بدأت اليوم، بمحافظة مأرب، فعاليات المؤتمر الوطني للتعليم (الواقع والتحديات) الذي ينظمه المركز القومي للدراسات الاستراتيجية والوكالة اليمنية الدولية للتنمية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وجامعة اقليم سبأ، بمشاركة وطنية وإقليمية واسعة من الباحثين والاكاديميين والمختصين.
ويهدف المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين، الى مناقشة واﻗﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎم واﻟﺠﺎﻣﻌﻲ والمشكلات اﻟتي ﺗﻮاﺟﻬﻪ في ﻇﻞ اﻟﺤﺮوب واﻷزﻣﺎت، وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪراسات واﻷوراق اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ لمواكبة اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ في اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ الى التعرف على واﻗﻊ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻄﻤﻮﺣﺎت المسقبلية، وﺗﻌﺰﻳﺰ دور اﻷﻃﺮاف المعنية ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، مع ﺿﻤﺎن المشاركة المجتمعية اﻟﻮاﺳﻌﺔ.
وفي افتتاح المؤتمر، أكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور علي العباب، على اهمية انعقاد هذا المؤتمر، الذي يتعبر منصة حوارية علمية لتشخيص واقعنا التعليمي وكيفية انتشاله وتمكينه من الصمود والوقوف مرة اخرى، برؤى ومقترحات وخطط واقعية وقابلة للتنفيذ وذات جدوى وتأثير في العملية التعليمية.
واشار الدكتور العباب، الى ان النظام التعليمي في اليمن يواجه تحديات جسيمة ومتزايدة منذ سيطرة مليشيات الحوثي الارهابية على مؤسسات الدولة وشنها حرباً عبثية على الشعب اليمني، وتدمير ممنهج لقطاع التعليم لتكريس الجهل بين صفوف الشعب حتى تتمكن من السيطرة عليه، وتبديل الهوية والقيم والمعتقد وتحويل الاجيال الى قنابل موت في سبيل مشاريعها الكهنوتية والاجندة الايرانية.
وقال نائب وزير التربية ” ان ارادة التغيير والاصلاح موجودة، وعزمنا على مواجهة الصعوبات والتحديات كبير، ونحن هنا لتبادل الرؤى من اجل تحسين جودة التعليم”..لافتا الى ان الوزارة تعمل مع العديد من الشركاء لتنفيذ جملة من الخطط والبرامج الخاصة بدعم القطاع التربوي وهو ماساهم في استمرار صمود قطاع التعليم في المناطق المحررة خلال السنوات الماضية رغم التحديات الكبيرة والاحتياجات الواسعة والمتزايدة.
بدوره اكد وكيل محافظة مأرب للشؤون الادارية عبدالله الباكري، الحاجة الى وضع استراتيجية شاملة وواضحة للنهوض بالتعليم وانتشاله، ونقل واقع التعليم الى مستوى افضل.. متمنياً ان يخرج المتمر بقرار وتوصيات تساهم صناع القرار وكافة المعنيين في حشد الجهود وتوحيدها من اجل مواجهة التحديات، ووضع حلول ممكنة للمشاكل التعليمية والتحديات التي يواجهها القطاع التربوي من نقص في البنى التحتية من مدارس ومقاعد ووسائل تعليمية وموازنات تشغيلية، الى جانب اصلاح نظام الاجور للمعلمين من اجل تمكينهم من الصمود في اداء رسالتهم التعليمية وعدم التسرب الى قطاعات عمل اخرى.
واشار الوكيل الباكري الى ان قطاع التعليم يعتبر في مقدمات الاهتمامات والملفات لدى قيادة، كون التعليم هو حجر الزاوية في اعادة بناء الوطن والتعافي من الحرب والانطلاق نحو المستقبل كونه مصنع العقول للأجيال التي ستبني وتطور كافة المجالات ونواحي الحياة وتحقق الرفاة للمجتمع والنهوض بالوطن.. مؤكدا ان عملية صناعة مستقبل اليمن واعادة بناء الوطن تبدأ من المقاعد الدراسية.
من جانبه اشار رئيس المؤتمر الدكتور عبدالحميد عامر، الى ان انعقاد المؤتمر اليوم يأتي بعد تسعة اشهر من الاعمال التحضيرية من قبل اللجنة المكونة من اكاديميين ومتخصصين بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وجامعة اقليم سبأ، والسلطة المحلية بمحافظة مأرب.. لافتا الى ان المؤتمر سيناقش على مدى يومين 20 بحثا وورقة علمية مقدمة من اكاديميين واختصاصيين في الداخل والخارج، موزعة على خمسة محاور رئيسة هي (اﻟﺘﻌﻠﻴم اﻟﻌام واﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، وﺗﻄﻮﻳﺮ المناهج بعملية ﻣﺘﺠﺪدة، ودور اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ واﻟﺨﺎص في ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، والمخاطر التي تواجه مسيرة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ووساﺋﻞ وأساليب التعليم الالكترونية.
ويناقش المؤتمر في يومه الاول خلال 3 جلسات عمل، و15 ورقة بحثية يقدمها اكاديميين وباحثين ومتخصصين مباشرة او عبر الاتصال المرئي، تناقش واقع التعليم ودور الحكومة في تطويره في ظل الحرب، وتطوير المناهج، ووضع الطلاب اليمنيين في الخارج، ومعايير ومبادئ التعليم في حالات الطوارئ، ونقل تجارب دول مجلس التعاون الخليجي واليونيسيف في دعم التعليم، فضلا عن تحديات التعليم خلال الحرب والمعالجات، وتأثير الحرب على تسرب الطلاب، والتحديات التي تواجه المناهج، والاثار النفسية لدى طلاب التعليم العام بسبب الحرب.
كما تناقش الاوراق، التعليم الاهلي في اليمن، ودور القياس والتقويم في اصلاح العملية التعليمية، وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة التعليم، والبدائل التعليمية (الالكترونية) في ظل غياب المعلم، واثر تطوير مهارات المعلين على تحسين ادائهم.