقوة
الصحافي المتخصص بالشؤون الاقتصادية محمد الجُماعي يعتقد في حديثه ، أن السبب وراء هذا الارتفاع ويعود إلى الحوثيين الذين يشترون الأراضي من الأموال التي نهبوها من الدولة.
وأكد أحد واحد من مكاتب العقارات أنَّ معظم الأراضي على الشوارع الرئيسية ضمن المخطط والتي تباع “اللبنة الواحدة بأكثر من 4 مليون” يقوم قادة حوثيون بشرائها وبنائها في نفس الوقت.
ويقول الجُماعي: ” أعتقد أن مشروع الحوثيين والإماميين المتمثل في “تطويق صنعاء” هو مشروع قديم ويتجدد مع كل عودة لهم لحكم اليمن بالقوة وبدء الانتفاضة ضدهم؛ حيث تختفي شخصياتهم وألقابهم، وتذوب أموالهم متوزعة على عقارات وأراضي قد تكون مهملة وشاسعة وربما بعيدة، بغرض استخدامها والاستفادة منها حال تمكنهم مرة أخرى، أو حتى مجرد أمنهم من الملاحقة والمساءلة”.
وذهب موظف في مصلحة الأراضي ، فضل عدم الكشف عن هويته، إلى تأكيد ما ذكره الجُماعي ومكتب العقارات، بالقول إنَّ “جماعة الحوثي تستمر بعملية نهبها للأراضي الحكومية والخاصة، فمنذ سيطرتها على مؤسسات الدولة عملت على تمكين أفرادها وتقوية سواعدهم وأحكام قبضتهم ومنحتهم أراضي مملوكة للدولة وأراضي منهوبة تحت مبرر جمعية الشهداء”.
وزعم الموظف إنَّ جماعة الحوثي وزعت في أمانة العاصمة أكثر من 20 الف لبنة عشاري أي ما يعادل مليون متر مربع خلال العامين المنصرمين لأفرادها.
وقال الموظف في المصلحة ومصدر في حكومة الحوثيين يتبع الرئيس اليمني السابق (فضل عدم الكشف عن هويته) إنَّ قادة جماعة الحوثي منذ دخولهم العاصمة صنعاء “قاموا بالاستيلاء وبسط نفوذهم على أراضي الدولة عقب تغيير رئيس الهيئة العامة للأراضي السابق عبدالله الفضلي بمحمد مفتاح بعد أن رفض السابق الانخراط معهم في منح أراضي مملوكة للدولة والمواطنين لاتباعهم بعقود غير شرعية”.