كشف تقرير ان سكان محخافظتي الحديده وتعز هم اكثر ضحايا الغام الحوثي التي زرعتها منذ الانقلاب وبلغت اكثر من مليون لغم
ووصل عدد الضحايا نتيجة الألغام في اليمن خلال أربع السنوات الماضية إلى أكثر من 300 شخص، وفقا لبعض السجلات الرسمية، فيما تؤكد تقديرات أخرى أن هذا الرقم أكبر بكثير نظرا للتعتيم الإعلامي الذي يفرضه الحوثي في المناطق التي يسيطر عليها، وأنه يصل إلى 3 أضعاف.
وتؤكد بعض التقديرات أن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي، منذ بدء الحرب، ما جعل اليمن «أكبر دولة ملغومة» منذ الحرب العالمية الثانية.
وثق مشروع برنامج (ACLED) الدولي، المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها، مقتل أكثر من 267 مدنيا على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تم الإبلاغ عنها منذ العام 2016 وحتى 2019، وهذا الرقم يشمل الأسماء المسجلة رسميا فقط، وتشير التقديرات إلى أن عدد المقتولين بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنيا، فضلا عن آلاف الجرحى.
بالإضافة إلى عدم وجود الأمن، فإن نشر الحوثي للألغام في مناطق كثيرة يضعف النشاط الاقتصادي في البلاد، إذ كثيرا ما تصيب الألغام الأرضية المزارعين والحيوانات التي تشكل مصدر الرزق الرئيسي للعديد من الأسر في المناطق الريفية. وهذا ما جعل ألغام الحوثي لا تستهدف الإنسان فقط بل إنها تستهدف الثروة الحيوانية بأنواعها الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على كثير من الأسر.
في البحر الأحمر دأب الحوثيون على زراعة ألغام بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين. ووفقا لبيانات ACLED، قتلت الألغام البحرية المرتجلة 13 صيادا على الأقل في عام 2018 وحده. وقال الموقع إن الاستخدام العشوائي للألغام والعبوات بدائية الصنع يسهم في معاناة المدنيين الأبرياء، بينما يشكل أيضا انتهاكا لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات المنصوص عليها في القانون الدولي.
فيما يستمر الحوثيون في نشر أسلحة القتل الخفية تحت الأرض وتحت الماء، فقد تصدرت محافظة الحديدة المحافظات اليمنية في أعداد القتلى من المدنيين الأبرياء، وذلك بمجموع 115 مدنيا قتلوا منذ يناير عام 2016، ثم تعز والجوف بـ 69 و23 قتيلا على التوالي، لكن الأمر المختلف بالنسبة لتعز فهو يتعلق باستمرار سقوط القتلى من المدنيين بسبب الألغاء المزروعة وذلك بشكل سنوي، وذلك نظرا لعدم قدرة الفرق المساندة على دخول مناطق الصراع ومحاولة نزع تلك الألغام المنتشرة بشكل كبير على حدود المحافظة.
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في تعز وحدها وصل إلى أكثر من 500 شخص، وذلك وفقا لتقرير لمنظمة «هيومان رايت ووتش» الذي ذكر أن ألغام الحوثيين دمرت تعز بالكامل وقتلت المئات من سكانها.