يخشى الطلاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، على مستقبلهم ويقول الطالب“عمر أمين” (21عاما) الذي يدرس انه يخشي بعد سيطرة الحوثيين على الجامعة مؤخرًا، وتغيير إداراتها بأكاديميين تابعيين لمليشيا الحوثي. هذا الإجراء الجديد – الغير قانوني – سيربك العملية التعليمية، وحالة من الترقب إلى أين ستسير الأمور خلال الأيام القادمة.
فمنذ مطلع العام الجاري 2020، بدأ الحوثيون إجراءات حاسمة نحو الاستحواذ الكلي على الجامعة والمستشفى التابع لها بصنعاء، يأتي ذلك بعد خمس سنوات من الابتزاز، وسبقها محاولات السيطرة بطرق قانونية شكلية. فإجراءات التقاضي بين الجامعة وقيادات الحوثيين في المحاكم – الممتدة لشهور طويلة – لم تصل إلى طريق، وكانت الطريقة التعسفية هي الحل الأمثل والأسرع بالنسبة للحوثيين.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، يجثم على موظفي الجامعة والمستشفى كابوس “فقدان أعمالهم” إذا ما استمرار الحوثيون بالاستحواذ على الإدارات وتغيير الموظفين والسعي الحثيث للسيطرة الكاملة على المؤسسة التعليمية الخاصة الأكبر في البلد، في ظل توجه الحوثيين للسطو عليها كهدف رئيس، يبدو لا رجعة عنه.
كيف بدأت عملية الاستحواذ؟
عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014 واستيلائهم على كافة المؤسسات الحكومية، بدأت سلسلة الانتهاكات تطال جميع مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وكانت جامعة العلوم والتكنولوجيا والمستشفى التابع لها إحدى المؤسسات المستهدفة بشكل أساسي.
وقال مصدر في إدارة الجامعة: “إن الحوثيين سيطروا على مباني الجامعة عقب دخولهم صنعاء، ونهبوا جزء كبير من أثاثاها، ومن ثم تم التفاوض مع القيادات الحوثية وسلموها مقابل 20 مليون ريال، وخسائر بالملايين من المنهوبات”.
وأضاف في حديث خاص عندما بدا الحوثيون بالاستقرار في السيطرة على المؤسسات الحكومية، كنا نتعرض للاقتحام ما بين الحين والآخر أحيانًا بأوامر من قيادية وبعض الأحيان قيادات حوثية تتصرف بمزاج الابتزاز والحصول على الأموال.
ووفقا للمصدر:” تصاعدت إجراءات التضييق بشكل لافت مؤخرًا، حيث طلب من المستشفى والجامعة توظيف العشرات من الحوثيين من دون مؤهلات في إدارات مختلفة، بالإضافة إلى تسليم رواتب عشرات من مسلحيهم، علاوة على ذلك زيادة نسب الضرائب والاتاوات غير القانونية بشكل لا يطاق”.
السطو الكلي
منذ مطلع العام 2019 بدا الحوثيون حملات ممنهجة للسطو الكامل على المؤسسات الخاصة وكانت الإجراءات تسير نحو أن يصل الحوثيون إلى نقطة اللا عودة في إدارة تلك المؤسسات ومنها جامعة ومستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، حيث بدأت الميلشيات بفرض حارس قضائي، وصولًا إلى اختطاف رئيسها والاستحواذ على اداراتها مطلع العام الجاري.
وقال مصدر في رئاسة المستشفى: “إن الحوثيين يسيطرون على إدارة المستشفى والجامعة منذ نحو عام، حيث يمارس الحارس القضائي صلاحيته كاملة بالإشراف على كل التفاصيل الإدارية، وأحيانا يتجاوز مهمته المعلنة، ويريد التغيير في عمل الإدارة”.
وأضاف: ظلت الإدارة تتعامل مع كل التجاوزات لضمان استمرارية العمل، والتفاوض بشأن الخلافات مع الحوثيين الذين أحالوا علمية الاستحواذ الى القضاء، لكن كل الإجراءات كانت غير قانونية، ولم يكن أمامهم أي مبرر قانوي وتعاملوا بطريقتهم الميلشاوية.
في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، قام الحارس القضائي الحوثي للجامعة والمستشفى الذي يدعى صالح مسفر الشاعر، بتعيين عادل المتوكل رئيسًا للجامعة والمستشفى، وإبعاد أغلب القيادات الإدارية العليا، بعد يومين فقط من اختطاف رئيس الجامعة الدكتور حميد عقلان وإيداعه سجن الأمن السياسي.
وبعد أسبوع تم الافراج عن الدكتور “عقلان”، غير ان الحوثيين لم يستمروا طويلًا حتى عاودا اختطافه في 13 فبراير/ شباط الماضي، فيما سيبدون الأحد 1 مارس/ أذار الجاري، التحقيق معه ومحاكمته بدعوى التعاون مع العدوان.
وسبق أن صدر قرار من القضاء الذي يسيطر عليه الحوثيين بإبطال قرارات الحارس القضائي، .
وفي 16 فبراير/ شباط الماضي اختطف الحوثيون المحامي أحمد الورقي المستشار القانوني لجامعة العلوم والتكنولوجيا، على خلفية متابعته للإفراج عن رئيس الجامعة.
مصير الجامعة والمستشفى
تمسكت إدارة الجامعة – حسب بيان لها – بحقها القانوني والشرعي لاستعادتها وتعويض ما ترتب عليها من أضرار عبر القضاء المحلي أو غيره”. في إشارة لإمكانية اللجوء للمحاكم الدولية. وكشف البيان، عن استحواذ ميليشيات الحوثي على كامل ممتلكات ومرافق وحقوق الجامعة والمستشفى التابع لها.
وقال مصدر في الجامعة: “إن الحوثيين حالياً لم يستطيعوا الاستحواذ الكلي على أموال الجامعة ونظامها الإلكتروني الذي تم إغلاقه قبل أشهر من مصدر التحكم خارج البلاد، ويتم التعامل الإداري يدوياً حتى أن الرواتب تسلم من الإدارة المالية تقداً”.
وذكر المصدر ان الضغط الذي يجري الآن من قبل الحوثيين من خلال اختطاف رئيس الجامعة هو من أجل تسليمهم النظام المالي الالكتروني؛ لأن عملية استحواذهم لن تستمر بهذه الطريقة واذا ما استمروا على هذا الحال قد تنهار الجامعة والمستشفى ولن يستطيعوا فعل شيء.
ويسود القلق أوساط الطلاب والموظفين على مستقبلهم؛ في ظل تمسك الحوثيين بعملية السطو الغير قانونية والمصير المجهول الذي يمكن أن يصلوا إليه بسبب تلك الممارسات التي لا تكترث لمصير أحد.