سبتمبرنت”
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقالا مشتركا لسفير اليمن لدى الولايات المتحدة وممثل اليمن الدائم بالأمم المتحدة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، والأمريكي ديبورا لاهير رئيس ومؤسس ائتلاف اثار يُطالب بإغلاق اسواق الفن الأمريكي لبيع آثار اليمن.
فإلى نص المقال
سرقة آثار اليمن مأساة أخرى من المآسي التي تسببت بها الميلشيات الحوثية فمنذ انقلابها المشؤوم على الشرعية الدستورية قبل اربع سنوات تتاجر الميلشيات بتراث وآثار اليمن الثقافية القديمة والتي تُعد من اغلى واثمن الآثار نظرا لمكانتها التاريخية وذلك عبر تجار آثار برعوا في هذه المهنة إضافة الى ان عمليات التهريب تتم أيضا عبر متطرفين وإرهابيين.
سرقة الاثار
وكعادتها تواصل ميلشيا الحوثي إزهاق ارواح ابناء الشعب اليمني في حرب عبثية اوصلت الشعب إلى حافة المجاعة فدمرت اقتصاده وزادت من فقره وليس هذا فحسب بل إنها تاجرت بآثار اليمنيين وتحفهم التاريخية الثمينة الموجودة منذ عقود في متاحف المحافظات اليمنية.
هذه القصة تبرز ضرورة ان تقوم وزارة الخزانة الأميركية بتطبيق نظام العقوبات الحالي بُغية إغلاق اسواق الفن الأمريكي التي تتاجر بآثار اليمن وتزيد من معاناته.
وقال السفير بن مبارك “على مر التاريخ يعتبر اليمن همزة وصل بين الشرق والغرب فقد كان نقطة تجمع لطرق تجارة البخور والتوابل وايضا موطنا لملكة مملكة سبأ الأسطورية”، “بلقيس”.
كما ان تاريخ اليمن لايزال يُذاع صيته على الألسُن منذ الاف السنيين فكنوزه واثاره شاهد حي على عظمة الحضارة اليمنية.
واضاف السفير ايضا يُعتبر اليمن موطنا لأربعة مواقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو حيث يوجد فيه متاحف تاريخية تحوي قطعا اثرية فريدة من نوعها ولا تقدر بثمن.
وقال السفير انه في الوقت الذي تقوم فيه وسائل الإعلام بمتابعة وتغطية الحرب التي تدور رحاها في هذه المناطق التاريخية تتجاهل وللأسف ان هذا التاريخ يتم تجريفه وبيعه لمشترين أجانب”.
واكد السفير ان اليمن حذرت الأمم المتحدة والعالم من هذه التجارة غير المشروعة ، وقدمت أدلة على أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والميلشيات الحوثية تحذو على خطى تنظيم داعش الإرهابي للحصول على المال عن طريق بيع ونهب كنوز واثار اليمن.
ونوه الى ان ثلاثة متاحف رئيسية “متحف تعز الوطني ، ومتحف عدن الوطني ، والمتحف الوطني في زنجبار ” تم نهبها وتفريغها من محتوياتها موضحًا أن الخبراء الدوليين والخبراء التابعين للأمم المتحدة أكدوا تلك التقارير.
وقال ان أسواق الولايات المتحدة للفنون تُعد سوقا مهما لبيع التحف اليمنية العتيقة والنادرة حيث تعتبر من أكبر الأسواق في العالم.
الى ذلك اجرى ائتلاف الآثار ابحاثا اظهرت أن الولايات المتحدة استوردت خلال العقد الماضي ما يبلغ أكثر من 8 ملايين دولار من الفن والتحف الآثرية المعلنة من اليمن.
وأشارت الأبحاث ان هناك شكوكا حول المبلغ وان المبلغ الحقيقي اكثر من ذلك بكثير لاسيما وان ناهبوا الآثار في المنطقة يعتبرون المتاحف والمواقع القديمة كفرص لجمع الأموال بسهولة.
وبالرغم من وعي واشنطن المتنامي بتهديد تمويل الإرهاب والابتزاز الثقافي، إلا أن الأسواق الأمريكية لا تزال مفتوحة على مصراعيها أمام آثار اليمن بسبب النزاع.
وفي بلدان أخرى ، عملت وزارة الخارجية الأمريكية عبر اجهزتها الدبلوماسية المتاحة للتفاوض على الاتفاقيات الثنائية لإغلاق الأسواق الأمريكية المستوردة للآثار بشكل غير قانوني. كما اتخذ الكونغرس إجراءات تشريعية للحد من استيراد الآثار غير المشروعة من العراق وسوريا.
وفي نهاية المقال أكد بن مبارك، ان التهاون او غض الطرف، يجعل من المؤسسات المستوردة لتلك التحف في الولايات المتحدة من المشاركين في إبقاء الصراع الدامي في اليمن.