معمر بن مطهر الإرياني*
في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات بالضبط، قال اليمنيون كلمتهم الهامة والفاصلة في اختيار من يقودهم إلى المستقبل، وانتخبوا الرئيس عبد ربه منصور هادي، كمرشح توافقي وحيد، ليأخذهم نحو إعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة..
ولأن هادي رجل سلام ورجل دولة، فقد اختار أن يذهب باليمن نحو الحوار الذي لا مفر منه حتى بالنسبة للمتقاتلين، فخضنا تجربة الحوار الوطني الشامل، بصورة أذهلت العالم، ولم يكن الكثير من الناس يدركون أن بعض المشاركين في الحوار، يعدون العدة للانقلاب على مخرجاته، التي وقعوا عليها، بل والانقلاب على اليمن برمته، أرضا وإنسانا، وهو ما تجلى يوم صادرت الميليشيات مسودة الدستور، دستور اليمن الاتحادي، ومن ثم شرعت في الانقلاب على الشرعية وعلى المخرجات وعلى المبادرة الخليجية، انقلبوا على كل شيء، حتى على مستقبل اليمن واليمنيين ومستقبلهم هم، أيضا!
أراد الانقلابيون الظلاميون إدخال اليمن في كهوف الظلام المعتمة، عبر إعادته إلى الوراء عشرات السنين، وهو ما يقومون به بالفعل، ولم نجد من قبل صلفا كما صلفهم، في التباهي بالموت، مقابل قبر دعوات الحياة.. هؤلاء قوم لا يؤمنون، بالحياة بل بالموت الذي يدفعون اليه فلذات أكباد اليمنيين، نحو الموت بحجة محاربة أميركا وإسرائيل! فيما هم يقتلون اليمنيين..
يمثل هذا اليوم، منطلقا جديدا نحو تحقيق رؤية الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي، وهي الرؤية التي تقوم على إنشاء الدولة اليمنية الاتحادية، ولعل الجميع يشاهد اليوم كيف تحاول القوى الانقلابية – وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة – أن تشوش على كل شيء في المناطق المحررة، وان تحرق كل شيء في المناطق التي تحت سيطرتها، وما يتداوله الإعلام وتكشفه المصادر من ممارسات إجرامية للميليشيات بحق أهلنا في المناطق التي يسيطرون عليها، ما هو إلا نزر يسير من إجرام الميليشيات الانقلابية، التي تمولها وتغذيها ايران .
يحذونا الأمل ونحن في حضرة ذكرى هذه المناسبة ، أن يكثف اليمنيون من نضالاتهم ضد الظلم والبطش الميليشاوي، لإنهاء الانقلاب، من خلال الوقوف مع الرئيس عبدربه منصور هادي المنتخب عبر صناديق الاقتراع ومشروعه الوطني الكبير (الدولة الاتحادية)، التي تعد صمام أمان لليمن واليمنيين، بعد مئات السنين من الظلم والقهر والغبن الاجتماعي.
إن مشروع الرئيس هادي ونظرته لمستقبل اليمن الاتحادي، يتجاوز كل تلك العقليات المتخلفة التي تتمترس خلف شعارات زائفة، لكنها لا تجيد سوى تسويق الموت لليمنيين، فلم تعد قرية في طول البلاد وعرضها، إلا وبها مجلس عزاء.. قاتل الله من يحاولون أن يرضوا غرائزهم المريضة ونهمهم في السلطة والمال، عبر اعتناق أفكار منحرفة وغريبة على مجتمعنا، وتسويقها، كما يسوقون للموت.
إنني على ثقة كبيرة بأن كافة مشاريعهم سوف تزول عما قريب، فالمؤشرات إيجابية، حتى وإن حاول البعض وأد المشروع العظيم للرئيس هادي، فهي تظل محاولات فاشلة، والدليل الأرض التي يفقدونها كل يوم، والدليل، أيضا، مساحة الكراهية التي تتسع في قلوب اليمنيين للميليشيات الانقلابية ومن سبح بحمدها أو دار في فلكها، وكل ذلك يشير – بشكل واضح – إلى أن اليمنيين ملوا وسأموا الاقتتال وضاقوا بالاستقواء السلالي والمناطقي والجهوي، ويرغبون في بناء دولة حقيقية، وهذه الدولة التي تمنع كل الانتهاكات وتمنح كل الحقوق، دولة يسود فيها العدل والمواطنة المتساوية والتنمية والازدهار في كل الأقاليم .
ولا يسعني في هذه العجالة، إلا أجدد تأكيدي لفخامة الرئيس هادي أننا معه وان اليمنيين يعرفون جيداً من ينصفهم ويمنحهم الأمل رغم محاولة تزييف الحقائق وتظليل الرئي العام وبالرغم من القتل والدمار الذي تحدثه عصابات الحوثي وصالح.. كما لا يفوتني الشكر الدائم لأشقائنا في دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكل دول الخليج والتحالف العربي، على جهودهم الجبارة في مساعدة الشرعية لبسط سيطرتها على المحافظات اليمنية، وكذا مساعداتهم الاقتصادية التي تعبر دائما عن نخوة عربية اصيلة.
*وزير الإعلام.