نخوض الان مع ميليشيات الحوثي حربا عبثية جديدة في مشاورات عمان، بخصوص فك الحصار عن تعز، هي (حرب الألف واللام ) ، نعم انها جر لحرب المصطلحات الشهيرة، التي ادخلت المنطقة في نفق لا مخرج منه، فما اتفق عليه الناس من أجل فتح مسار السلام وتحقيق الهدنة انتهى بأن تُعطى ميليشيات الحوثي كل ما تريد لأجل الهدنة ، ، وكذا وقف الجبهات وإنهاء اي دعم تجاه الجبهات الخاصة بالشرعية مع غض الطرف عن كل التقدمات للحوثي واستمرار خرقه الهدنة ، حيث يتم غض الطرف من قبل الشرعية من باب ( خليك انت الكبير وفوًت الفرصه) .
ولكن كل ذلك مهدد الآن بالإنهيار مع حرب الالف واللام ، حيث تقول الحكومة والعالم انه لابد من فتح الطرقات لتعز. والميليشيا تقول بل فتح طرق ، وهذه بدون ( ال )، وبالتالي فإن ما سيفتح طرق فرعية لا معنى لها ويبقى حصار تعز بسبب الألف واللام هذه .
والمأساة ليس في عملية التذاكي التي تضعها ميليشيات الحوثي ، وعدم اهتمام الجانب الدولي ولكن بخطورة الموضوع الذي لم يعد مزحة، فالحوثي يريد إبقاء الطرق الرئيسية مغلقة لاستمرار جريمة الحصار وبرضاء دولي هذه المرة، ومعه بقاء الألغام القاتله، والقتل اليومي واستمرار خلق جغرافيا جديدة ممزقة للوطن، ثم الأخطر من ذلك كله فتح طرق فرعية هي في الأساس طرق دعم عسكرية لميليشيا الحوثى للانقضاض على ما تبقى من المدينة، وأحكام الحصار وبمباركة دولية هذه المرة، ودعم واضح لجبهات قتال دامية، ثم لجعل المرور من هذه الطرق فخ ابتزاز .
وفي حالة الرفض فإن وضع وفد الشرعية صعب لانه يرفض السلام ،ولانه لم ينتبه إلى مسودة المبعوث الدولي الذي تطرح ميليشيات الحوثي انه قال فتح طرق لتعز ولم يقل فتح الطرق لتعز وبين الطرق ب ( ال) التعريف وطرق بدون (ال) ، الفخ الذي يعني فتح معركة قادمة .
قبل خمسين عاما كانت معركتنا مع إسرائيل ولا تزال حول قرار دولي يقول من وجهة نظر عربية الأراضي العربية وتقول إسرائيل انه بدون الالف واللام وبالتالي يقول أراضي عربية ،وهنا يعني جزء وليس كل وضاعت الأرض كلها بحجة قراءة خاطئة لقرار دولي !
وفي اليمن كما في دول كثيرة ذهب الناس لمعارك سياسية دامية حول نفس الحرفين عندما قيل في الدستور يومها عن الشريعة الإسلامية هل هي مصدر أساسي للتشريع، أو المصدر الأساسي للتشريع ! واندلعت يومها حرب الألف واللام ثانية ، حتى ضاع الدستور والبلد كله.
وهاهي المبعوث ميليشيات الحوثي تعيد علينا مواويل ( ال) التعريف وحرب الألف واللام ،وهل الأمر فتح الطرق لتعز ام هو فتح طرق !
والأمر يختلف إلى الحد الذي يجعل كل ما قيل عن الهدنة مجرد فخ !
وان اليمن يضيع فعليا لان يمن آخر يراد تشكيله و بدون (ال) برضه.
نقلا عن صفحه الكاتب علي فيسبوك