حلت الذكري الرابعة لتحرير مديريات حضرموت، من سيطرة التنظيمات الإرهابية وفي القلب منها مدينة المكلا عاصمة المحافظة
حاولت التنظيمات يائسة نشر فكرها المتطرف في حضرموت؛ نبع الاعتدال، ومنبر السلام، وخطاب الوسطية الذي أسر قلوب شعوب شرق آسيا فدخلوا في الإسلام أفواجاً.
ف يوم الرابع والعشرون من شهر أبريل من كل عام، يوما مشهودا في حضرموت، ومناسبة يستذكر فيها الجميع نجاحات قيادات وضباط وصف ضباط وجنود المنطقة العسكرية الثانية بدعم وإشراف من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي حوار مع العميد ركن صالح عمر المعاري رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الثانية لموقع الجيش الوطني ـ”26 سبتمبر” عدد فيه اوجه الانجاز الذي نحقق وفيما يلي نص الحوار
إسناد الأمن
يقول العميد ركن صالح عمر المعاري رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الثانية : “شهد القطاع العسكري في ساحل حضرموت نجاحا منقطع النظير منذ تحرير ساحل حضرموت من التنظيمات الإرهابية بفضل الجهود التي بذلت، والتناغم والتجانس بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية التي كانت عند المستوى المطلوب؛ لتضفي على مديريات ساحل حضرموت استقراراً أمنياً نموذجياً كان محل إشادة من قبل القيادة السياسية والعسكرية، ومرتكز إعجاب وتقدير من قبل المنظمات المحلية والدولية، وملجأ لكل قاصد للعيش والأمن والاستقرار”.
مضيفاً: “هذا الانتصار العسكري الذي تتمتع مدن ساحل حضرموت اليوم بثمرة إنجازه من استقرار أمني غير مشهود من قبل، وذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها قوات المنطقة العسكرية الثانية، حيث تم تزويد تلك القوات بالأجهزة والمعدات الكافية للقيام بعملها على أكمل وجه، وقبل ذلك تم تدريبها تدريبا عاليا لرفع مستوى الحس واليقظة الأمنية لديها، فمدن ساحل حضرموت اليوم محصنة بنقاط ذات تجهيزات كبيرة عند مداخل ومخارج كل مدينة للقيام بمهامها في عملية التفتيش، وملاحقة المخربين والعصابات الإرهابية، وبالفعل نجحت تلك النقاط في كشف الكثير من الخلايا الإرهابية والمعدات والأدوات المناط تنفيذها بساحل حضرموت، حيث تم ضبط عدة أفراد من التنظيمات الإرهابية وهم في مسرح الجريمة بعدد من الفنادق والشعاب والأماكن الغير مأهولة بالسكان، وخاصة الوديان والشعاب والقرى النائية التي تجد فيها التنظيمات الإرهابية ضالتها، ولم تتوقع الأجهزة الأمنية بكل هذه النموذجية والحس الأمني التي تم كشفهم فيه”.
مشيراً إلى أنه ولأول مرة في حضرموت تشارك المرأة الحضرمية في حماية أرضها من خلال الانخراط في السلك العسكري والأمني ضمن قوات المنطقة العسكرية الثانية، فوجود المرأة مهم جداً لإنهاء الإجراءات الأمنية المتعلقة بالنساء.
الرئيس هادي
وأكد أن هذه الانتصارات والإنجازات والاستقرار الأمني تقف خلفه قيادة حكيمة ممثلة في المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واللواء الركن/ فرج سالمين البحسني محافظ المحافظة، قائد المنطقة العسكرية الثانية، والذي يحرص دائما على تطوير الأجهزة العسكرية والأمنية إلى المستوى الذي نشاهده اليوم، وتتمتع به حضرموت، وكذا الدعم المتميز من قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذين ضحوا بالرجال والمال للمساهمة في تحرير حضرموت من عهد الظلام والفوضى.
محاربة الإرهاب
وعن دور المنطقة العسكرية الثانية في تجفيف منابع الإرهاب بحضرموت، وقطع دابر قوى الشر، وتأمين عاصمة المحافظة يقول العميد المعاري: “إن الدور الذي قامت به قوات المنطقة العسكرية الثانية منذ تأسيسها في محاربة الإرهاب، هو دور مشهود ومميز شهد له القاصي والداني، وأصبحت قواته محط إعجاب وتقدير العالم أجمع، وهو الأمر الذي جعل حضرموت محل اهتمام إقليمي ودولي، خصوصا في ملف مكافحة الإرهاب، ولعل زيارة السفير الأمريكي باليمن كريستوفر هنزل إلى حضرموت ولقائه بالقائد البحسني، وإشادته بتجربة حضرموت في مكافحة الإرهاب لهو خير دليل على هذا الاهتمام والإعجاب العالمي، وكذا ما نشاهده اليوم من طلبات المنظمات الدولية لفتح مكاتب لها في حضرموت وزيارات الوفود الدولية من إعلاميين وصحفيين وناشطين، كلها شواهد على نجاح حضرموت في القضاء على الإرهاب، وفتح ذراعيها للعالم أجمع”.
معارك فاصلة
وفي سؤال عن أهم الانتصارات التي حققتها قوات المنطقة العسكرية الثانية في معركتها ضد الجماعات الإرهابية قال المعاري: “أولا معركة تحرير ساحل حضرموت من التنظيمات الإرهابية في الرابع والعشرين من شهر أبريل عام 2016م، وهي ذكرى خالدة تحتفل بها حضرموت كل عام فرحاً بالانتصارات وتقديراً وترحماً على الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم غالية في هذه المعركة الخالدة، ولعل المعركة التي دارت رحاها في منطقة العيون كانت هي الحاسمة في كسر شوكة التنظيم الإرهابي، حيث تم قتل المئات من العناصر الإرهابية، مما زرع الرعب في قيادة التنظيم في المكلا، وجعلهم يفرون كالجرذان لا يولون على شيء، تلك المعركة سقط فيها شهداء أبطال ومواطنون أبرياء، ودمرت البنية التحتية لمنطقة العيون بسبب احتماء الإرهابيين بالمدنيين، واستخدام المنطقة كحماية لهم، ولكن كان للمواطنين موقفاً مشرفاً بوقوفهم مع قوات النخبة الحضرمية، وقتال تلك العناصر وطردهم من المنطقة إلى الأودية التي سهلت للطيران عملية تصفية تلك العناصر الفارة لتدخل قوات المنطقة العسكرية الثانية مدينة المكلا من ثلاثة محاور في معركة خلدها التاريخ، وتجربة يجب الاستفادة منها في العلوم العسكرية، خصوصا في مباغتة العدو من عدة محاور، واستخدام عنصر المفاجأة والتقدم بدون توقف حتى تحقيق النصر، وكان القائد اللواء الركن فرج سالمين البحسني هو المخطط والقائد لهذه المعركة البطولية بمعية طيران التحالف”.
عملية الفيصل
ويستطرد العميد المعاري في سرد قصص الانتصارات والبطولات التي تحققت على يد قوات المنطقة العسكرية الثانية قائلا: “نصر آخر من انتصارات قواتنا الباسلة في وادي المسيني غرب مدينة المكلا، والذي اتخذه التنظيم وكراً لتنفيذ عملياته الإرهابية ضد الابرياء، حيث تم إطباق الحصار على وادي المسيني من ثلاثة محاور في السابع عشر من فبراير 2018م، وبعدها انطلقت عملية الفيصل بغطاء جوي من طيران التحالف، وبعد يومين تمت السيطرة بالكامل على وادي المسيني، وتم الإعلان عن تطهيره وتحريره من العناصر الإرهابية بمقتل، وأسر العشرات لتصبح المكلا آمنة من الجهة الغربية”.
عملية الجبال السود
ويواصل حديثه بان “وهناك عملية نوعية أطلق عليها الجبال السود، والتي انطلقت في الثامن والعشرين من أبريل 2018م بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي استهدفت ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في المناطق الشمالية والغربية لمحافظة حضرموت، حيث بدأت العملية بانتشار واسع في المناطق التي تتبع مديريات دوعن والضليعة وحجر ويبعث بعد رصد تجمعات وتحركات لعناصر التنظيم الإرهابي التي لجأت إلى هذه المناطق بعد تطهير مناطق ساحل حضرموت منهم، وانتهت ببسط قوات المنطقة العسكرية الثانية سيطرتها على تلك المناطق، وتأمين الجهة الشمالية والغربية من العناصر الإرهابية”.
مضيفاً: “وكذلك عملية القبضة الحديدية في مديرية يبعث أطلقتها قيادة المنطقة العسكرية الثانية في الثامن والعشرين من نوفمبر 2018م، عملية بإسناد من قبل قيادة التحالف العربي لتوسيع الانتشار العسكري في مديرية يبعث غرب المكلا، ولإحكام القبضة الأمنية على مديريات ساحل حضرموت، وانتهت تلك العملية بسيطرة قوات المنطقة العسكرية الثانية على آخر معاقل التنظيم الإرهابي في المرتفعات الجبلية لمحافظة حضرموت.. تلك الانتصارات كان ثمنها المئات من الدماء الزكية الطاهرة بذلت من أجل أن ننعم بهذا الأمن والاستقرار، فواجبنا الدعاء لهم، وتقديم الرعاية المناسبة لذويهم، فالشهداء أحياء في قلوبنا، فالرحمة والسكينة على أولئك الأبطال”.
شواهد
وعن تقييمه للأوضاع الأمنية والعسكرية والمدنية في المحافظة بعد مرور أربع سنوات على تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب يقول العميد الركن المعاري: “بعد النجاحات الأمنية والعسكرية الكبيرة التي حققتها قواتنا الباسلة، أصبحت محافظة حضرموت نموذجا للسلم والأمن المجتمعي، وأصبحت المكان المناسب لقيام الفعاليات والمناسبات نظرا للاستقرار الأمني الذي تنعم به حضرموت اليوم في ظل قيادتنا الحكيمة، حيث أصبح من المعتاد واليومي رؤية قيام المشاريع الاستثمارية في حضرموت، وتدفق المستثمرين بشكل مستمر إلى المحافظة، بالإضافة إلى قيام المناسبات والمنافسات مثل الدوري الوطني التنشيطي، والذي توج به نادي شعب حضرموت، وكذا بطولة الملاكمة العالمية العربية ومهرجان المسرح الوطني الثاني، وتخريج الدفعات الأمنية من كلية الشرطة بحضرموت، كلها شواهد وإنجازات تدل على نجاح عظمة الانتصارات التي حققتها المنطقة العسكرية الثانية”.