جنيف (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إنها تتطلع إلى انحسار تفش كبير للكوليرا في اليمن بعد تسجيل 218 ألفا و798 حالة إصابة وذلك بعد أن بدأت الإجراءات الطارئة لمواجهة المرض في الحد من التفشي بعد شهرين من بدايته.
واعلنت ارتفاع حالات الوفاة بوباء الكوليرا الى 1400 حالة خلال الشهرين الأخيرين
وبعد عامين من الحرب الأهلية المدمرة بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران أصبح اليمن بؤرة مثالية لتفشي المرض الذي ينتشر نتيجة اختلاط البراز بالطعام أو المياه ويتفشى في الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي.
وبعد انتشار المرض رأت منظمة الصحة العالمية أن الخطر قد يصيب 300 ألف شخص خلال ستة أشهر. لكنه انتشر بواقع مثلي هذه الوتيرة مما أطلق شرارة حملة مواجهة طارئة بعيدة المدى ربما أدت إلى تحسن الوضع.
وقال أحمد زويتن مستشار منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ في اليمن لرويترز “لم نشهد شيئا سريع الانتشار مثل هذا في اليمن”.
وأضاف “نوسع إجراءاتنا بشدة لمواجهة المرض ونتطلع إلى ظهور نتائج على نحو سريع للغاية”.
وانهار القسم الأكبر من منشآت البنية التحتية الصحية في اليمن ولم يتقاض العاملون في مجال الرعاية الصحية رواتبهم منذ ما يربو على ستة أشهر وتدفع منظمة الصحة العالمية حوافز للأطباء والممرضات وعمال النظافة والمسعفين لتوفير العاملين لشبكة طوارئ مكافحة الكوليرا.
وبمساعدة تمويلية من البنك الدولي تقيم منظمة الصحة العالمية مراكز علاج ويضم كل مركز نحو 50 إلى 60 سريرا ويتابعه نحو 14 من العاملين على نوبات عمل. وتستهدف المنظمة أن يصل العدد الإجمالي إلى خمسة آلاف سرير.
لكن التأثير الأكبر يجري من خلال نقاط الإماهة الفموية بنحو عشرة عاملين تكون وظيفتهم اكتشاف حالات الكوليرا قبل أن تشتد وتحتاج إلى العلاج في المستشفى. وتريد منظمة الصحة العالمية لهذه المواقع 2800 شخص ليعمل عشرة في كل مركز علاج.
وقال زويتن “هي (المراكز) أقرب ما يمكن إلى مساكن الناس ونتمكن من الوصول إلى الناس الذي أصيبوا للتو بالإسهال”.
وتظهر نتائج ذلك في معدل الوفيات إذ تسجل جميع المحافظات تقريبا أرقاما في خانة الآحاد أو حتى لا تسجل أي وفيات. وقال زويتن “قضية أن معدل الوفيات يتراجع أمر حقيقي”.
وتظهر خريطة التفشي أكثر المناطق تضررا في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وأسوأ أماكن لتفشي الكوليرا في أمانة العاصمة، حول صنعاء، ومنطقة الحديدة الساحلية ومحافظة حجة.
وتراجعت أعداد الإصابات في أمانة العاصمة والحديدة بشكل حاد خلال الأيام السبعة الماضية رغم أن حجة سجلت ما يربو على ألف حالة جديدة يوميا لكن زويتن قال إن كثيرا منها حالات قديمة جرى تسجيلها حديثا.
وعلى الرغم من الحرب لا تواجه الشاحنات التي تنقل الإمدادات اللازمة لمكافحة الوباء صعوبات كثيرة للوصول إلى المناطق المنكوبة. وقال زويتن “حتى الآن أينما نحتاج تصاريح للطرق نحصل عليها من الجانبين”.