كتب حسين إيبيش في موقع “بلومبرغ”، حول الطريقة التي يتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعامل بها مع إيران، أن طهرن مقتنعة بأنها تربح المواجهة مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، معتبراً ان هذا الاقتناع سيؤدي بإيران إلى شن مزيد من الهجمات ضد جيرانها. ومن الضروري أن تصحح الولايات المتحدة وشركاءها سوء التفاهم هذا، وأن تستعيد الردع قبل أن يقع مزيد من الضرر.
وأضاف أن الرئيس ترامب يصر على أن ضبط النفس الذي تمارسه الولايات المتحدة “هو علامة قوة لا يفهمها بعض الناس”، لكن السناتور الأمريكي ليندسي غراهام يعتقد أن القيادة الإيرانية من المحتمل أن تفسر عدم حصول رد قوي على الهجمات على منشآت شركة آرامكو السعودية، على أنه علامة ضعف. وهذا الهجوم الذي أدى بشكل موقت إلى جعل نصف الإنتاج السعودي من النفط خارج الخدمة، يظهر أن إيران شعرت بالزخم الذي تتمتع به حيال نمور من ورق غير قادرين أو غير راغبين في خوض القتال في المقابل.
الطيش الاستراتيجي
وقبل أربعة أشهر، تخلت إيران عن السياسة القائمة على الصبر حيال حملة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب، وبدأت السعي إلى التخفيف من آثار العقوبات عبر أوروبا وتنفيذ هجمات محدودة ومحسوبة بدقة.
وتخلت إيران عن ذلك، ولجأت إلى سياسة الطيش الاستراتيجي، الذي سمته “المقاومة القصوى”، كأمل وحيد للحصول على متنفس من العقوبات الخانقة. إن إيران تقامر من خلال الدفع نحو أزمة شاملة يمكن أن تولد زخماً ديبلوماسياً يجبر أطرافاً أخرى- ولا سيما دولاً أوروبية وعربية وآسيوية على إرغام واشنطن على تخفيف الضغط عن طهران.
هجمات
وذكّر بأن إيران لجأت أول الأمر إلى استفزازات عبر هجمات على السفن، من خلال استخدام ألغام ضد ناقلات النفط أو السيطرة المباشرة عليها أو من خلال أفعال أخرى محدودة أنكرت التورط فيها.
وكان المقصود بهذه الممارسات إيجاد جو من الفوضى هدفه القول إنه إذا لم يكن في امكان إيران بيع نفطها “فإنه لن يتم تصدير أي نفط من الخليج”. وفي أي مرحلة من هذه المراحل لم يكن ثمة رد عسكري، على رغم أن طهران بدت مستعدة لضربات مؤلمة من صواريخ كروز ضد منشآتها العسكرية. لكن الضربات لم تحصل. وحتى عندما أسقطت إيران طائرة امريكية من دون طيار في 20 حزيران، ألغى ترامب ضربة عسكرية كانت مقررة.
العروض الدبلوماسية
وقال إنه عوض ذلك، راقبت طهران بدهشة سلسلة من التطورات الديبلوماسية التي اعتبرتها نجاحاً مذهلاً. فالرئيس ترامب كرر عروضاً للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين من دون شروط مسبقة. حتى أنه بدا منفتحاً على اقتراح فرنسي لمد إيران بقرض من 15 مليار دولار وأشكال أخرى من تخفيف العقوبات لتسهيل حصول اللقاء. وآخر المؤشرات كانت طرد الرئيس ترامب مستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون، الذي كانت ترى فيه طهران تجسيداً للتهديد العسكري. واخذاً في الحسبان هذه المعطيات رأت إيران أن ترامب لن يغامر بحرب ضدها قبل الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.
وانهي الكاتب إلى أنه يجب عدم السماح لإيران بتفسير هذا الهدوء علامة على الضعف. وعلى النظام في طهران أن يدرك أنه تجاوز الحدود وارتكب أخطاء، واستهلك الصبر الدولي وعرض نفسه لنهاية مريرة.