” سبتمبر نت”
مع اكتمال الحشد والتعزيزات العسكرية الضخمة لقوات الجيش الوطني جنوب الحديدة؛ تعيش الحديدة لحظات الانتظار بانطلاق ساعة الصفر والبدء بتوغل القوات الحكومية لإنهاء حقبة سيطرة الحوثيين على المدينة وطي ثلاث سنوات من سطوة المليشيات، ومع اكتمال وصول التعزيزات العسكرية القادمة من عدن ولحج؛ ترابط قوات الجيش الوطني بجنوب الحديدة _أي_ على بعد أقل من (10) كيلو متر من المدينة وذلك في انتظار ساعة الصفر والبدء بالتوغل شمالاً ووصولاً إلى مركز المحافظة بالتزامن مع تحليق مستمر لمقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي تارة و تمشيط الطيران المروحي تارة أخرى للطريق الساحلي بين ‘‘الدريهمي’’ والأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة.
وقال سكان محليون لـ “سبتمبر نت” أن طيران التحالف العربي شن فجر اليوم الأربعاء عدد من الغارات على مواقع للمليشيات بالساحل الغربي بمناطق “النخيلة” و “قضبة” ومحطة “المصلى” موقعاً عدد من الخسائر مادية وبشرية في صفوف الحوثيين، ويضيف السكان أن عدد من البوارج الحربية التابعة للتحالف العربي اقتربت من سواحل مديرية “الدريهمي” والواقعة جنوب مدينة الحديدة علماً بأن هذه المرة الأولى التي تقترب فيها البوارج بهذا الشكل مما يؤكد توجه الجيش الوطني بمساندة التحالف لحسم معركة الحديدة.
وعن هذا التقدم في الساحل الغربي ووصولاً إلى الأبواب الجنوبية لمدينة الحديدة في الدريهمي يذهب الصحفي والمحلل السياسي ‘‘فؤاد مسعد’’ إلى إن التقدم المتسارع في جبهة الساحل الغربي يكشف عن انهيارات متلاحقة في صفوف المليشيات الحوثية، بفعل القوة العسكرية للجيش الوطني المسنود بقوات من التحالف العربي، وكذلك المتابعة والدعم المستمر من مقاتلات التحالف العربي، فضلا عن ضعف قدرة الحوثيين على الصمود.
وعن المعركة وأهميتها الاستراتيجية يضيف؛ تبرز أهمية الانتصارات في جبهة الساحل الغربي في كونها تؤدي إلى إحكام السيطرة على محافظة الحديدة بالكامل بما تمثله من أهمية استراتيجية مع مينائها الرئيس وموقعها الأكثر حيوية، فضلا عن أن تحرير كافة مناطق الساحل الغربي يسهل الانتصار على مليشيات الحوثي في بقية المناطق التابعة لمحافظة تعز باعتبار الساحل الغربي ظل يشكل مصدر إمداد وحركة للمليشيات الحوثية نحو تعز ولحج.
وقالت قوات التحالف العربي؛ أن تحرير مدينة الحديدة والميناء سيخلق واقعاً جديداً ويجلب المليشيا الانقلابية إلى المفاوضات؛ معتبرة إن الاحتلال الغير قانوني لمدينة الحديدة من قبل المليشيا الانقلابية يؤدي إلى إطالة أمد الحرب في اليمن، جاء ذلك على لسان وزير الدولة لشؤون الخارجية الاماراتي ‘‘أنور قرقاش’’ من خلال عدد من التغريدات على صفحته الشخصية بموقع التدوينات المصغر ‘‘تويتر’’ ؛ حيث طالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على المليشيات وإجبارها على الانسحاب من مدينة الحديدة’’.
وعن ميقات انطلاق المعركة والانطلاق صوب الحديدة ؛ تؤكد قوات العمالقة التابعة للجيش الوطني أن ساعة الصفر بدأت في انتظار الصفارة للبدء بالتوغل صوب المدينة لطرد المليشيات منها وإحكام السيطرة على الميناء’’.
وعن نوعية السلاح؛ تقول المصادر العسكرية أن المدرعات ومدافع 12/7 ومدافع مضاد الطيران وأسلحة متوسطة أخرى وقذائف صاروخية وأطقم عسكرية ستشارك في عملية تحرير الحديدة حيث أن تعزيزات بالعربات والمعدات العسكرية وصلت أمسٍ الثلاثاء، ومع التحضير لمعركة الحديدة أجلت عدد من المنظمات الدولية موظفيها من المدينة خلال الأيام القليلة الماضية في حين تواصل المليشيات زراعة أكبر قدر ممكن من الألغام على جنبات الطرق المؤدية للحديدة كما هو الحال لألغام بحرية زرعتها المليشيات بالسواحل.
ومن أجل تخفيف الضغط ؛ عمدت المليشيات على طباعة وتوزيع منشورات بمدينة الحديدة لتخويف الناس ممن تصفهم المليشيات بـ‘‘التكفيرين’’ وخطرهم على المجتمع ؛ بحسب نشطاء، وتداول النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي ؛ قيام المليشيات بتوزيع كميات كبيرة من ‘‘البرشورات’’ التي توجه الأهلي بعدم التعاطي مع ما قالت أنها إشاعة انتصار الجيش الوطني؛ فيما يستميت إعلام المليشيات بتكذيب تقدم الجيش في ‘‘الدريهمي’’ فظلاً عن التحضير لدخول مدينة الحديدة.
وأحكمت قوات الجيش الوطني الاثنين الماضي على منطقة ‘‘الجاح’’ التابعة لمديرية ‘‘بيت الفقيه’’ جنوب الحديدة بعد معارك عنيفة أشترك فيها الطيران خلفت قتلى وجرحى للمليشيات قدرتهم قوات العمالقة بـ‘‘50’’ قتيل بالتزامن مع اغتنام أسلحة وذخائر، وتتخذ المليشيات من المناطق الواقعة على الساحل الغربي مخازن لأسلحتها؛ وبإعادة السيطرة على ‘‘الجاح’’ ومفرق ‘‘الحسينية’’ تمكنت قوات الجيش الوطني من طرد المليشيات من هذه المناطق حتى أصبح قرابة التسع مديريات ساحلية في قبضة الجيش من أصل ‘‘26’’ مديرية.
وخلال الأشهر القليلة الماضية استطاع الجيش الوطني من السيطرة على أكثر من ‘‘100’’ كيلو متر من أصل ‘‘115’’ كيلو متر على الشريط الساحلي وهي المسافة من مديرية الخوخة _جنوب الحديدة_ إلى مركز محافظة الحديدة حيث يرابط الجيش بمديرية ‘‘الدريهمي’’ جنوب المدينة.
وسبق للمليشيات إن جيرت ميناء الحديدة والمحافظة بشكل عام على مدى السنوات الماضية بالسيطرة على موارد الميناء من خلال الضرائب والجمارك مما يدر عليها أموالاً طائلة ناهيك عن تهريبها للأسلحة بالإضافة إلى سرقة المساعدات الإغاثية، وبالسيطرة على الحديدة وتحريرها يمثل الطريق الاسرع لاستعادة العاصمة صنعاء التي تبعد عنها _226_ كم وهذه المسافة أقل بكثير من المسافة التي قطعتها قوات الجيش منذ انطلاق عملية ‘‘الرمح الذهبي’’ بداية يناير من العام 2016م والتي أفرزت إلى تحرير الساحل الغربي _أي_ من باب المندب ووصولاً إلى الحديدة.