26 سبتمبر
لم يعهد اليمنيون على مر التاريخ من الحوثيين والسلالة الإمامية أي التزام بالعهود والاتفاقيات، كل المحطات التاريخية تحكي تفاصيل غدرهم وخيانتهم ونكوثهم بالعهود والتنصل والتنكر لكل المواثيق، فمهما تعاقبت الاتفاقيات معها لن يخرج اليمنيون بحلول جذرية لمشاكلهم التي تسببت بها هذه الجماعة إلا بإزالتها تماما، وان لا خيار أخر أمام اليمنيين للتعاطي معها إلا بالحسم العسكري ولا سواه.
حول هذا الموضوع تحدث لـ »26سبتمبر» عدد من المراقبين من سياسيين وحقوقيين واعلاميين، فجميعهم يستبعدون جنوح الحوثيون الى السلم ويؤكدون أن المليشيا ماضية في دمويتها وحصد المزيد من رؤوس اليمنيين .
نراهن على غباء المليشيا وغطرستها
نبيل عبدالحفيظ – وكيل وزارة حقوق الانسان، قال: إن الحكومة اليمنية قدمت تنازلات كبيرة من أجل السلام وإعلاء الجانب الإنساني والقيمة الإنسانية، ولم تقدم التنازلات من أجل المليشيا، بل من أجل الشعب اليمني .
وأضاف : نحن نراهن على ان غباء المليشيا وغطرستها ستجعلها تقوم بما قامت به في الفترات والجولات السابقة من نكثها للعهود والاتفاقات .. ولدينا تجارب كثيرة مع هذه المليشيا كما أشار معالي وزير الخارجية الأستاذ خالد اليماني أن ثمة قرابة 75 اتفاقا سابقا لم تنفذها المليشيا ونكثت بها جميعا .. ولدينا إحساس كبير بأنها ستنكث أيضا بهذه الاتفاقات الأخيرة ومشيرا الى ان الثلاثة الأيام الماضية تعد أكبر دليل على هذا الطرح من خلال ما تقوم من عمليات ضرب بالمدفعية على الأحياء الجنوبية في مدينة الحديدة وما تقوم به من عمليات نهب في الميناء وداخل المدينة وهو ما يعطي الصورة الحقيقية لهذه العصابات التي تعد بفعلها هذا أكثر من العصابات التي عاشت على مفهوم الفيد وأساليب قطاع الطرق.
فرصة أخيرة
وتابع وكيل الوزارة : حتى الآن الحوثيون لم يقدموا أي بادرة تعطي نوع من الأمل معهم .. والكرة الآن في ملعب الجانب الأممي وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يعملا من أجل تنفيذ الاتفاق الذي ضغطوا من أجله ..مؤكدا أن الحكومة اليمنية قد أشارت في آخر جزء من هذا الاتفاق ان التنازل الذي قدمته لن يتكرر مرة أخرى ولن يبنى على هذا الاتفاق أي اتفاق لاحق وبالتالي فإن هذه فرصة أخيرة لهذه المليشيا وفرصة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ان يثبتوا انهم قادرون بالفعل على استباب الجانب الأمني داخل مدينة الحديدة وفق استراتيجية مبنية مع الحكومة الشرعية على التعامل الكامل من أجل ادخال المواد الاغاثية وإعلاء الجانب الإنساني بشكل سليم وصحيح ليستفيد منها الشعب اليمني الذي تم التضحية من أجله بهذا الاتفاق بكل تنازلاته سواء ما يخص الحديدة أو ما يخص تبادل أسرى الحرب بمختطفين مدنيين جرى اختطافهم من قبل هذه المليشيا وماتزال تمارس أعمال الاختطافات في الحديدة وصنعاء واب وعمران وذمار وصعدة.
نحن ننتظر موقف حقيقي واستراتيجية حقيقية من قبل (مارتن جريفيت) المبعوث الأممي، ليثبت انه بالفعل قادر على حماية ما سعى إليه بالطرق السلمية أو بالقوة وهو ما يجب أن تثبته الأمم المتحدة.
لا عهد لهم ولا ذمة
أحمد ربيع – الوكيل المساعد بوزارة الاعلام لشؤون الصحافة، يؤكد ان المتعارف عليه لدى اليمنيين منذ زمن أن الحوثيين ناكثون للعهود ويتنصلون عن أي اتفاق موقع .. فكيف سيكون ذلك بما لم يتم التوقيع عليه اصلا من قبلهم..
وأضاف : هذه مليشيا مسلحة احتلت مؤسسات الدولة وسيطرت على أجزاء من مناطق اليمن بقوة السلاح ولن تسلم أو تنسحب من أي مكان احتلته إلا بالقوة .. مشيرا الى ان هذه المليشيا تحوي الكثير من اصحاب السوابق والمطلوبين امنيا، ولذلك لا يمكن ان تحترم أي اتفاق وانما تستفيد من مثل هذه الاتفاقات أو المفاوضات لكسب الوقت للمزيد من تعزيز جبهاتها العدائية على اليمنيين..
لافتا الى انه في الوقت الذي كانت فيه المليشيا تجلس على كرسي المفاوضات في السويد تقوم عناصرها بإطلاق الصواريخ الباليستية الى مأرب وغيرها ..
ونوه الى ان هذه المليشيا تتخذ من هذه الهدن مسألة لاستعادة أنفاسها للقيام بالمزيد من الحشد والتوسع وايضا تحاول من خلال الخداع بالحوار جر الناس من جذر المشكلة وهو الانقلاب وازالته الى التيه في الجزئيات الصغيرة ولن يتم لهم ذلك.
مليشيا لا تؤمن بالسلام
ويرى الباحث والكاتب الصحفي/ نبيل البكيري، أن الذهاب الى السويد لم يكن خيارا مناسبا لمليشيا الحوثي بل خيار اضطراري كان مطروحاً أمامهم .. فسقوط الحديدة أصبح وشيكا وبعدها تلاشي سيطرتهم ونفوذهم على كثير من المناطق .. فكان خيار ذهابهم الى السويد هو تحييد مدينة الحديدة أو ابعاد شبح سقوطها في أيدي قوات الشرعية والتحالف العربي وبقاء هذه المدينة محايدة , فضلا إذا ما تم فعلا وقف هذه المعارك ونجح المجتمع الدولي في ذلك تنفيذا لرغبات ايرانية، كما إنها ستوفر الكثير من الجهد على جماعة الحوثي , خاصة في الجبهات.
نشأت على العنف والفوضى
وقال البكيري : « ليس هناك في وارد الحوثي على الاطلاق أي سلام « فهي جماعة نشأت من العنف ولا يمكن لها إلا ان تظل في إطار الفوضى والعنف والقتال والحرب – حسب قوله. . مشيرا الى ان أي حالة سلام يعد موتا وانتحارا لمليشيا الحوثي .. فلا يمكن ان تعيش بسلام لأنها نشأة من عنف وستستمر في العنف الى ان تنقرض أو حتى تهزم هزيمة مدوية .. موضحا ان هذا الوضع هو ما يفسر حالة المراوحة في مكانها من السلام والحرب والقتال وبالتالي فإن مسألة السلام لا زالت بعيدة في اليمن وستستمر الحرب حتى ولو ظلت هناك فقط قرية واحدة فيها جماعة الحوثي .
وقال في ختام حديثه: هناك خيار صفري إما الجمهورية اليمنية أو المليشيا الحوثية .. وبالتالي ما دام وان هناك مليشيا حوثية، لن تكون هناك دولة ولا جمهورية ولا نظام ولا أمن و استقرار وستستمر الحرب الى ما لا نهاية حتى يتقرر مصير هذه المليشيا وهذا ما سيقرره اليمنيون بالتأكيد.
نقض الاتفاقيات ديدنهم
ويقول الشيخ/ حسن الحارثي ان الحوثيين على مر التاريخ لا يفون بعهد ولا ميثاق، ديدنهم التقية، وهي اظهار ما يعتقدون خلافه، لذا فالغدر ونقض الاتفاقيات ديدنهم .ولا أعتقد ان يفوا بأي بنود من الاتفاق إلا إذا رأوا مصلحة خاصة خالصة لهم في بند من البنود، وهؤلاء لا يؤمنوا بغير منطق القوة لهم وعليهم، لانهم لا عهد لهم ولا ذمة، وليس للحوار لديهم أي قيمة.
التاريخ ملئ بالتجارب
ويتسأل المحامي/ عبدالله سيف الحميري، قائلا: منذ متى كان للحوثيين والإماميين عهد حتى نؤمن به ونصدق مواثيقهم.
مشيرا الى ان كل المواثيق والعهود التي توافق عليها اليمنيون أفسدها الحوثي ومن قبله السلالة الإمامية.. ووثيقة الحوار الوطني ومخرجاته خير شاهد على ذلك .. والتاريخ القديم والحديث مليئ بالشواهد والأحداث التي تظهر وبجلاء نكثهم للعهود وخلفهم للوعود وتنكرهم للاتفاقات والمواثيق.
ممارسة التقيا ..والخداع
ويوضح المحامي الحميري ان المليشيا الحوثية و الإمامية تتعامل في كل حواراتها واتفاقاتها مع الخصوم على قاعدة شيعية تعرف « بالتقية « والخداع .. ولذا لا يمكن ان نراهم يفرجون عن معتقل إلإ أن يعتقلوا بدلا عنه آخرين ..وأما الانسحابات التي يدعونها ويوقعونها فانسحاباتهم مشروطة بالبديل الأفضل .. أو لتجنب خطر داهم ومحقق.
تاريخ من الغدر والنكوث بالعهود
مروان الترب – السكرتير الإعلامي لوزير الخارجية، يقول: اعتدنا على عدم الوفاء بالعهود والاتفاقيات من قبل مليشيا الحوثي، فقد أبرمت الدولة أكثر من سبعين اتفاقية معها منذ العام ٢٠٠٤ حتى اليوم وكلها كانت تنقض من قبلها.
مضيفا انه لا يمكن لهذه الجماعة الإرهابية المارقة الالتزام والإيفاء بأي عهد أو اتفاق، فهذه الجماعة مدرسة في الغدر والخيانة وعدم الوفاء والالتزام بأي اتفاق أو معاهدة. ومن كان يعتقد غير ذلك فهو واهم وغير قارئ للأحداث.
وأشار الترب، الى ان ما تقوم به المليشيا من انتهاكات وأعمال اجرامية وعدائية في الحديدة ومأرب وفي المحافظات التي لا تزال قابعة تحت سلطتها الانقلابية وخاصة في الوقت الذي كانت فيه على مقاعد التفاوض في السويد، لخير دليل على عدم جديتها بالالتزام بهذا الاتفاق، إنما هدفها الوحيد هو ادخال أطراف خارجية توقف تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في الحديدة بحيث يبقى بعض رجالهم هناك للإشراف على المدينة – كما يعتقدون هم لا كما نص الاتفاق – من أجل التفرغ للجبهات الأخرى.
استغلال الوقت لتعزيز عناصرها
ويرى سامي الحميري – ناشط حقوقي، ان الخروقات التي ترتكبها المليشيا الحوثية ليست بغريبة عليها بل هي عادة دأبت عليها منذ ظهورها فهم لم يلتزموا بأي اتفاقات أو عهود بل يجعلون من تلك الاتفاقات استراحة لتعزيز صفوفهم ومعاودة الهجوم على خصومهم دون الاكتراث بأي التزام يقدموه.
وقال: إن المليشيا لا ترى للاتفاقات إلا من باب الخروج من المأزق التي وضعتها قوات التحالف والشرعية فيه أما الحديث عن إحلال السلام في اليمن فلن يكون إلا بالحسم العسكري لا غير ومن يعتقد أن المليشيا سوف تسلم السلاح أو تقبل بأي اتفاقات تؤدي إلى خروج اليمن من حالة الاحتراب فهو واهم ..
مليشيا لا تجنح للسلم
ويقول عبدالحفيظ الحطامي – صحفي وناشط حقوقي، ان الحوثيين منذ انطلاق الحوار الوطني تنصلوا من كل الاتفاقيات والمعاهدات والحوارات وتنكروا لها وكانوا ينكثون في كل مرحلة بما التزموا ووقعوا عليه، وبالتالي فهناك رصيد اسود لهذه المليشيا مع اليمنيين في قضية الحوار وحتى المجتمع الدولي، ابتداء من مشاورات الكويت وجنيف وغيرها من الدعوات الأممية، ويستبعد الحطامي جنوح هذه المليشيا للسلم لأن مشروعها ومنهجها، وسلوكها، وشعارها الموت – حسب قوله، فبالرغم من انطلاق مشاورات التهدئة بالسويد كانت مليشيا الحوثي، تؤكد على سلوكها العدواني، وتمردها على الشرعية والأمم المتحدة ورفضها لما تم في الاتفاق الأولي، بشأن الحديدة وذلك بالمزيد من القتل، والقصف والخطف للمدنيين في مدينة الحديدة حتى وبعد، قبولها التهدئة في الحديدة.
الانقلاب على التهدئة
وأشار الحطامي الى ان مليشيا الحوثي لم تكتف بهذا المسلك الغادر وهذا الانقلاب على التهدئة ودعواتها وعمدت الى محاولة مغالطة العالم من خلال تغيير اشكال والوان اطقمها كمليشيا محاولة تمويهها بالوان الأجهزة الأمنية، وبدل ان تغادر مدينة الحديدة ومينائي الصليف ورأس عيسى سارعت لمحاولاتها اليائسة الضحك على المجتمع الدولي ورمي كل الدعوات للتهدئة عرض الحائط واعلان رفضها العملي، الانسحاب من مدينة الحديدة، وكل هذه الممارسات هو مسار معروف لهذه المليشيا وتكررت منذ المبعوث الأول للأمم المتحدة وحتى (مارتن غريفيث)، حيث تنفذ المليشيا ما يحلوا لها وعكس ما يتم الاتفاق عليه.
ويرى الحطامي بأن هذه المليشيا التي، دأبت على الكذب والمماطلة والتنصل من الاتفاقيات والمعاهدات فإن على قوات الشرعية والتحالف العربي ان تكون مدركة لسلوك هذه المليشيا التي لا تؤمن إلا بالموت منهجا، وسلوكا ولم يعد أمام قوات الجيش إلا ان تسارع في حسم معركة الحديدة واستعادة مؤسسات الدولة وتخليص قرابة 3 مليون نسمة يتعرضون لعمليات القتل والنهب والاختطاف والتعذيب والتجويع والتدمير، اليومي . فالحسم هو الحل الذي ينبغي ان يكون أمام هذه المليشيا، فمتى كان للمليشيا قلب وعقل حتى تومن بالحوار وتجنح للسلم؟
مليشيا متغطرسة
ويرى أحمد ناصر العولقي _ ناشط وباحث سياسي، ان جماعة الحوثي ستنقض ما تم الاتفاق عليه في مشاورات السويد والهدنة التي ستقوم ماهي إلا لإعادة تموضعها من جديد وترتيب صفوفها وسحب الجرحى والقتلى ولا خير في هذه الجماعة الباغية التي احرقت الأخضر واليابس وأضاعت اليمن وسلمته لقمة سائغة للأعداء.
ويخاطب العولقي الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، “لن يوقف غطرسة جماعة الحوثي إلا القوة والقوة فقط، فإذا اردتم اخضاعها للقانون فعليكم دعم الجيش الوطني وفتح كل الجبهات والتقدم نحو صنعاء عندها اعدكم بإن الحوثي وجماعته سيأتون اليكم وهم صاغرون”، وخلاصة الأمر ستنتهي المدة التي اعطيت لهم ولن يحدث شيء جديد في الملف اليمني ولن يطلقوا اسيرا واحدا، فضلا عن أكثر من سبعة ألاف معتقل.