نشر سبتمبر نت، تقريرًا حول أوضاع التعليم المنهارة في اليمن، وسردت دمار المليشيا لكل مراحل التعليم بداية من حوثنة المناهج وحضها على الكراهية والطائفية وتفجير المدارس واجبار الطلاب وعزلهم في جبهات القتال.
حالة من الشلل التام تصيب العملية التعليمية في المناطق الخاضعة تحت سيطرة المليشيا الانقلابية، وسط دعوى قيادات رفيعة في المليشيا لتجنيد ملايين الطلاب الأطفال في اليمن، والزج بهم في جبهات القتال.
اضحى مواصلة المشوار التعليمي حلما للطلاب في مناطق المليشيا الانقلابية بعد توقف منذ اكثر من عام بسبب امتناعها دفع مرتبات المعلمين الذي بدورهم ينفذون اضرابا مفتوحا مطالبين المليشيا بصرف كافة مستحقاتهم المتوقفة منذ اكثر من عام.
استقطاب اطفال المدارس
وبدلا من العمل على ايجاد الحلول الضامنة عودة الطلاب الى مدارسهم اطلقت المليشيا مطلع الاسبوع الماضي دعوة على لسان القيادي البارز في صفوفها حسن زيد والذي كلفته بقيادة وزارة الشباب والرياضة في صنعاء والذي دعا طلاب المدارس ومعلميهم التوجه الى الجبهات والقتال في صفوف مليشياته.
وقال القيادي المليشاوي حسن زيد في صفحته شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “ماذا لو توقفت الدراسة لعام وتوجه الشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد؟ ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف ونحسم المعركة”.
تعمد المليشيا الانقلابية على تفخيخ مستقبل الاجيال بمزيد من التدمير والكوارث معمد بالدماء والاف القتلى وايصال البلاد على حافة مؤشرات التخلف.
وعملت المليشيا الانقلابية خلال الثلاث السنوات الماضية منذ انقلابها وشن حروبها العبثية على اليمنيين عملت على استقطاب مئات الاطفال والدفع بهم الى جبهات القتال بعد ان دمرت البيئة التعليمية وحولت معظم المدارس الى ثكنات عسكرية ومخازن للاسلحة.
لم يكن خطر دعوة المليشيا الانقلابية، لتجنيد الأطفال الأمر الذي استنكره الجميع فحسب، بل ما يزيد الأمر استنكارا أن تدفع عشرات الأسر الذي تتفق مع المليشيا عقائديا وفكريا وسياسيا ومناطقيا في صنعاء ومحيطها أطفالها للقتال في الجبهات.
تقول مصادر خاصة أن “المليشيا الانقلابية تعمل على أغراء أولياء أمور الطلاب بالأموال مقابل تجنيد أبنائهم، علاوة على أطلاق وعود كاذبة للأسر بأن أطفالهم سوفت يكون لهم مستقبل مرموق ومرتب في المستقبل، إضافة الى حصولهم على أرقام عسكرية، الامر الذي يشكل إغراءا كبيرا خاصة في ظل الاوضاع المتردية التي تعيشها الاف الاسر.
“اليونسيف” و “والشرعية” تردان
بعد تصريح القيادي المليشياوي حسن زيد، ردت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”، ردت على تصريحاته بالقول “الاطفال مكانهم المدرسة وليس جبهات القتال”.
المنظمة أكدت على لسان مديرة الإعلام بمكتب المنظمة الأقليمي، جولييت توما أن الطفل مكانة المدرسة وليس جبهة القتال، معربة في الوقت ذاته عن قلقها الشديد فيما يتعلق بتجنيد المليشيا الانقلابية في اليمن للأطفال، وأرتفاع عدد الأطفال المقاتلين.
المنظمة عبرت عن قلقها ايضا إزاء انقطاع التعليم عن قرابة4.5مليون طالب يمني يتواجدون في مناطق خاضعة لسيطرة الانقلابيين، خصوصا بعد دعوة المليشيا لتجنيدهم وأرسالهم الى الجبهات، في حين يضرب عن تدريس هؤلاء الطلاب نحو73الفا من التربويين بعد نهب المليشيا رواتبهم، ورفض تسليمها.
الحكومة اليمنية، بدورها أدانت الأحد الفائت، دعوات المليشيا الانقلابية لإيقاف العملية التعليمية والدفع بأطفال المدارس والمعلمين إلى المعارك، بدلاً من المدارس التي أوقفت فيها المليشيا العملية التعليمية، وذلك في تصريح لوزير الإعلام معمر الارياني، نقلته وكالة الانباء اليمنية “سبأ” قال فيه إن هذه التصريحات تؤكد استمرار الانقلابيين الحوثيين في تجنيد الأطفال واستغلالهم في العمليات القتالية ضد اليمنيين دون اكتراث بأرواحهم ومصائرهم ومستقبلهم ضاربين به عرض الحائط.
واضاف “في الوقت الذي نطالب بالضغط على المليشيات الحوثية لتسريح الأطفال المجندين في صفوفهم ومغادرتهم للمتارس وإعادتهم للمدارس وترك القنابل والبنادق، نفاجأ بهذه الدعوة لتعطيل العملية التعليمية والزج بالأطفال خدمة للأجندة الإيرانية”، واعتبر تصريح حسن زيد، انه يكشف عن حالة الاستهتار التي يتعامل بها الانقلابيين الحوثيين بالعملية التعليمية وأرواح الأطفال ومعاناة أسرهم.
واضاف الارياني ” في الوقت الذي ترسل فيه القيادات الحوثية أبنائها للدراسة خارج اليمن، أو تعينهم في أهم الوظائف المدنية في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، تدفع بأبناء الشعب اليمني ليقتلوا في الجبهات”، وناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التدخل الحازم والضغط عل الانقلابيين الحوثيين بما يكفل حماية الأطفال والحيلولة دون الزج بهم في أتون الحرب والنأي بالعملية التعليمية عن الصراعات السياسية.
أضراب متواصل
عشرات المدارس الحكومية في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية، بما فيها العاصمة صنعاء، بدت خاوية من الطلاب والمعلمين مع بداية عاما دراسيا جديدا، نتيجة إضراب المعلمين عن التدريس، التي حاولت معه المليشيا الانقلابية بشتى الوسائل كسر احتجاجات المعلمين، بطريقة الترهيب وقوة السلاح، والاعتداء على وقفات المعلمين الاحتجاجية المطالبة بالرواتب، علاوة على استبدال المعلمين بغيرهم من الموالين لها.
مصادر تربوية في العاصمة صنعاء، قالت أن 95% من مدارس العاصمة، خلت من تواجد الطلاب والمعلمين في أول يوما دراسيا جديدا، مؤكدة أن الـ5%الذين تواجدوا لم يلبثوا غير أقل من ساعتين تقريبا في المدارس.
وبعد انقطاع الرواتب منذ سنة ونصف تقريبا ونهبها من قبل المليشيا الانقلابية، توضح المصادر ان أبرز مطالب المعلمين حتى يتم استئناف الدراسة تتمثل في صرف رواتبهم والالتزام بانتظام دفعها شهريا.
ورفض المعلمين دعوات نقابتهم التي اطلقتها تحت تهديد وترغيب المليشيا، العودة لمواصلة التدريس مؤكدين على اصرارهم مواصلة الاضرابات حتى صرف كامل مستحقاتهم.
اقتحام المدارس
تواصلا للانتهاكات التي تمارسها المليشيا الانقلابية بحق العملية التعليمية، وفي أول أيام العام الدراسي الذي اعلنته وزارة التربية في صنعاء والخاضعة لإدارة الانقلابيين الحوثيين، الأحد الماضي، اقدمت عناصر المليشيا على اقتحام عددا من مدارس العاصمة مهددة المعلمين الحكوميين باستبدالهم بمتطوعين تابعين للمليشيا في حال استمرارهم بعملية الإضراب.
وبحسب ما أوضحت مصادر متطابقة فإن عدد من قيادات مليشيا الحوثي الانقلابية تنتمي الى بيت “عطية، اقتحمت بعشرات المسلحين مدرسة “7يوليو”، فارضة اجتماعا على مديرة المدرسة بعد مداهمتها للفصول الدراسية، هددت فيه المعلمات بالاستبدال بمعلمات أخريات في حالة الاستمرار بالأضراب عن التدريس.
المصادر قالت أن عدد من المعلمات مواليات للمليشيا الانقلابية تم فرضهن على عدد من مدارس العاصمة صنعاء للتدريس منذ أيام، بالرغم من عدم امتلاكهن مؤهلات دراسية، في محاولة منها لكسر الاضراب.
كما اقتحمت المليشيا بعدد من مسلحيها مدرسه العصيمي، مهددة المدرسين والمدرسات اذا ما استمروا في أضرابهم الشامل، باستبدالهم.
وطبقا لما ذكرت المصادر فان أولياء أمور الطلاب عقب اقتحام المليشيا لمدرسة العصيمي، تضامنوا مع المعلمين والمعلمات، من خلال رفع مذكره احتجاج ضد المليشيا، مؤكدين أنهم لن يرسلوا أطفالهم إلى المدرسة في ظل الفوضى التي تنفذها والتي لا تراعي حرمة أماكن التعليم، ودخول المدارس بالأطقم والسلاح.
أولياء الأمور قالوا “نحن أرسلنا أطفالنا الى المدارس من أجل التعليم والتسلح بالكتاب والقلم، ولم نرسلهم للتسلح بالكلاشينكوف والرصاص والدبابات”.
مناهج معدلة بنزعات طائفية
لم تكتفي المليشيا الانقلابية بنهب رواتب الموظفين والدعوة لتجنيد الأطفال واستقطابهم من المدارس والزج بهم في جبهات القتال، حتى عملت على تفخيخ المناهج الدراسية بأفكار طائفية وعنصرية ممنهجة.
بسبب هذه التعديلات على المناهج التي لاقت رفضا واستياءا شعبيا كبيرا يقول أحد أولياء الأمور “لقد منعت ولدي من الذهاب الى المدرسة، خوفا عليه من الأفكار الممنهجة والطائفية التي تريد المليشيا الانقلابية زرعها في عقول أطفالنا وجيل المستقبل القادم.
وتابع: كما أنني وجدت جلوسه في البيت أفضل من ذلك، وأن يظل بدون تعليم أفضل من أن تزرع مناهج المليشيا في عقله سمومها الطائفية والعنصرية”.
مدارس خاصة تكتظ بالطلاب
قالت مصادر تربوية في العاصمة صنعاء، أن الألاف من اولياء الأمور في ظل توقف التعليم في مدراس العاصمة الحكومية، وتهجم المليشيا على المدارس، توجهت الى المدارس الخاصة كحل بديل من أجل مواصلة ابنائهم الدراسة.
يقول المواطن “ط.ع” “رغم صعوبة الاوضاع التي نعيشها والتي لانستطيع معها توفير ادنى متطلبات الحياة الاساسية فضلت نقل اطفالي الاثنين الى مدرسة خاصة بعيدا عن هذه الفوضى الممنهجة التي تمارسها المليشيا في الحقل التربوي.
ويضيف “ط.ع” وهو موظف حكومي ويعمل خلال الفترة الاخيرة في احدى المحلات في العاصمة صنعاء ان هذه الفئة الباغية لا تهدف الى تخريب البنى فقط ولا تعمل على تخريب عقول الاطفال والنشء والشباب من خلال افكار مغلوطة تدمر نسيج المجتمع وتريد فرضها على التعليم بنزعة طائفية يمقتها كافة اطياف الشعب.
واوضح: رغم ان المدرسة الخاصة تكتظ بالطلاب ومزدحمة الا ان اطفالي في مأمن من هذا العبث والفوضى حتى نجد مخرجا لما نحن فيه.