اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية اليوم الإثنين أن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة غرب اليمن الشهر الماضي، قد ترقى إلى “جريمة حرب” بما أنها تهدد الغذاء والمساعدات وإمدادات الكهرباء لملايين اليمنيين، بعدما ألحقت أضرارا بالغة بمختلف مرافق الميناء.
وفي يوليو، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، غداة تبنيهم هجوما بمسيّرة مفخخة على تل أبيب أوقع قتيلا. واعتبرت هيومن رايتس ووتش أن هذا الهجوم قد يشكل أيضا “جريمة حرب”.
واعتبرت هيومن رايتس ووتش في بيان أن الضربات الإسرائيلية على الميناء “شكّلت هجوما يُفترض أنه عشوائي أو غير متناسب بشكل يخرق القانون، وقد يكون له تأثير طويل المدى على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على الميناء للغذاء والمساعدات الإنسانية”مشيرة إلى أنه “جريمة حرب محتملة”.
من جهة أخرى، أوضحت المنظمة أن هجوم الحوثيين على تل أبيب “الذي ألحق الأذى عمدا أو عشوائيا بالمدنيين والأعيان المدنية، قد يرقى إلى جريمة حرب”.
وتسببت الغارات على المرفأ باندلاع حريق هائل استمر لأيام وبمقتل تسعة أشخاص، بحسب وسائل إعلام تابعة للحوثيين.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن الضربات الإسرائيلية “قتلت ستة مدنيين على الأقل وأصابت 80 آخرين على الأقل”.
خسائر بشرية ومادية
وأفادت المنظمة في تقرير لها أن الضربات الإسرائيلية تسببت بتدمير أو إلحاق أضرار بـ”29 من مرافق تخزين النفط الـ41 في ميناء الحديدة على الأقل، والرافعتين الوحيدتين المستخدمتين لتحميل وتفريغ الإمدادات من السفن”. كما دمرت “خزانات النفط المتصلة بمحطة كهرباء الحديدة، ما أوقف محطة الكهرباء عن العمل 12 ساعة”.
وعقب الضربات، قال نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين والمسؤولة عن الميناء نصر النصيري لوكالة الانباء الفرنسية إن حجم الأضرار المادية للهجوم الإسرائيلي على الميناء يتجاوز 20 مليون دولار، من دون احتساب الخسائر النفطية.
ويعدّ ميناء الحديدة نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن الذي تقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
واندلع النزاع في اليمن في 2014 مع سيطرة الحوثيين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية ما فاقم النزاع الذي أوقف مئات آلاف القتلى.
وأدت الحرب إلى إغراق أفقر دول شبه الجزيرة العربية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى هيومن رايتس ووتش، نيكو جعفرنيا، إن “اليمنيين يعانون بالفعل من الجوع على نطاق واسع بعد نزاع دام عقد، ولن تؤدي هذه الهجمات إلا إلى تفاقم معاناتهم”.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يستهدف الحوثيون سفنا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، دعما للفلسطينيين في قطاع غزة، وفق قولهم، في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي بين إسرائيل وحركة حماس. وقد أطلقوا مرارا صواريخ أو مسيرات في اتجاه مدينتي إيلات وحيفا الإسرائيليتين، لكن لم تعلن إسرائيل تسجيل خسائر أو أضرار نتيجتها.