أعربت مصادر سياسية يمنية عن قلقها من سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف، معتبرة أنها تمثل رسائل سياسية موجهة للتحالف العربي.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن سيطرة الحوثيين على الجوف تعكس حالة الإحباط المسيطرة على مكونات الشرعية اليمنية والتي تتزايد بوضوح الآن، فيما تصاعدت تداعيات الاستقالات التي تضرب حركة النهضة التونسية، وسط أجواء متزايدة من التوتر الحاصل بالحركة.
وفي التفاصيل، اعتبرت مصادر سياسية يمنية حديث مستشار الرئيس اليمني ورئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر حول النتائج المترتبة على سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف بمثابة رسائل سياسية موجهة للتحالف العربي، وتعبير عن حالة الإحباط في مكونات الشرعية اليمنية.
وقالت المصادر وفقاً لصحيفة العرب اللندنية، أن هذه التصريحات تمثل محاولة مبكرة لإبراء الذمة من التطورات المترتبة على فشل الشرعية ومؤسساتها في إدارة الملفين السياسي والعسكري ومحاولة تحميل التحالف مسؤولية الإخفاق في استعادة الدولة اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية.
واعتبر بن دغر أن سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على محافظة الجوف أمر بالغ الأهمية بالنسبة لسمتقبل الحكومة الشرعية في اليمن. ونبهت الصحيفة إلى اتهام سياسيين وناشطين وإعلاميين تابعين لجماعة الإخوان التحالف العربي بالتسبب في انهيار الجبهات، ووقف الدعم بصورة تؤثرة سلباً على استقرار اليمن.
وفي ذات الوقت حمّلت مكونات سياسية يمنية أخرى قيادة الشرعية وجماعة الإخوان المسؤولية عن تفكيك الجبهات والانشغال في استكمال سياسة الاستحواذ وإقصاء المكونات الأخرى واختطاف القرار السياسي للشرعية وتكريسها لخدمة الأجندة القطرية بالنهاية.
قبائل اليمن
من جهتها نقلت صحيفة الرياض السعودية تجديد القبائل اليمنية في مأرب والجوف عزمها على مواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران، واستعادة كافة المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلال الميليشيات وتطهير اليمن من الوجود الإيراني، وقالت صحيفة الرياض السعودية أن الوجود اليمني دعم الانقلاب الدموي على السلطة الشرعية وخلّف خراباً واسعاً في البلاد وبنيتها الاقتصادية والاجتماعية عبر أذرعه الإرهابية.
ورصدت الصحيفة جانباً من جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي بحق مشايخ وأعيان القبائل اليمنية بمن فيهم الذين ساندوا الانقلاب، الأمر الذي أدى لثورة غضب من هؤلاء المشايخ ضد إيران وميليشيات الحوثي.
وكشفت الصحيفة أن ميليشيات الحوثي قامت خلال العام الماضي بتصفية أكثر من 15 شيخاً قبلياً بارزاً فضلاً عن تعرض أكثر من 40 شيخاً قبليا لانتهاكات متنوعة شملت اختطاف وإخفاء ومداهمة منازل وإقامة جبرية ومصادرة ممتلكات وتجريد من “الزعامة القبلية والمكانة الاجتماعية” بمجرد الاكتفاء منهم واستبدالهم بشخصيات منحدرة من السلالة التي ينتمي إليها زعيم الميليشيات الحوثية.
أزمة النهضة
وعلى الصعيد التونسي، أثارت الاستقالة التي تقدم بها القيادي البارز في حركة النهضة الإخوانية عبد الحميد الجلاصي، ردود فعل بارزة على الساحة السياسية بالبلاد، وقال موقع اندبندنت عربية إن استقالة الجلاصي تمثل خطوة كبيرة خاصة وأنه من جيل المؤسسين الذي قضّى حوالى أربعين سنة في الحركة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الخطوة.
وقال المحلل السياسي وليد لوقيني، في حديث مع الموقع إنّ الاستقالات أمر متوقع بالنظر إلى الصراعات داخل الحركة، إلى جانب تراجع الجسم الانتخابي للحركة، ويرجّح لوقيني أن تظهر إلى العلن استقالات أخرى، مشيراً إلى أن حكم الشخص الواحد وهو راشد الغنوشي، ولمدة خمسين سنة يجعل مستقبل الحزب على المحك.
وبخصوص الانقسامات داخل الحزب يتوقع لوقيني أن تبرز فروع جديدة، لكن من الصّعب القول بالانقسام، وعن مستقبل الحركة، قال الموقع إن كل الاحتمالات واردة إزاء مستقبل الحزب الذي تنتظره رهانات مصيرية، في حال انعقاد مؤتمره الحادي عشر هذه السنة. وهو ما يستبعده قادة بارزون في الحركة، نظراً لعدم جاهزية الحزب لهذا الحدث المفصلي في تاريخه.
خلافات
بدورها قالت صحيفة “الصريح” التونسية، إن استقالة الجلاصي تعكس عمق الخلافات داخل حركة النهضة بين شق مساند لتوجهات وقرارات رئيس الحركة راشد الغنوشي، وشق رافض لهذه التوجهات والخيارات ويعتبرها مفروضة فرضاً دون أي نقاش حر ودون اتخاذ القرارات بصفة ديمقراطية.
وأضافت أن “هذه الخلافات داخل المطبخ النهضوي طفت على السطح الآن بعد أن تم تشكيل الحكومة أو تقسيم الكعكة كما تفيد بعض المصادر، ويبدو أن القياديين الذين يعتبرون أنفسهم “ظُلموا” في مسألة تقاسم المواقع والمراكز والمسؤوليات في الدولة قد يتجهون نحو باب الخروج من النهضة تحت مسميات شتى”.
وتوقعت مصادر سياسية حصول موجة جديدة من الاستقالات القادمة أيضا بالحركة، كاشفة أن عبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة قدم استقالته منذ فترة وهي مطروحة على طاولة رئيس الحركة راشد الغنوشي.