ارتكبت ميليشيا الحوثي كوارث إنسانية تسببت من خلالها في تجويع مئات الآلاف من اليمنيين إضافة إلى أعداد الجرحى والمصابين والقتلى وما أعقبته من الحرمان من الغذاء والمساعدات
فقد مارست أسوأ الانتهاكات منذ سيطرتها اليمن التي انقلبت على السلطة الشرعية فيها، قبل أن تنجح قوات التحالف وتحرر ما يزيد عن 90 المئة من الأراضي، وتمكنت من انتشال سكانها من الفقر الذي تسببت فيه مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وكانت ولا زالت مليشيات الحوثي تمارس أسوأ الجرائم ضد الإنسانية في اليمن في الموقع التي تنقلب على الشرعية فيها.
ورصد تقرير لموقع “سبق” السعودي أبرز الجرائم الإنسانية بالطبع القتل وسفك الدماء واستهداف المدنيين من النساء والأطفال والرجال وجنود الشرعية التي انقلبت عليها المليشيات ومما يبرز حالياً هو الجرم الذي ارتكبته المليشيات بحق المدنيين العزل وما تمثل في سرقة المساعدات الإنسانية وحرمان المواطنين من رواتبهم ومساعداتهم الغذائية والطبية والسيطرة على الموارد المالية للدولة اليمنية وتحويلها للجيوب الخاصة عبر أسواق رمادية تديرها قيادات حوثية.
وواصلت مليشيات الحوثي هذه الجرائم منذ العام 2014 وحتى العام 2018 في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتعيش أسوأ الحالات الإنسانية بسبب السرقات التي تمارسها المليشيات للمساعدات وتبيعها في هذه الأسواق السوداء.
وتكشف المعلومات التي حصلت عليها سبق أن المليشيا دأبت في السابق على فتح سوق سوداء للغاز والمشتقات النفطية بل وأوكلت بيع مشتقات الغاز لشخصيات تدين بالولاء لها في صنعاء وتعمدت حرمان المواطن اليمني البسيط من حقه في الغاز مشترطة أولوية بيع الغاز لتابعيها وترفع أسعاره بشكل كبير على بقية اليمنيين في صنعاء تحديداً.
ومن صور السيطرة على الموارد أيضاً، دأبت مليشيات الحوثي على استغلال البنك المركزي والحوالات التي تصل إليه وإيقاف رواتب اليمنيين من الموظفين بما يزيد عن مليون موظف يمني وما نتج عنه من تدهور معيشي في مناطق سيطرتها وتوقف العملية التعليمية نتيجة قطعها مرتبات المعلمين واستهدافها للمنشآت التعليمية عبر الأسلحة الثقيلة.
لم يتوقف الإجرام الحوثي حتى بعد ما تعهدت به في مشاورات السويد إذ تعمدت المليشيات خرق الاتفاق واستهداف المناطق المحررة في الحديدة عبر المقذوفات العسكرية مستهدفة المدنيين وهو ما يؤكد على مسيرة الحوثي الإجرامية التي لا تلتزم بالعهود والاتفاقات وإنما تستغلها لصالح تنفيذ أجندتها الإجرامية.
وقد استبدلت مليشيات الحوثي أخيراً وفق معلومات مؤكدة كشوفات أسماء النازحين بأسماء تابعين لها وتعمدت بذلك سرقة المساعدات الغذائية واستبدلت مغلفات المساعدات الإنسانية الأممية بأكياس محلية لتخفي جريمتها.
وقبل أن تسرق مليشيا الحوثي تلك المساعدات الغذائية وتتسبب في استمرارية الجوع كانت المليشيات سبباً رئيساً في منع وصولها عبر استهداف ناقلات الغذاء في أوقات متفاوتة وكذلك استهداف مستودعات الغذاء وتفجيرها وتحويلها لثكنات عسكرية أو منع دخول ناقلات الغذاء عبر ميناء الحديدة وهو ما يؤكد تعمد المليشيات الحوثية على ارتكاب الجرائم الإنسانية وقتل المدنيين وبطونهم فارغة.
وفي الجوانب الإنسانية، تبرز أيضاً الانتهاكات البشعة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بتجنيدها آلاف الأطفال والزج بهم في معارك الموت وقد نجح التحالف ومركز الملك سلمان أيضاً في إعادة تهيئة عدد كبير منهم وتسليمهم لذويهم بعد أسرهم في مناطق القتال.
ومن نتائج الكوارث الإنسانية التي ارتكبتها مليشيات الحوثي فقدان ما يزيد عن ثمانين بالمائة من الموظفين اليمنيين لوظائفهم وهروب رجال الأعمال من اليمن.
المتمعن في أسلوب مليشيات الحوثي وسرقتها لقمة المساعدات من أفواه الجياع اليمنيين يتبادر إليه ذات الأسلوب الذي ارتكبه نظام إيران المحرك لمليشيات الإرهاب العالمي مع الشعب الإيراني الذي سرق منه النظام الإيراني الحياة الكريمة ولقمة العيش وحول أموال وموارد الدولة لدعم الإرهاب العالمي عبر المليشيات.
وبعدما أعلن برنامج الأغذية العالمي أن 60 في المائة من المساعدات الغذائية المخصصة ليمنيين يعانون الجوع الشديد تُسرق وتُباع في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية خرجت المليشيات بمخطط جديد ابتدأته بالمطالبة بتحويل المساعدات من مواد غذائية إلى مبالغ نقدية؛ إذ تهدف بذلك تسهيل عملية سرقة المساعدات وتسجيلها بأسماء تابعيها وتجويع بقية اليمنيين.
وكان قد أوضح البرنامج في بيانه الاثنين الماضي، أن لديه أدلة تثبت تلاعب المليشيا بالمساعدات الإنسانية، وأنها تقوم بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية لبيعها في الأسواق، مهدداً بوقف إرسال المساعدات إلى اليمن خلال 10 أيام إذا لم تتوقف المليشيا عن سرقتها.
على الرغم من كل تلك الممارسات التي تنفذها مليشيات الحوثي، إلا أن قوات التحالف ومنذ انطلاقتها واصلت دعم اليمنيين وعلاجهم بأرقام كبيرة لكن السعودية كان له دور البطولة في إغاثة الشعب اليمني وانتشاله من المأساة بالإضافة إلى الشراكات الدولية والمنظمات التي يحاول الحوثي بشتى الوسائل إيقافها ليستمر في تجويع اليمنيين داخل نطاق سيطرته، وذلك بعدما نجحت قوات التحالف في تحرير ما يزيد عن 90% من المناطق التي سيطرت عليها مليشيات إيران، وتمكن من إعادة الحياة الطبيعية لها في وقت قصير.