على تراب الوطن الطاهر، في رحاب عبق التاريخ والحضارة، في حاضرة الداخل الحضرمي، الأمل والازدهار يعقد البرلمان اليمني أولى جلساته، بنصابه القانوني الكامل، بل وبالأغلبية الساحقة، بعد سنوات من الشتات أفرزها الانقلاب الحوثي المشؤوم على الوطن وطموحات وآمال أبنائه في الــ21 من سبتمبر 2014م، ليشكل هذا الانعقاد التاريخي نقلة نوعية مفصلية في معركة الشعب اليمني وكل قواه الوطنية الحية من أجل استعادة كامل مؤسسات وسلطات الدولة وشرعيتها، كما سيشكل بالنسبة للانقلابيين “لطمة بين العيون” لا شك أنها ستزيد من جنونهم وتخبطهم وفقدان بصيرتهم أكثر وأكثر، وأنها بالمقابل ستعزز ثقة الشعب والجيش الوطني معاً في الدولة ورمزها الأكبر المناضل الجسور المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي نجح ببراعة ووطنية صادقة منذ اللحظات الأولى في إفشال مخططات الانقلابيين الحوثيين باعتبارهم أداة تنفيذية للمشروع التوسعي الإجرامي الفارسي، وكذلك إفشال مشروعهم الخاص المتمثل في إفراغ النظام الجمهوري من محتواه الوطني الثوري الديمقراطي العادل واستبداله بنظام ولاية الفقيه الذي يستميت نظام الملالي في طهران في سبيل إحلاله محل الأنظمة السياسية الوطنية، لا في اليمن وحدها فقط، ولكن في المحيط الاقليمي وبعده العربي في مراحل تالية.
أن انعقاد البرلمان الذي دعا إليه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بالقرار الجمهوري رقم (55) وتاريخ 10/4/2019م سيكون له، بدون شك العديد من النتائج الإيجابية على مستويات عديدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكرياَ، وهنا مربط الفرس.
فتجدد وتعزيز الثقة والمصداقية بين الشعب بكامل ألوان طيفه وقواه الحية وبين الدولة بكامل مؤسساتها ورموزها وفي المقدمة منهم رأس الهرم الوطني رئيس الدولة، أمر غاية في الأهمية يستلزم بوعي وفطنة عالية تجسيده ليصبح عملاً يمشي على الأرض وواقعا يلمسه كل ذي أمل وطموح في استعادة الحالة السوية في وطننا الحبيب.
أن البرلمان اليمني المنتخب، بغض النظر عن عمره الطويل، هو الآن الجامع الأكبر لليمنيين، والمستند الأقوى للشرعية الوطنية والمعول على وعي أعضائه بخطورة المرحلة ودوره المفصلي فيها ليتجاوز الوطن محنته التي فرضها الانقلابيون الحوثيون، وهو أي البرلمان القوة النوعية الفاعلة الممثلة للإرادة الحقيقية التي ستعبر بها الوطن إلى شاطئ الأمان.
أن انعقاد البرلمان اليمني فوق تراب الوطن الطاهر، بعين رئيس الدولة الشرعي الذي استمد شرعيته من المواطن، وبحضور عربي ودولي، لهو أمر يبعث على الكثير من الآمال في قادم افضل، أكثر أمناً وحرية، وديمقراطية وعدالة في ظل الدولة الوطنية المدنية الاتحادية الحديثة، دولة الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة ولا شك أنه إيذان بزوال ليل الحوثيين حالك الظلام وانبلاج الصبح اليماني البهيج.