في وقت مبكر من العام 1906, نشأت فكرة تنفيذ مشروع بناء خط سكة حديد متواضع جداً, تقدم بها الحاكم السياسي (الجنرال دي بريت)،حيث كانت الخطة تتركز في بناء خط من عدن إلى الضالع,
ولكنه كان قيد النظر لفترة من الوقت نظراً لصعوبة التمويل. وفي العام 1913 أرسل الحاكم السياسي لعدن (هارولد جاكوب) خطابا إلى حكومة بومباي بالهند جدد فيها هذا الاقتراح لأغراض عدة، أهمها تسهيل تحركات القوات العسكرية البريطانية، والتقليل من نزوح العاملين لدى الإدارة البريطانية إلى منطقة الشيخ عثمان التي كانت قريبة من مصادر المياه، بالإضافة إلى الحد من الأعداد الكبيرة للحيوانات كالجمال والبغال التي تنقل الأمراض، وتؤدي إلى نوع من الزحام.
وبعدها بفترة وجيزة حاز رجل الأعمال الفارسي في ذلك الوقت, قهوجي دنشاو أيدن والا (Cowasjee Aden Walla Dinshaw), حاز قهوجي على حق الامتياز لبناء وتشغيل 120 كيلو متر من خط السكة الحديد المقترحة من عدن إلى الضالع. وبعد مفاوضات ناجحة تم الاتفاق مع سلطان لحج, والذي سوف يتقاضي عمولة وقدرها 4% من الأرباح على الخط, إضافة إلى بنس واحد على كل متر مربع أخذت من المنطقة لبناء الخط.
كانت #المرحلةالأولى من بناء خط السكة الحديد وقدرها 60 كيلو متر, لتتوسع بعدها من عدن إلى نوب الدُكيم ومع ذلك ولسبب ما لم ينجح المشروع.
بعد بضعة سنوات, وفي العام 1915م, طلب قائد الهندسة الملكية الأذن لبناء خط سكة حديد متواضع من عدن إلى الشيخ عثمان, لتزويد القوات البريطانية, ولتوفير طرق سريعة وفعالة لنقل القوات والمعدات لخطوط الدفاعات التابع للجيش البريطاني في #الشيخ_عثمان.
وأستخدم لاحقاً لنقل الركاب, الحشيش, الفحم, الخضروات الخضراء, البطاط والجلود, مع النية لتوسيعها إلى #لحج بعد عودتها إلى أيدي البريطانيين. وأيضاً أُستخدم الخط لنقل كميات كبيرة من #المياه لمواقع الجيش في الشيخ عثمان,
والمكونة من القوات المتحركة من سلاح الفرسان والجمال. ولنقل المياه توسع الخط في العام 1920م إلى حدائق الحسيني, والتي تقع على بعد 13 كيلو متر شمال لحج.
أعطيت الموافقة وتم بناء خط السكة الحديد العسكرية من قبل المهندسين الملكيين التابع للجيش البريطاني.
وتم الانتهاء من العمل في خط السكة الحديد الجديدة في شهر ديسمبر. وفي العام 1919م,
وافقت #حكومة_عدن على عملية التوسعة لذلك الخط إلى لحج,
وكان الخط بمساحة 46.3 كيلو متر وكان متوفر لحركة المواطنين العامة.
وفي العام 1922م, عندما كانت #عدن في ذلك الوقت تحت سيطرة بومباي كجزء من الإمبراطورية البريطانية,
كانت إمدادات مواد البناء الخاص بالسكة الحديد مصدرها بومباي, وبالتحديد من شركة (Baroda & Central India Railway) وشركة: ((Eastern Bengal Railway. كان يتم تشغيل النظام العربي بواسطة للسكة من شمال غرب الهند, بواسطة أحد موظفيها والذي تم تعينه المهندس المسئول لتسير أعمال ذلك الخط.
وكان #القطار في ذلك الوقت من عشر عربات للركاب،
سعة كل عربة ستون شخصاً,
بالأضافة إلى أربعين عربة نقل، وتصل إلى ستين عربة تلحق بها عند الضرورة،
وقد كانت مدينة #المعلا هي المحطة الأولى لانطلاق القطار، وعلى وجه التحديد البقعة التي يقع فيها مركز الشرطة (الشوكي) والدفاع المدني (المطافي) حاليا،
ومن حارة معروفة في المعلا حتى الآن تحمل اسم (حافة #الريل( Real way وتعني سكة الحديد،
ومن ثم يمر بالشارع الرئيسي ومعلا دكة مارا بالطريق الحالية المؤدية إلى مدينة خورمكسر، وبموقع مدرج مطار عدن الدولي حاليا حتى الشيخ عثمان،
ويواصل سيره إلى مناطق دار سعد وبئر ناصر ثم منطقة صبر حتى الخداد بلحج, فالحبيلين آخر موقف له.
وقد كانت #أجرةركوب_القطار
من المعلا إلى الشيخ عثمان 3 آنات أو عانات،
ومن المعلا إلى لحج نصف روبية، أي ثمان عانات.
مبنى الركاب في المعلا ضم أيضا فرع مكتب بريد المعلا, والذي أفتتح في العام 1922م,
وأغلق مكتب البريد بعد سبع سنوات وفي وقت واحد مع #إغلاق خط السكة الحديد في العام 1929م,
وكانت السكة الحديد حتى ذلك الوقت تعمل على نقل الرسائل.
ونظراً لكلفة التشغيل والصيانة الباهظة للقطار والسكة الحديد,
حيث كانت الكلفة الإجمالية منذ بداية المشروع من العام 1913م, حتى 31مارس1920م, بما مقداره 41707 ألف جنيه إسترليني,
وبالتالي أقفل الخط في العام 1929م, وتم تفكيكه في العام 1930م. وبهذا نأتي إلى ختام التعريف بأحد أهم الإنجازات التي تحققت في عدن أبان الحقبة التاريخية الذهبية من #تاريخ_عدن