تواصل الحرب المفروضة على محافظة تعز اشتعالها، في عدد من المناطق والقرى والأحياء السكانية.
وفي خضم الأحداث المتسارعة في تعز، يسدل الحرب على هذه المحافظة أربعة أعوامٍ كاملة من الحرب والجحيم والتشظي الذي عاشته، وتجرع أبنائها بسببه صنوف كثيرة من المعاناة.
وإزاء هذه التطورات، يصدر ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، تقريره الجديد، للربع الأول من العام الجاري 2019، والذي يتضمن أرقاماً واحصائيات رصدها عن الوضع الإنساني الذي تعيشه المحافظة، وهي تحارب من أجل البقاء والعيش.
ويؤكد تقرير الائتلاف أن 51 أسرة فقدت عائلها، فيما تعرض 32 شخص كانوا يعولون أسرهم للإصابة.
وقال التقرير، بأن 6 أطفال و6 نساء و 10 شبان قتلوا خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما أصيب 15 طفل و 5 نساء خلال المدة ذاتها.
مسجلاً في الوقت ذاته أعداداً جديدة في قائمة اليتامى الذين خلفتهم هذه الحرب، حيث بلغ عددهم هذه المرة 148 شخص.
وأشار التقرير الجديد إلى أن إجمالي الممتلكات العامة والخاصة التي تعرضت للتضرر والإتلاف جراء استمرار الحرب، بلغت 33 منشأة وممتلكات عامة وخاصة.
وعلى الصعيد الصحي، فقد عاود وباء الكوليرا انتشاره مجدداً في المحافظة، بعد أشهر من التوقف، ولكن هذه المرة بوتيرة أعلى وأسرع من السابقة، وخلَّف وراءه عدداً كبيراً من الوفيات والمصابين.
ووصل إجمالي الحالات التي استقبلتها مستشفيات المحافظة خلال الربع الأول من العام 2019، عدد 6209 مصاب، في حين توفي منهم 28 شخص جراء إصاباتهم بالكوليرا.
وبالنظر إلى كمية عدد الحالات المصابة التي استقبلتها مستشفيات المحافظة ومراكزها الصحية، نجد أن الوباء توسع بشكل أكبر خلال الثلاثة الأسابيع الأخيرة من المدة التي يغطيها التقرير، مقارنة بالفترة السابقة.
بيْدَ أن التدخلات الإنسانية والطبية التي نفذها الائتلاف وشركاؤه والعاملين في المجال الإنساني للحد من توسع هذا الوباء كانت متواضعة مقارنة بالدعم المقدم للمحافظة، خاصةً مع توسع الانتشار وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات.
في الوقت ذاته تؤكد الجهات الصحية بالمحافظة، أن قدرتها على استمرار استقبال حالات الكوليرا باتت تواجهها صعوبات ومشاكل كثيرة، يتمثل أبرزها في عجزها عن استقبال هذه الأعداد الكبيرة، وإجراء الفحوصات اللازمة لها، وعلاج الحالات المصابة، عوضاً عن الحالات المتوفية.
إن ائتلاف الإغاثة الإنسانية وهو يطالع هذه الكارثة الصحية التي عاودت النيل من أبناء المحافظة، فإنه يجدد مناشدته لكافة المنظمات العاملة في المجال الصحي “المحلية والدولية”، سرعة إمداد مستشفيات محافظة تعز بالأدوية والمستلزمات الخاصة بمكافحة هذا الوباء، وتقديم مشاريع التوعية والوقاية.