” 26 سبتمبر”
منذ انقلاب المليشيا الحوثية الانقلابية، على الحكومة الشرعية، وشنها حرباً عبثية ضد الشعب اليمني، تفاقم الوضع الاقتصادي بشكل كبير، حيث بات أكثر من 18 مليوناً بحاجة لمساعدات إنسانية، في حين يعيش أكثر من 8 ملايين وضعاً إنسانياً صعباً، ناهيك عن إعاقة توزيع المساعدات الإنسانية ونهبها وتهديد وصولها عبر المنافذ وخاصة البحرية. وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب، أتت جهود التحالف العربي الداعمة لتخفيف من معاناة المواطن اليمني، جراء حرب المليشيا الحوثية وتسببها في انعدام الخدمات وانهيار الاقتصاد الوطني.
حيث كثف التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية من مساعداته لإخراج اليمن من أزمتها الاقتصادية، بعد الانهيار الذي ضرب العملة نتيجة إقدام المليشيا الحوثية على نهب احتياطي اليمن من العملة الصعبة لتمويل حربها، وغيرها من اساليب النهب والتدمير للاقتصاد الوطني والبنية التحتية.
معالجات عاجلة
ابرز تلك الجهود اجتماع الرباعية الدولية حيث عقد سفراء كل من السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن وكبار المسؤولين في هذه الدول اجتماعاً في الرياض لتحديد الإجراءات والتدابير الرئيسية لمعالجة الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن.
وفي الاجتماع، تم اتخاذ عدد من الخطوات لمساعدة الاقتصاد اليمني ودعم استقرار الريال، وشملت هذه الإجراءات وديعة من المملكة العربية السعودية بمبلغ ملياري دولار في البنك المركزي، متبوعة بمنحة قيمتها 200 مليون دولار من المملكة أيضا إلى الحكومة اليمنية، وتبرع شهري بقيمة 60 مليون دولار من المشتقات النفطية لمولدات الكهرباء في المحافظات، بالإضافة إلى التمويل التنموي والدعم الإنساني السخي من الدول الأربع.
وأوضح بيان صادر عن الاجتماع بأن قيمة الريال والوضع الاقتصادي في اليمن ما زالا هشين مما يتطلب بذل جهود متظافرة لضمان الحفاظ على ما تحقق من مكاسب، كما حثت الدول الأربع المجتمع الدولي على زيادة دعمه لليمن.
وقالت الدول الاربع في بيانها إنها وافقت على تأسيس لجنة استشارية فنية تجتمع شهريا بهدف الموافقة على اتخاذ تدابير إضافية لتحقيق استقرار العملة، وتعزيز إدارة تدفقات العملات الأجنبية، ودعم جهود الحكومة اليمنية لتحسين إدارتها الاقتصادية.
وأكدت الدول الأربع أن هذه الالتزامات تهدف إلى تعزيز الاقتصاد اليمني وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
دعم العملة الوطنية
اسفرت جهود دول التحالف العربي في دعم الاقتصاد اليمني عن تعافٍ مستمر للريال أمام العملات الأجنبية الأخرى، حيث تراجع سعر صرف الدولار الواحد من 730 ريالاً إلى أقل من 500 ريال.
ويأتي هذا التراجع نتيجة دعم البنك المركزي من قبل المملكة العربية السعودية بوديعة جديدة تقدر بـ 200 مليون دولار، بالإضافة إلى دعم رواتب المعلمين من قبل السعودية ودولة الإمارات بمبلغ 70 مليون دولار مناصفة بينهم وهو ما ساهم في رفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة وأحدث استقراراً في السوق.
خطة الاستجابة الإنسانية
أعلن التحالف العربي بداية العام الماضي، إطلاق عملية إنسانية شاملة جديدة في اليمن، تشمل معالجة الاحتياجات الإنسانية خلال العام 2018م، ومشاريع لتطوير البنية التحتية في اليمن، بما يضمن زيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال المساعدات جواً وبراً وبحراً بشكل سريع وفعّال، حسب ما ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حينها. وأضاف أن العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، أسهم فيها التحالف بـ1.5 مليار دولار كتمويل لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2018م، وسيتم توزيعها عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. وقال الجبير: إن هذه العمليات ستؤدي لزيادة مبادرات العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، بما في ذلك رفع الطاقة الاستيعابية لموانئ اليمن، وزيادة قدرتها على استقبال الواردات بمعدل 1.4 مليون طن متري شهرياً سواء من المساعدات أو البضائع التجارية بما في ذلك المشتقات النفطية، بعد أن كان حجم الواردات لليمن 1.1 مليون طن شهرياً في عام 2017.
17.6 مليار دولار مساعدات التحالف
بلغ حجم المساعدات الاقتصادية والإنسانية التي قدمتها دول التحالف العربي لليمن خلال 3 سنوات، 17.6 مليار دولار، انفقت في مشاريع دعم الاقتصاد والتعليم والوقود والمساعدات الإنسانية، أسهمت هذه الجهود في تخفيف معاناة الشعب اليمني، منها 3.81 مليار دولار دعم إماراتي. حيث بلغ إجمالي ما قدمته الإمارات الشقيقة خلال العام 2018م أكثر من مليار دولار. شملت مختلف المجالات، خصص منها 465 مليون دولار لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية.
وفي ما يخص تدفق المساعدات الانسانية أوضح المتحدث باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي، أن المنافذ الإغاثية الجوية والبحرية والبرية والبالغ عددها 22 منفذاً إغاثياً لا تزال تعمل بالطاقة الاستيعابية لدخول المواد الإغاثية للمنظمات الأممية والمنظمات الدولية، مؤكداً استمرار التحالف في إصدار التصاريح للطلبات الواردة التي تحمل الواردات أو المواد الإغاثية. مبيناً أن هناك خطوطاً ساخنة مع المنظمات الأممية في اليمن، تعمل على مدار 24 ساعة من خلال خلية العمليات الإنسانية.
إشادات دولية بدور التحالف
الجهود الإنسانية التي بذلها التحالف العربي كانت محل إشادة العديد من المنظمات الدولية، حيث أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بالجهود الإغاثية التي تقدمها دول التحالف العربي في سبل التخفيف من الأوضاع الإنسانية الاستثنائية التي تمر بها اليمن جراء انقلاب المليشيا. وقال إن جهود الإغاثة في اليمن لم تكن لتصبح ممكنة من دون التمويل السخي المقدم من المانحين، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت.
من جانبه أشاد نائب مدير برنامج الغذاء العالمي علي رضا قريشي، بالمساهمات الإنسانية السخية لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. لافتاً إلى أن التعاون المستمر يمكّن من إغاثة أكثر من 18 مليون يمني يعانون انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 8 ملايين يمني يعانون بشدة جراء انقلاب المليشيا الحوثية، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية تلعب دوراً أساسياً في إنقاذ حياة الأسر اليمنية.
مكافحة الأوبئة والمجاعة
كان للدور البارز الذي لعبته دول التحالف في مواجهة وباء الكوليرا الاثر الكبير في الحد من انتشار الوباء في اليمن، والذي شكل خطراً على حياة الآلاف وأودى بحياة العديد في عدد من المحافظات. حيث وصل إجمالي تكاليف مشروع مكافحة الكوليرا مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف للمحافظات اليمنية، ومنها الحديدة إلى 76.1 مليون دولار وبلغ تكلفة مشروع العيادات الطبية المتنقلة الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة 417.487 دولار. وقد تم توزيع الأدوية على جميع المحافظات بما فيها الخاضعة لسيطرة المليشيا الإرهابية، كما اسهم التحالف العربي في مجابهة حالات سوء التغذية التي إصابة الآلاف في محافظتي الضالع والحديدة.