الهم تقرير حقوقي لمركز المعلومات والتاهيل لحقوق الانسان حول الحصار المفروض علي تعز رسام يمني الي تجسيد معاناة سكان تعز جراء هذا الحصار القاتل الذي تفرضه ل ميليشيات الحوثي الانقلابية،
وصف التقرير الذي تم اطلاقه ضمن حمله دوليه في مدينه جنيف علي هامش الدوره 42 للمجلس الدولي لحقوق الانسان الحصار بأنه ” أطول أنواع الحصار الذي تعرضت له المدن على مستوى العالم”، مؤكدا أن “حصار تعز من قبل الحوثيين سيدخل موسوعة الأرقام القياسية ضمن أطول أنواع الحصار الذي تعرضت له مدن في حروب مختلفة بعد حصار سراييفو وحصار غزة وحصار لينينغراد في الحرب العالمية الثانية”.
ووفق موقع العربيه نت نشر الفنان اليمني رشاد السامعي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عددا من الرسومات التي تحاكي واقع الحصار الذي يعيشه سكان مدينة تعز منذ خمسة أعوام، وسط صمت محلي ودولي كبير تجاه هذه المعاناة التي يرزح تحتها أكثر من ثلاثة ملايين مواطن.
وأطلق هذه الرسومات تحت عنوان “فكوا الحصار عن تعز.. الطريق حياة”، حيث نشرت بعضها في عدد من المواقع الإلكترونية اليمنية وعلى صفحته الشخصية في فيسبوك، وتناقلها كثير من الناشطين اليمنيين.
تحاكي هذه الرسومات، الطرق المحفوفة بمخاطر الموت والتي يواجهها المدنيون العابرون إلى مدينة تعز، لكسر الحصار المشدد الذي تفرضه ميليشيات الحوثي، وتحمل في طياتها رسائل عديدة عن فداحة هذا الحصار في تعطيل حياة المدنيين، فهناك أسر لا تبعد المسافة بينها سوى أقل من نصف ساعة بالسيارة بينما الحصار المفروض على المدينة يجعلها من 8 ساعات إلى 12 ساعة وربما أكثر، يضاف إليها عدم قدرة السيارات على التحرك إلا في أوقات محددة خلال النهار، ما يجعل الانتظار طويلاً ومخاطر السفر كثيرة وصمت العالم تجاه هذه المعاناة المستمرة منذ خمس سنوات أكثر فداحة.
موسوعة الأرقام القياسية
وتوصلت الحكومة الشرعية والحوثيون في مشاورات السويد المنعقدة في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة، إلى تفاهمات تقضي بفتح ممرات إنسانية إلى مدينة تعز، لكن الميليشيات ومنذ توقيع ما عرف بـ “اتفاق ستوكهولم” ترفض تنفيذ ذلك.
وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية مقرها تعز، وحاصل على الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، أكد في تقرير أن “حصار تعز من قبل الحوثيين سيدخل موسوعة الأرقام القياسية ضمن أطول أنواع الحصار الذي تعرضت له مدن في حروب مختلفة بعد حصار سراييفو وحصار غزة وحصار لينينغراد في الحرب العالمية الثانية”، لافتا إلى أن تعز منذ اجتياحها من قبل الحوثيين في 21 مارس 2015، تعاني من استمرار الحصار الخانق الذي يمنع حركة المواطنين وكل أنواع الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة.
مقتل أكثر من ستة آلاف مدني
ولا تتوقف معاناة المدينة عند الحصار فقط، فالقذائف والمجازر التي استهدفت المدينة غير قليلة، بحسب ما تؤكده تقارير محلية ودولية، حيث تشير إلى مقتل أكثر من ستة آلاف مدني وما يقارب 22 ألف جريح خلال الخمس سنوات الماضية، بجانب الدمار الكبير للممتلكات العامة والخاصة، والانتشار المخيف للألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في المرافق والطرقات العامة والمنازل، وتحصد بدورها أعدادا متزايدة من الضحايا المدنيين يوميا.
ونتيجة القصف المستمر والهستيري من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية تُعد مدينة تعز أكبر مدينة سقط فيها ضحايا مدنيون، حيث عمدت الميليشيات إلى إحكام حصار قاتل يمنع الغذاء والدواء وانتقال المواطنين ومصادرة كل أنواع الإغاثة واعتقال المواطنين العزل من أبناء مدينة تعز.
وكانت عدد من المنظمات الدولية اعلنت تضامنها مع مواطني مدينة تعز ، وتبنيها للتوصيات الواردة في التقرير الخاص حول “تعز قصف ممنهج”، والذي أطلقه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان،
وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، ، إن وفده عقد سلسلة لقاءات مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية وعرض فيها تفاصيل تقريره، الذي تضمن الانتهاكات الواسعة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين في محافظة تعز وفرض حصار مطبق على المدينة منذ 4 سنوات كامله مما يعد أطول حصار في التاريخ.
وأكد مدير المركز،، عرفات الرفيد، أن التقرير تضمن رصداً دقيقاً لانتهاكات تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية ارتكبت على يد ميليشيات الحوثي في تعز.
وأضاف أن تقرير الخبراء المعنيين باليمن تجاهل عن عمد الحصار على تعز كما تجاهل الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي ضد المواطنين العزل بالقصف المتعمد لمنازلهم والذي نتج عنه سقوط المئات من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال.
وتابع أن تعز “ثالث أكبر مدينة يمنية نالت جراء ذلك القصف النصيب الأعلى في عدد الضحايا المدنيين على مستوى اليمن، حيث تركز ميليشيا الحوثي المحاصرة للمدنية منذ أكثر من أربعة أعوام على استهداف كل ما هو حي في المحافظة عبر القصف والقنص وزراعة الألغام والعبوات الناسفة والتهجير والاختطاف والاعتقالات الجماعية وغيرها من وسائل الترهيب والقتل لتركيع المحافظة والسيطرة عليها”.
وبحسب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، فإن فريق الخبراء تجاهل ارتكاب ميليشيات الحوثي 73 مجزرة منذ مارس 2015 سقط فيها 135 قتيلاً بينهم 43 طفلا و17 امرأة وأصيب 278 مدنياً بينهم 101 طفل و23 امرأة.
وأفاد أن تقرير المركز الذي وزع في جنيف خطوة للفت نظر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية لما يحدث في تعز، وقد أوصى التقرير مجلس حقوق الإنسان باتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين من القصف الممنهج من قبل الحوثيين واتخاذ التدابير اللازمة لإيقافها.
كما طالب مجلس الأمن بتطبيق قراراته بحق اليمن وأهمها القرار 2216 وملاحقة كل من ثبت ارتكابهم انتهاكات تجاه المدنيين وقصف المدن والأحياء السكنية بشكل مباشر.