في الوقت الذي يحتفل به العالم، غدا الأحد، بـ”اليوم العالمي للعمل الإنساني”، تكرس الإمارات صدارتها العالمية كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية التنموية والتي شملت 147 بلدا في عام 2017.
ونجحت الإمارات في تأسيس نهج جديد قائم على استبدال عمليات الإغاثة النمطية إلى تنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة شعوب الدول المستفيدة كبناء المساكن والمستشفيات وشق الطرق وبناء محطات الكهرباء وحفر الآبار وهو ما وفر استدامة الموارد الأساسية والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية في الدول المستهدفة حيث حظيت تلك الجهود باحترام وتقدير بالغين في كافة المحافل الدولية.
وفي هذا الإطار تبرز المشاريع التنموية للإمارات في العديد من الدول منها اليمن ومصر وباكستان والعديد من الدول على مستوى القارة الأسيوية والإفريقية ومختلف دول العالم، وساهمت تلك المشاريع بشكل ملحوظ في دفع عجلة التنمية في تلك الدول في قطاعات مرتبطة بالإسكان والبنى التحتية والمؤسسات التعليمية والصحية.
وقد حددت القيادة الرشيدة نهجا واضحا يقوم على عدم ربط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة لها، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب ما جعل الدولة تحظى باحترام وتقدير بالغين في كافة المحافل الدولية.
ولطالما ارتبط اسم الإمارات بـالعطاء عبر إطلاق حملات إغاثية تساهم فيها الجهات المعنية بالعمل الإنساني إضافة إلى العديد من الحملات الإغاثية التي يفتح فيها الباب للمشاركة الشعبية.. فقد دأبت منذ تأسيسها في عام 1971على تعزيز نهج العطاء والخير الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وقد جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، في الـ 24 من ديسمبر العام الماضي العام 2017 في الإمارات «عام الخير» ليثبت تمسك الإمارات بالنهج الذي تبنته منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل وتتميز المساعدات الإماراتية الخارجية بشموليتها ومراعاتها للجانب الإنساني أولا وأخيرا بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية أوعرقية أو دينية، ولذلك نجد أنها توزعت في عام 2017 على مختلف قارات العالم مستهدفة الدول الأشد فقرا وعوزا.
واستحوذت قارة آسيا على ما يقرب من 43% من المساعدات الإنمائية بقيمة 8.28 مليار درهم متفوقة بذلك على قارة إفريقيا التي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 28% وبقيمة 5.44 مليار درهم نظرا للدعم الكبير المقدم للجمهورية اليمنية الشقيقة بقيمة 2.97 مليار درهم وبما يوازي أكثر من ثلث ما تم تخصيصه لقارة آسيا بنسبة 36% للمساهمة في تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب اليمني ودعم الاحتياجات الإنسانية والتنموية الملحة في العديد من المجالات.
ويكتسب العمل الإنساني في الإمارات تميزه وريادته من عدة سمات، الأولى أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتي فاق عددها الـ 43 مؤسسة وهيئة في الدولة والثانية شموليته حيث لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها أما الثالثة فهي أنه يمثل بعداً مهماً من أبعاد السياسة الخارجية للدولة.
وفي إطار دور المساعدات الخارجية في تحقيق رؤية الإمارات 2021، أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي استراتيجية المساعدات الخارجية للإمارات العربية المتحدة للأعوام 2017-2021.
ويرتكز الهدف الأساسي للمساعدات الخارجية لدولة الإمارات على الحد من الفقر وتحسين حياة المجتمعات الأقل حظا وتخفيف حدة الفقر بها ونشر الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، وتنمية علاقات الإمارات مع الدول الأخرى، سواء تلك التي تتلقى المساعدات من دولة الإمارات أو الدول المانحة الأخرى التي تتعاون معها، بالإضافة إلى تشجيع قيام علاقات اقتصادية مع الدول النامية تقوم على تحقيق المنافع المتبادلة.