بطريقة مبدعة، وبأسلوب احترافي من الطراز الرفيع، يقدم المبدع الأربعيني صالح باجراد، أروع التحف وأجمل الهدايا الخشبية، وهو يستثمر وقت فراغه في منجرته الواقعة في حي “المطار” في مدينة تريم ليصنع من بقايا الأخشاب المتوفرة في الورشة أعمالا فنية مذهلة، وكأنه يتحول وقت عمله تلك التحف إلى بناء تريمي محترف، فيشيد بقطع خشبية متناهية الصغر مباني ومساجد وقصور فارهة تزهو بألوان متناسقة تظفي لواجهاتها لمحة من حقيقتها المتمثلة على أرض الواقع.
أخبرنا الأخ صالح باجراد الذي ينحدر من أسرة اشتهرت في تريم بالنجارة منذ القدم، عن سر حبه لهذه الحرفة الجميلة، أنه يحاول قدر المستطاع أن يقدم من الخشب نماذج أقرب ما تكون للحقيقة من المباني الطينية التي تزخر بها مدينة القصور في تريم أو أي مبنى آخر في حضرموت.
وأضاف أن أي مبني جميل أراه أمامي يشدني جماله وإتقان بناءه، لذا يستفز في كياني حب التحدي في أن أعمل مثله تماما ولكن بقطع الخشب الصغيرة، فتأتي مرحلة الدراسة المستفيضة لتفاصيل ذلك المبني من كل زواياه، وتقدير أبعاده وأخذ المقاسات الأولية لإسقاطها على النموذج الخشبي الذي سأعمله.
ويواصل باجراد شرحه لمراحل العمل: ثم أقوم بتصوير ذلك المبني، وأركز على أدق التفاصيل التي يتميز بها، وبعد ذلك يتكون لدي تصور نهائي بشكل مفصل ودقيق، لتأتي فيما بعد تجهيز القطع الخشبية، وأبدأ بالأساسات والقواعد ثم التكوين شيئا فشيئا حتى انتهي من البناء، فأقوم بعدها بصبغ المجسم بالألوان المناسبة والمطابقة لما هو عليه في الواقع، فأنتهي من التحفة الخشبية التي تأخذ بعض الوقت لصناعتها قرابة الثلاثة أشهر متتالية، لأنني أعمل على فترات متقطعة وليس بشكل مستمر.
ويأمل باجراد أن يحصل على اهتمام ورعاية من الجهات المعنية، لأنها مازالت تنقصه الكثير من المواد التي لا يقدر على جلبها التي تعطي للتحف جمالا وروعة أفضل، وهو يتمنى أن يشارك في المعارض الكبرى حتى يوصل إبداعاته للعالم، كون تريم معزولة تماما عن المحافل والمهرجانات التي تهتم بالتحف والمعارض والتصنيع اليدوي، ويطمح أن يجعل من اعماله متحفا ملموسا لما تزخر به حضرموت من روعة الفن المعماري الأصيل.