رغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام علي تحرير محافظة عدن من المليشيات الحوثية، واتخذتها الحكومة المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، إلا أنها من أكثر المناطق اليمنية التي تعاني من الحالات السخط الشعبي، وذلك نتيجة لمعاناة التي يتجرعها أهلينا بجنوب اليمن، بعد تراجع متطلبات الحياة بها بشكل ملحوظ، لفقر المشتقات النفطية، والمياه.
ومع انتشار حالات الغضب الشعبية داخل أراضي عدن، طرح لنا أسم رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي كمحتكر لاستيراد الوقود بكافة أنواعه إلى عدن.. فمن يكون؟؟
أتهم بتكوين مملكة نفطية بالنفوذ، جعل لنفسه دولة داخل الدولة اليمنية، أحتكر الأسواق واستخوذ أموال عامة، يصفه البعض بأنه أخطبوط المشتقات النفطية.. أنه رجل الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي.
أحمد صالح العيسي من مواليد 25 ديسمبر 1970م مديرية مكيراس التي كانت آنذاك تابعة لمحافظة أبين جنوب البلاد ، والتي غادرها صغيراً مع والده وعمه لأسباب مجهولة إلى الحديدة التي كانت مركزاً لبناء مملكة الاستحواذ والاحتكار والسيطرة والعلاقات.
وتمدد العيسي بإمبراطوريته من سواحل الحديدة ، حيث كان يقوم بعمليات النقل البحري للمشتقات النفطية وتهريب النفط والديزل ونقل المشتقات وتوزيعها على الموانئ اليمنية.
تكوّن أحمد العيسي بشكل سريع ومذهل وأعلن عن ولادة إمبراطورية مالية ومملكة من النفط ومشتقاته في غضون فترة وجيزة صاحبَها الكثير من الشكوك والتساؤلات والهواجس والظنون .
عُرف الشيخ أحمد العيسي بعلاقة وثيقة بالرئيس هادي ، وهذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة بل يعود تاريخها إلى سنوات ماضية وتحديداً عندما كان نائب الرئيس ” صالح ” ، وشيع آنذاك أن الرئيس هادي شريك العيسي في شركة عبر البحار المسؤولة الأولى عن نقل المشتقات النفطية بين الموانئ اليمنية ، وتفيد المعلومات بأن إنشاء هذا الشركة جاء بتمويل شخصيات نافذة في البلاد .
ومع انقلاب الحوثي وصالح على شرعية هادي، انحاز العيسي إلى صف هادي وسخّر أعماله وتجارته لخدمة الشرعية ، وقد اعتُبِر العيسي الرجل الأول في حكومة الشرعية من خلال دعم جيش هادي الذي كان على الأرض ، وكان يرفد الجيش الشرعي بالعتاد والسلاح والمأكل والمشرب ، وقد وصلت مديونية الحكومة الشرعية للعيسي تفوق مليارات الريالات.
وقد استغل العيسي نفوذه القوي في السلطة من خلال العلاقة بمقربين من هادي ، ودارت حولهم الكثير من الشبهات والتهم في قضايا فساد كان طرفها العيسي وشخصية نافذة مكّنته من لعب دور كبير في التعيينات النفطية الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بتغيير قيادة شركة النفط عدن السابقة واستبدالها بقيادة جديدة موالية لها.
بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه تحالف العيسي بمقربين من هادي في إزاحة خصومه وكان من ضمنهم رئيس الوزراء السابق خالد بحاح الذي رفض صرف مبلغ 11 مليار طلبها العيسي حسب زعمه قدمها قيمة التغذية لجنود الجيش في الشرعية، فقًا لحديث خبراء بالشأن اليمني.
وكشف مصدر مسؤول في الإدارة المالية لشركة النفط اليمنية – غير مخول له بالتصريح لوسائل الاعلام- أنه يتم شراء قرابة ثلاثة ملايين دولار شهريا من شركات الصرافة المحلية، بمبلغ يقارب اثنين مليار ريال يمني لتسديد قيمة الوقود للعيسي، وهو ما يتسبب في أزمة انعدام العملة الصعبة في السوق، ويساهم في انخفاض القيمة المحلية “للريال” أمام الدولار.
وفي نفس السياق أكد مصدر حكومي، رفض ذكر اسمه، علي أن العيسي التاجر المتعهد الوحيد بتوريد النفط إلى عدن، ما يزال يعمل على افتعال الأزمات في الأسواق بين فترة وأخرى، من خلال رفضه تفريغ شحنات البنزين، والديزل، والمازوت المتواجدة على بواخره الراسية في أرصفة ميناء الزيت التابع لمصفاة عدن، التي أصبحت ملكية خاصة للعيسي بحسب مسئولين، بعد أن كانت من الممتلكات العامة للمصفاة.
واضاف المصدر، أن أساليب الابتزاز التي تقوم بها شركة التاجر المحتكرة لاستيراد النفط، ومنها قيام شركة العيسي بضخ كميات كبيرة من الوقود إلى شركة النفط عدن المختصة بتوزيع الوقود محليا في المحافظات المحررة، دون تحديد قيمة مالية، وتترك الشركة تحت الأمر الواقع ما يسبب خسائر كبيرة للدولة، وهو ما لا ترضاه شركة النفط حيث تطالب التاجر بتحديد سعر البيع أولاً، ووضع حد للبيع المجهول من قبل الشركة المتنفذة.
وفي تفصيل أكثر، أوضح المصدر أن شركة النفط بعدن تشتري الوقود من شركة “عرب جلف” وهي شركة تجارية استثمارية مملوكة لرجل الأعمال أحمد العيسي، الذي صدر مؤخراً قراراً بتعيينه مستشاراً للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فيما يتولى أحمد عوض حمران الذي كان موظفاً عادياً في شركة النفط بمنصب نائب مدير إدارة تموين المطارات، تصريف المشتقات النفطية للعيسي، وتحول في فترة قصيرة إلى رجل أعمال من العيار الثقيل..