أروى عثمان
إلى: الأبطال الإلهيين الذين يحتلون المدارس ” حزب الإصلاح / السلفية الجهادية / حوثية الحق الإلهي ووو..الخ ” ..
**
عاد الأستاذ أحمد محمد نعمان من جولته الأوروبية في بداية الستينيات يحمل كتاباً ” التعليم في روسيا” ، وكيف قضت روسيا على الأمية حتى في ظل حروبها مع هتلر ، كان التعليم ضرورة حياتية ..
كان النعمان متحمساً لثورة التعليم في اليمن بعد الكثير من الإحباطات ، ووصل إلى قناعة بأن المعركة الحقيقة هي المعركة ضد الجهل ، والتعليم بإنشاء المدارس لكل الأجيال من الروضة وحتى الجامعة ، وهو العلاج الناجع للحاضر والمستقبل لكل اليمنيين.
وعندما كان يرى مواليد الشمال الذين يقيمون في عدن ويمنع دخولهم المدارس الحكومية في ظل الإستعمار البريطاني .. في عدن طرح الأستاذ فكرة التعليم بقوة ، وضرورة بناء كلية لكل المراحل التعليمية ، ثم بدأ بجمع التبرعات بعد أن أقنع بعض الثوار بفكرة القضاء على الجهل بالتعليم وأن مستقبل اليمن بالتعليم والمعرفة .. لكن الأغلبية من الثوار كانوا ينظرون إليه بحيرة فما الذي غير الأستاذ وأصبحت أولويته التعليم والكلية وبناء المدارس والقضاء على الأمية وو ، بدلاً عن الثورة والقضاء على حكم الأئمة .. لقد كانوا ينتظرون منه أن يأتي من الخارج ثائراً خصوصاً وهناك مشروع ثورة بانتظاره ” ثورة خولان ” للقضاء على الإمامة وضرورة مناصرة الأستاذ لها ودعمها بالتبرعات لتبدأ بالزحف والإنتصار . وبدأت تقاد حملة شرسة ثورية ضده ، وأن الثورة للقضاء على الإمامة ، لها الأسبقية عن الكلية والتعليم ..
وكان ، كلما أشتدت الحرب الضروس عليه وعلى حملة مشروع الكلية والتعليم ، تمسك هو ورفاقه أكثر بثورة التعليم والكلية .. وبجهد حثيث جمعوا التبرعات لبناء الكلية بعد أن أعطتهم الحكومة قطعة أرض لبناء الصرح العلمي ” كلية بلقيس”.
كانت “ثورة خولان” وحشود المشائخ والقبائل قد هربوا من خولان إلى بيحان ، ومطلبهم : ” أربعون ألف ريال ” ماريا تريزا للبدء بالزحف نحو صنعاء , وأن يشرع الأستاذ النعمان والثوار ببدء جمع التبرعات لهم للزحف والقضاء على الإمامة والإنتصار وو..الخ.
كانت رؤية الأستاذ النعمان ، إن المشائخ والقبائل أن أرادوا الثورة كانوا يقومون بها من خولان ، ما الذي يجعلهم يثورون من بيحان ؟! ولذا لم يتحمس لثورة خولان وجعل كلية بلقيس هي الثورة الحقيقة للإنتصار للمستقبل ..
“التعليم أم ثورة خولان” ، أنشق الصف الثوري بين مؤيد لكلية بلقيس ورافض لها فالثورة أهم ، ووقف في الطرف الثوري المناهض للكلية الأستاذ الزبيري والفسيل وو..الخ ووصل الأمر إلى القطيعة بين الزبيري والنعمان .. وكانت ” مأساة واق الواق “مترجمة لهذه الإشكالية .
في 16 أكتوبر1961م كان اليوم الوطني ل” كلية بلقيس ” لتحتضن المئات من الطلاب والطالبات .. بل ولم يقف الأستاذ النعمان ورفاقه من الثوار بهذا الإنجاز بل كان حلم التوسع للكلية إلى أقسام علمية أخرى ، خصوصاً بعد أن دعمت حكومة العراق بالمنح الدراسية وإيفاد بعض المدرسين ، وكذلك بعض الدول ..
وبرغم الحرب الضروس التي شنت ضد الأستاذ النعمان من قبل رفاق الثورة ، ثم طرد حكومة الإحتلال له من عدن .. لكنه ظل متمسكاً بمشروع ثورة التعليم والحسم به وبالمعرفة ..
ورأينا لعقود من الزمن وحتى اليوم مئات الآلآف من الطلبة والطالبات يتخرجون من كلية بلقيس .. بل وتخرجت منها النخب الأكاديمية والفنية والسياسية والإقتصادية الذين يشار لهم بالبنان في اليمن وخارج اليمن .. أما ثورة خولان والمشائخ والقبائل ، مازالت تحرث بأولادها وأطفالها في معارك الجهاديات والكربلائيات وقرابين الشهادة ، وتدعو كل ساعة للنكف والنفير والمحداعش ، والعيب الأسود والأحمر وكل الألوان وتصطف مع من يدفع ومن له الغلبة ، وبلمح البصر تغير مواقفها بحسب المصلحة ، فهي الدولة والدستور والبنك والبرلمان والحياة المجتمعية والديا والآخرة كلها داخل “خُرج” وصندقة دويلة مصلحة شئون القبائل ..
والنتيجة كل هذه الحرب والحصار والكوليرا ، والمقابر المبلطة بجثث أولادنا شباب وأطفال القبائل ، بزعامة شيخ مشايخ القبيلة العسرة التي تعتمر القصور ولا تبني مدرسة .
السلام على رواد الحرية والتنوير الأستاذ أحمد محمد النعمان ، وعبدالقادر علوان ، وعبد الصمد مطهر ، وعبد الرحمن عبد الرب ، وعبد الملك سعد ، وشمسان عون ، سلام علي ثابت ، وأحمد حيدرة ثابت ، ومحمد علي المقطري وحسين الحبيشي عميد كلية بلقيس والأستاذ محمد انعم غالب … ووووووووو..
قطف خبر :
حيّ على العلم والمعرفة وكلية بلقيس والكليات و الجامعات والأكاديميات والمدراس .. نؤمن بهذه الثورات ، ولا ثورة وتغيير تأتي من بندق و شيخ وعكفي يتمترس بالدين والمقدس والعرق والطائفية ، وأخيراً : يؤدي الصرخة ..
لا ثورة ولا إنتصارات يأتي بها حنشان الظمأ الذي علمه بندقه ، وغزواتها في الريف والمدن للنهب والجباية باسم الله .. العلم في ذهنيته تنتقص من خرافة “رجال الرجال ” وأن الشباب المتعلم والمتمدن “أشباه الرجال ” الذين سيجففون قرابين المقابر الجماعية ، ويعلون من قيمة العقل ووالوطن والمواطن والإنسانية ..
فكلية بلقيس ومؤسسات التعليم الحرة لا تصنع السيد/ الإمام ولا الشيخ ولا الزعيم ولا الملزمة ولا الصرخة ولا الكوليرا ، ولا زوامل العنف والفرغة الجهادية ، ولا اللاراتب ..
في حضرة بلقيس ” تحيا الجمهورية اليمنية ” .
**
#دولة_لاميليشيات
#دولة_مدنية_دولة_المواطنة_المتساوية
#شبر_مع_الدولة_ولا_مليون_ذراع_مع_القبيلة
#لاسيدي_ولا_شيخي_ولامولاي_ولاإماااااااااام_سوى_الدولة
” أستقيت المعلومات وبتصرف من كتاب الأستاذ الكبيرعلي محمد عبده ” لمحات من تاريخ حركة الأحرار اليمنيين “.