قدمت المنظمات المحلية العاملة في المجال الإنساني، اليمن، ثلاث رسائل إنسانية هامة وعاجلة عن حالة الوضع الإنساني في اليمن استلمها المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية والمدير التنفيذي لمنظمة الغذاء العالمي والمدير التنفيذي لمنظمة الطفولة اليونسف والذين كانوا في زيارة رسمية لليمن كممثلين عن المنظمات الدولية خلال الفترة 24-27 يوليو 2017م.
وركزت الرسائل الثلاث الذي سلمها عن المنظمات المحلية العاملة في المجال الإنساني السيد هلال البحري رئيس المنتدى الإنساني، اليمن على أهم المعوقات التي تعيق العمل الانساني وأدت إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن في كل المجالات الصحية والغذائية وغيرها؛ حيث واليمن يعاني من أوضاع إنسانية كارثيه تهدد الحياة بخطر المجاعة، وبحسب الاحصائيات فإن أكثر من سبعة عشر مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه سبعة مليون آخرون إمكانية المجاعة، كما يعاني 462 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
وأكدت الرسائل على ضرورة تفاعل المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني مع وصف بيان رئيس مجلس الأمن بخطورة المجاعة في اليمن بأنها أكثر من حالات الطوارئ المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي في العالم وكل ذلك يعكس جسامة الأزمة الإنسانية في اليمن جراء الحروب والأعمال العسكرية في كل الأراضي اليمنية، والتي خلفت آثار مأساوية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ بالإضافة إلى عشرات الألاف من المصابين والجرحى، وتدمير البنية التحتية من الموانئ والمطارات والطرق والجسور والمصانع والمزارع وآبار المياه والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات ومحطة الكهرباء ومراكز الاتصالات ومؤسسات وشركات القطاع الخاص والمنشآت الحكومية وغيرها.. وكل هذا موثق في تقارير وإحصائيات رصدتها المنظمات الإنسانية والحقوقية والإغاثية المحلية والدولية وعلى رأسها منظمة الغذاء العالمي، منظمة اليونيسف، مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية .
كما تضمنت الرسائل الإشارة إلى كارثة أنتشار الأوبئة القاتلة في عدد كبير من المحافظات اليمنية ومنها وباء الكوليرا الذي أدى إلى وفاة أكثر من 1800 شخص كما سجلت أكثر من ثلاثمائة الف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في 298 مديرية، إضافة إلى ما يقارب 16 مليون شخص لا يحصلون على المياه الكافية وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية مما يجعلهم عرضة للوقوع ضحايا للكوليرا في ظل عدم توفر الإمكانيات لمواجهة هذا الوباء.
وتطرقت الرسائل الثلاث إلى المشاكل والمعوقات التي تعيق سير عملها في اليمن من أجل التخفيف من معاناة المواطنين بسبب الوضع الإنساني السيء، والتي أهمها:
1- توسع فجوة الاحتياجات الانسانية الصحية والإغاثية والممتثلة في تفشي الامراض الوبائية القاتلة “الكوليرا – التهاب السحايا- السل”، وازدياد عدد الوفيات في المقابل ما تقدمه منظمة الصحة العالمية ومنظمه اليونسف من استجابة طارئة غير كافية.
2- تأخر الاستجابة الانسانية السريعة في تقديم الخدمات الصحية والغذائية.
3- صعوبة الحصول على الادوية بسبب استمرار الحصار المفروض وازدياد الحالات والوفيات وعدم القدرة على نقلهم للعلاج الى مستشفيات خارج اليمن.
4- انهيار ما يقارب 45%، من المنظومة الصحية بسبب استمرار القصف والحرب وهذا بدوره أدى الى هشاشة الخدمات الصحية المقدمة وآثار انقطاع رواتب العاملين في المجال الصحي الحكومي ونقص الأدوية.
5- محدودية الشراكة بين المنظمات المحلية ومنظمه الصحة العالمية العاملة في اليمن في تنفيذ التدخلات الصحية الازمة.
6- الحاجة الى الشفافية في متابعة تنفيذ المشاريع الصحية واشراك المنظمات المحلية في ذلك.
7- تأخر عملية وصول التمويل إلى اليمن أدى إلى تأخر تنفيذ المشاريع الصحية والإغاثية العاجلة والتي تتطلب التدخل السريع والعاجل لإنقاذ أرواح اليمنيين.
كما وضعت منظمات المجتمع المدني في رسائلها الثلاث حلولا مقترحة لتحسين الوضع الصحي الانساني في اليمن أبرزها:
1- زيادة حجم التمويلات التي تركز على دعم القطاعات الصحية مثل “إعادة تأهيل وترميم المراكز والمستشفيات الصحية”.
2- أهمية تحسين سرعة الاستجابة الانسانية الطارئة وتقديم المساعدات الإغاثية اللازمة للمنظمات الدولية العاملة في اليمن كونها منظمات عاملة تحت الامم المتحدة.
3- نقل ومناصرة المعاناة الانسانية في اليمن بما يخص المجال الصحي والإغاثي والضغط على صناع القرار في الأمم المتحدة إلى زيادة الدعم وإيقاف الحرب وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة من أجل تسهيل وصول المساعدات الصحية والإغاثية ونقل الحالات المرضية الحرجة للعلاج في الخارج.
4- توسيع الشراكة مع المنظمات المحلية ورفع من قدراتها في المجال الانساني الإغاثي و الصحي في اليمن.
5- عمل خطة استجابة انسانية للوقاية من ظهور أمراض وبائية خطيرة مستقبلا.