من مفردات اللهجة المغاربية التي تسمعها في كل حين ، وسرعان ما تألفها كلمة ( دابا ) .
وهي كلمة مغربية تعني ( الآن) وإذا جاءت قبل الفعل تكون بمعنى المستقبل القريب يعني عمّا قريب. فمثلا نقول
– . متى تريد الأكل ؟ دابا أريده.
– . متى سيأتي اخوك ؟ دابا يأتي يعني سيأتي قريبا.
قرأت للبعض تفسير حول الكلمة وبأنها ربما تحريف بحكم التداول لمعنى كلمة «دأبا» كما وردت في القرآن الكريم
(تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ *دَأَبًا* فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ)
التفسير الذي سمعته للآية (رغم أن هذا ليس موقعنا لنفسرها بأنفسنا) هو أن كلمة دأبا هنا تعني
«كما سرت العادة»
تزرعون سبع سنين كما تعودتم – كما كانت العادة – يأتي الماء كما يأتي كل عام
لست أدري لكن ربما الكلمة تحتمل عدة معاني؟ وتطور أحد المعاني ليصبح «الآن» في دارجة المغرب
وهذا رأي متداول على كل حال ذكرت به هنا للنقاش وعله يفيد.
وعموما نتذكر هنا ما يطرحه البعض من مفردة متداولة في الجزيرة العربية والخليج
وفي اللهجة الحجازية: دوبي تعني الآن يقولون مثلا
دوبي جئت الآن، ونحن نقول عندما تكون حضرت الجلسة لتوك
يادوب جئت الآن.
وعندما يدركك الوقت لإنجاز مهمة او تأخير وصول ،
نقول ( يا دوبك وصلنا )، يعني صرت في الوقت الحاضر أو حضرت الآن. وهي مستخدمه بكثرة في بلدان المشرق عموما. ولكن ربما لم نمعن النظر بالتشابه مع ( دابا) بنطقها المغاربي.
وقرأت ذات مرة انه من
( الراجح فعلا هو أن هذه الكلمة المغربية دابا، تحوير للكلمة الفصيحة دأبا ، كما ورد في كتاب ” تكملة المعاجم العربية ” للمستشرق الهولندي دوزي (الذي ضمّن فيه الكثير من الألفاظ أو المعاني العربية غير الموجودة في المعاجم المعروفة).
وعموما ليس أجمل من سؤال صباحي لك في المغرب يقول :
– آشْ كَتدّير دابا؟ = اي مادا تفعل الآن؟
فترد انت :
– عاد دابا جيت.
وإلى خاطر جديد حول المشترك الجميل *
نقلا عن صفحه الكاتب علي فيسبوك
الكاتب سفير اليمن في المغرب