افتهان عوض ثابت بن ثابت (30 عاماً) النازحة من قرية المقنع إلى الرحبة في تعز، واحدة من قصص الحرب، والتي كانت ضحية رصاصة قناص حوثي في غربي مدينة تعز.
نزحت افتهان مع أولادها الخمسة من قرية المقنع في المعافر إلى منزل قريبة لها في إحدى قرى مديرية جـــبل حبشي في تعز، وفق ما نشرته جريده البيان الامارتيه
القرية التي ظنت أنها آمنة لها ولأولادها بعيداً عن القصف اليومي التي تتــــعرض لها قريتها من قبل الميليشيات الانقلابية، لكن هذا الأمان لم يدم طويلاً، إذ بعد أيام من وصولها إلى قرية الرحبة، باغتها قناص حوثي برصاصة موت سلبت روحها بعيداً عن أطفالها الذين كان أكبرهم لم يبلغ ثمانية أعوام بعد، وأصغرهم لايزال رضيعاً.
سقطت افتهان تسبح في دمائها أمام أطفالها ومجموعة من النازحات، ولم يستطع أحد إنـــقاذها فالقناص لايزال يتربص بكل من يقترب، وهناك نزفت أمام أعين صغارها حتى فارقت الحياة. وقطرة إثر أخرى راح جسد افتهان يضخ دم حياتها من جسدها الذي سكن بلا حراك.
ويقول أكرم الشـــوافي أحد أعضاء فريق «رصد» الحقوقي، إن افتهان هربت من الحرب بعد أن تركت زوجها الذي انضم للقتال وعجزت هي عن منعه، وعادت إلى قريتها وحيدة جثة هامدة.
وسارع أبناء القرية إلى دفنها عبر سلوك طرق وعرة متخفين من رصاصات القناصة، منتظرين حلول الظلام حيث يعد الليل فترة استراحة لمعظم القناصة لعدم امتلاكهم أجهزة رؤية ليلية.
ويضيف الشوافي، إنه حسب شهود من أبناء قرية الرحبة التي تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن منطقة الاشتباكات في منطقة الكدحة، أن قريتهم التي تعتبر ملاذاً آمناً لهم وللنازحين ممن شردتهم الحرب من أبناء قرى المديريات المجاورة، تشهد قصفاً مكثفاً وبشكل عشوائي على منازل المواطنين في القرية، ما أحدث حالة من الخوف والهلع في أوساط سكان القرية من أبناء الريف، وكذلك النازحين الذين تكتظ بهم القرية التي كانوا يعتقدون بأنها الملاذ الذي يحميهم من الموت.
وكان تكتل المبادرات النسائية في مدينة تعز أعلن الشهر الماضي عن مقتل 666 امرأة، وجرح 1883 في اليمن بنيران المسلحين الحوثيين منذ أبريل 2015. وتصدرت نساء محافظة تعز وسط البلاد قائمة الضحايا، حيث قتلت 211 وجرحت 1121 امرأة، في حين حرمت 44 ألف فتاة من التعليم.
ودعا البيان كافة المنظمات الإنسانية والحكومة اليمنية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية في الدفاع عن حقوق المرأة في اليمن جراء الانتهاكات التي تعرضن لها خلال الأعوام الماضية، والانتصار لحقوقهن.