رغم ان جميع المشاريع الاعلامية تقوم بدراسات الجدوى الاقتصادية الا ان البعض منها يكون مصيرها الفشل لان الاعلام صناعة يصعب جدا التنبؤ بها ماليا لعدة أسباب: سياسية (نتيجة تقلب المواقف السياسية وتفجر الصراعات وهو ما يؤثر على وسائل الاعلام باعتبارها أدوات سياسية توظفها الحكومات اثناء الأزمات )، واقتصادية (صناعة الاعلام مكلفة جدا وقليل من المؤسسات استطاعت الاستمرار والاعتماد على تمويل عائداتها)، وتسويقية وإعلانية (فالكثير من وسائل الاعلام تفشل لعدم القدرة على الحصول على الإعلانات الكافية للتمويل وفشلها في تسويق برامجها).بلغ الانفاق العالمي على الاعلام يقارب 2 تريليون دولار (الفين بليون) منها500بليون الانفاق الاعلاني (واكثر من ثلثها على الاعلام الرقمي).
وتعتمد اليوم المؤسسات الإعلامية على عدة مصادر في تمويلها :
- الاعلان وهو المصدر الاهم والاقوى
– الرعايات التجارية وهذه تشبه الاعلان
- الاشتراك في الخدمة الاعلامية
- الدعم الرسمي المباشر وغير المباشر
- دعم الجهات الخاصة والمؤسسات الخيرية وتبرعات الافراد
مما لاشك فيه هو ان هذه المصادر تؤثر بشكل او بأخر على السياسة الإعلامية لوسائل الاعلام ،ذلك أن عملها مرهون في معظم الأحيان بسياسة الداعم ، وينبغي ان تراعي المؤسسة الاعلامية توجهات هذه الجهات فلا تخالفها بتاتا، وهو ما يؤدي الى ضعف او غياب الموضوعية و الحيادية والاستقلال.
كما ان مصادر التمويل هي من تحكم صناعة الاعلام وتحدد التوجهات وماذا يقدم للجمهور حسب رؤية الممول، بالتالي تضطر الكثير من المؤسسات الإعلامية الى انتاج إعلامي سطحي مبتذل يناسب التسويق وفق قاعدة (الجمهور عاوز كده.)
وهكذا فإن وسائل الاعلام تواجه تحديات كبيرة لكي توازن بين مصالح الممول لها(سواء كان سياسي او تجاري) و بين انتاج برامج جادة للجمهور المتلقي و تقديم الحقيقة، تلك هي المعادلة الاصعب والتي نجحت قلة من وسائل الاعلام في النجاح بحلها.
أستاذ الاعلام بجامعة صنعاء وجامعة ام القرى