نحتفل اليوم بمرور ثمان سنوات لتقلد فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي مهام رئاسة الجمهورية اليمنية في انتخابات توافقية حازت على إجماع اليمنيين بنسبة 99.8٪، في إطار الحلول السياسية التي قدمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية بعد الأحداث الجسام والمخاض العسير الذي مرت به اليمن عقب ثورة ١١ فبراير الشبابية السلمية.
لم يكن سهلاً أن تقنع الأطراف المتصارعة، على وقع الثورة، بترك التمترس والاقتتال وبناء الخنادق والذهاب نحو سباق انتخابي انتقالي يفضي إلى انتخابات رئاسية شاملة ودستور جديد وشكل حديث للدولة؛ ولكن بالإيمان الصادق والشجاعة المطلقة قبِل فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يتولى زمام هذه المهمة الصعبة، وأن يصبح ربان سفينة اليمن رغم الأمواج العاتية التي تحيط بها من كل اتجاه.
ذهب اليمنيون إلى مراكز الاقتراع في كل محافظات الجمهورية رغبة في المشاركة بصنع مستقبل مدني يليق باليمن ويمنع ذهابها نحو الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، فكانت النتيجة النهائية التي تجاوزت ستة ملايين ومئتي ألف صوت كما لم يسبق لأحد من الرؤساء أن ينالها أو يقترب منها.
قدِم فخامة الرئيس عبدربه منصور إلى القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء وهو يحمل في يديه مشروع البناء والرخاء، مشروع الدولة الاتحادية اليمنية المكونة من ستة أقاليم، لضمان الحقوق والواجبات المتساوية والعادلة لكل مواطني الجمهورية اليمنية.
تنفس الأحرار الصعداء بعد المراسم الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، فتوسعت مساحة الرأي والرأي الآخر، وحدثت طفرة في وسائل الإعلام، حيث شهدت تلك الفترة إطلاق عشرات القنوات الإذاعية والتلفزيونية والمواقع الإلكترونية والصحف الحزبية والسياسية والاقتصادية، فعادت رؤوس الأموال المهاجرة إلى اليمن، وبدأت عجلة التنمية والإنتاج تتحرك بشكل متسارع نحو المستقبل المشرق.
وبالتزامن، أشرف فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي إشرافاً مباشراً على مؤتمر الحوار الوطني الذي تشكّل من كل ألوان الطيف السياسي اليمني، وفئاته الاجتماعية. فأخذت المرأة نصيبها الوافر من هذه الاستحقاقات، والشباب أيضاً، وعاش اليمنيون فترة الوفاق بكل حب وترحاب، بل وتجاوزوا ماخلفته الأحداث التي أعقبت ثورة ١١ فبراير من عام ٢٠١١، فحل الإجماع مكان الفرقة والقبول مكان الأحقاد.
لقد عكست الفترة الانتقالية الإجماع السياسي والشعبي نحو مستقبل يحدوه الأمل بدولة جديدة وحياة أفضل، بفضل الدور المحوري الذي تقوده المملكة العربية السعودية عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ودعمها السخي للاقتصاد اليمني من الانهيار عبر دعم الوقود والمشتقات النفطية.
وفي الوقت الذي انشغل اليمنيون حكومة وشعبا بعجلة التنمية التي تتحرك نحو الأمام، لم يتوقعوا أن هناك من ينخر في السفينة بحقد دفين ما فتئ يفارق قلبه وبصره، ثلة قليلة باعت نفسها للشيطان، وأبدت للساسة واليمنيين نعومة الكلام، وهي تخفي في أحشائها قبح الكراهية والانتقام من الشعب اليمني، والجمهورية، والثورة، ورواد التغيير تحديداً بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، فكانت يدٌ تصافح وتحاور اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني، ويدٌ أخرى تنحر اليمنيين في دماج وصعدة وعمران وكشر وحجة.
ما إن توافق أعضاء الحوار الوطني على الدولة وشكلها ومستقبلها، حتى عمدت المليشيا الحوثية إلى القتل وقطع الطرقات وتدمير المساجد والمنازل على رؤوس ساكِنيها، ولم توقفها أعراف قبلية ولا دينية ولا أخلاقية ولا دبلوماسية، اقتحمت منازل خصومها، وشردت أهاليهم، وقتلت من يقف أمامها، ونال من ذلك كله فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي النصيب الأوفر من المعاناة والمطاردة.
لقد ساوت المليشيا الحوثية المتمردة في ظلمها وحقدها بين كل مكونات الشعب اليمني، أفراداً ومكونات سياسية ومدنية، والآن يحتم علينا جميعا أن نصطف في الضفة الأخرى لمواجهة مشروعها الكهنوتي الممول من إيران، تحت عنوان المواطنة، وفي ظل شرعية فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لاستعادة الدولة والجمهورية، وطرد الفكر الإيراني وحامليه من اليمن.