“سبتمبر نت”
جدد أبناء مدينة تعز، في الذكرى السابعة لثورة الـ11من فبراير الشبابية الشعبية السلمية على المضي في الانتصار لأهداف الثورة المتمثلة في بناء دولة مدنية حديثة يحكمها النظام والقانون، لا القوة والسلاح.
أبناء مدينة تعز، أكدوا أن شباب الثورة ومن أشعلوا فتيلها، ما زالوا واقفين كجيل مثابر متطلع للاستقرار والمستقبل الأفضل.
واكدت قيادات عسكرية وسياسية وإعلامية في استطلاع لـ”سبتمبر نت” إن إرادة الشعوب لن تنكسر، وإن الأجيال التواقة لا تستكين ولا تتراجع عن تطلعاتها وأحلامها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترضخ للحكم الإمامي والإستبدادي والعائلي وكل المشاريع السلالية والطائفية التي تقودها مليشيا الحوثي الإنقلابية.
ثورة واجهت المخاطر
المحلل السياسي أحمد المقرمي، أكد أن ثورة فبراير واجهت الكثير من المخاطر منذ لحظاتها الأولى، واستعصت بعزيمة شبابها ورجالها ونسائها رغم ما واجهته من قمع همجي وانتقام وحشي حاقد طال كل الساحات وميادين التغيير من قبل عصابات النظام القمعي المستبد انذاك.
المقرمي، أضاف لـ”سبتمبر نت” “وما جرائم جمعة الكرامة وإحراق ساحة الحرية في تعز، واعتداءات الأمن القمعي على ثوار عدن، وغير ذلك من الاعتداءات الهمجية التي حاول النظام من خلالها قمع الثورة والثوار، إلا عناوين لوحشية تكررت بصورة مستمرة في كل المحافظات بصورة أو بأخرى.
ثورة مستمرة وثوارها يواصلون سحق المشروع الظلامي
وبحسب المقرمي فإن أبناء تعز الذين صمدوا في وجه غطرسة نظام مشروع التوريث، هاهم اليوم يسجلون صمود أسطوري في وجه المشروع الظلامي للكهنوت السلالي.
يوضح المقرمي في حديثه، أن المخاطر القائمة في سبيل استعادة محافظة تعز، من مليشيا الانقلاب، تتمثل بشحة الإمكانات التي تتطلبها المواجهة، وهي شحة وفق المقرمي، بات يتحدث عنها رجل الشارع، ولا أحد ينكر ما يقدمه التحالف العربي من دعم جوي، لكن للأرض والميدان التي لابد منها.
ويشير المقرمي الى ان توقف صرف مرتبات الموظفين من أهم المخاطر، لأنه يمس بطريقة أو بأخرى الحاضنة الشعبية، لافتاً وأهم من ذلك أن تكون هناك رؤية شاملة وواضحة لدى الشرعية و التحالف العربي، لأن وجود رؤية واضحة تفوت الفرصة على المتربصين بأطراف التحالف كما تحجم و تقضي على المشاريع الضيقة والجهوية، علاوة على ما قد تلحق به من هزيمة حاسمة بالمشروع الكهنوتي.
ثورة تنتزع الحقوق
العقيد عبدالباسط البحر تحدث لـ”سبتمبر نت” قائلاً ان ثورة11فبراير المجيدة جاءت تجسيداً لثورة سبتمبر وأكتوبر، مضيفا “لذا للحفاظ عليها والسير في تحقيق اهدافها يجب علينا رسم خطة وبرنامج ورؤية واضحة وحراسة مكاسبها وفي المقدمة منها مخرجات الحوار الوطني”.
وتابع: ان ثورة11فبراير الشعبية السلمية تعتبر محطة فارقة، نقلت الشعب من حالة المطالبة بالحقوق من الحاكم ونظامه إلى حالة انتزاع هذه الحقوق بدلاً من أن يطالب بها الشعب كفضل من الحاكم.
وعي الشعب
من جانبه العقيد مهيوب الصنوي، أكد أن ثورة فبراير أثبتت بأنها زادت من وعي الشعب الذي كان يرى أنه من المستحيل تغيير الحاكم المستبد والذي كان قد أيقن بأن ثروات البلاد هي حكر على المسؤولين وأتباع النظام.
وأشار الصنوي إلى أن ما تعانيه تعز اليوم ومعظم المحافظات اليمنية هي ضريبة الثورة التي خرجت ضد النظام في11فبراير، معتبرا ذلك نتاج طبيعي للحقد الدفين الذي يحمله رموز النظام السابق تجاه المحافظات التي أيدت الثورة وفي مقدمتها محافظة تعز.
وبحسب الصنوي فان ثورة فبراير تحولت من النضال السلمي الى مقاومة شعبية تقاوم المليشيا الانقلابية تحت راية الجيش الوطني وبدعم من التحالف العربي.
العقيد الصنوي، شكر دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على ما قدمت ومازالت تقدم من دعم عسكري واقتصادي وإغاثي وسياسي وضربات جوية موجعة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، تلك المليشيا الاجرامية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في الغدر والحقد والكراهية.
ويضيف الصنوي “وشكراً لأولئك الشباب الذي فجروا تلك الثورة والرحمة على الشهداء الذين سقطوا من أجل انتصارها والشفاء لجرحاها وعهداً منا لهم جميعاً بأن نظل أوفياء لتضحياتهم وصامدين بالسير على طريقهم حتى تحقيق أهداف ثورة الــ11من فبراير الخالدة”.
احتفالات بهيجه
ويؤكد الناشط الاعلامي وديع الشيباني ان ثورة فبراير شكلت نقلةً نوعية في الثقافة والوعي بالمجتمع اليمني، كما شكلت نقلةً نوعية في تغير الثقافة والوعي الذي كان قبلها غائباً عن المستوى العام، فبنت هذه الثورة التي خرج فيها أبناء اليمن بشبابها وكهولها ونسائها وكل فئات وشرائح المجتمع ثقافة ووعي كانت مفقودة لدى كل هذه الفئات في تغيير نظام الدولة والظلم وتغيير الواقع المرتهن بالسكوت الذي كنا نعيشه ونعاني منه.
ويضيف الشيباني وكان اليوم يوماً بهيجاً ونحن نحتفل بهذا العيد الذي يمثل لنا رمزية لإعادة بناء هيكلية المجتمع الثقافية في اليمن، وباعادة ترتيب الوعي يمثل لنا كذلك نهضةً لبناء الدولة والمطالبة بالعدالة والمساواة والحقوق والحكم الرشيد وتقسيم الثروات وتوزيعها العادل بما يسهم لتحسين الوضع المعيشي على كافة الاصعدة.
وأوضح ان ما تدور من أحداث اليوم هي نتاج طبيعي لهذه الثورة التي لابد أن تبذل وتضحى لها حتى تكتمل، فمنذ سبعة سنوات نسير في طريق ثورة الحادي عشر من فبراير ولازلنا نسير فيها.
ويردف الشيباني “بالنسبة للمخاطر التي تواجهها ثورة فبراير وما نعيشه من أحداث هي مخاطر طبيعية، فأي تغيير يحصل لأي مجتمع توجد مخاطر ومعوقات في ظل حدوث هذا التغيير، فمن الطبيعي التخوف في إعادة بناء الطبقة التي سبق واستخوذت على اليمن ونهبت ثرواته وخيرته، وايضا تخوف المجتمع الدولي على هذه الفئة والتي كانت ممثلةً ” بعلي عبدالله صالح وحليفه الحوثي اللذانِ أهلكا العباد والبلاد ” وخوف المجتمع الدولي على ابجدياتهم ومصالحهم وتأتي على حساب الثورة .
ويتابع الشيباني ما حصل في عدن هو محاولة لانحراف مسار الثورة وافشال مخرجات الحوار الوطني التي كانت نتيجة من نتائج ثورة فبراير، واستوعبت جميع شرائح اليمني، واوجدت معالجة لمجمل القضايا الوطنية في مقدمتها القضية الجنوبية.
ثورة الحرية والكرامة
الصحفي موسى الصلوي تحدث قائلاً لـ”سبتمبر نت ” إن ثورة 11 فبراير حققت الكرامة والحرية، وإعادة الحقوق والقضاء على الجهل، ومكافحة الفساد، وإزاحة المفسدين، والانتقال من حياة العشوائية والقبيلة والنفوذ والطائفية والمذهبية إلى حياة المؤسسات المدنية والقانون والعدل والمساواة.
وأضاف الصلوي: “مدينة تعز في سبيل ذلك تعاني اليوم القتل والحصار والتجهيل والاغتيالات والتجويع والاعتقالات والاعتداء على ريفها وحضرها”.
وبحسب الصلوي، فثورة 11 فبراير أظهرت للعالم أن مدينة تعز كانت منارة الشعب اليمني متمثلة بعلمها وثقافتها وسلميتها ونبلها الصادق.
ميلاد فجر جديد
عبدالجليل مقبل قال ان ثورة 11 فبراير انهت حقبة زمنية كانت قابلة لتترعرع وتنمو فيها جراثيم الحكم الاستبدادي وخلايا توريثه، فأرست الثورة قواعد حرية وكرامة الإنسان اليمني ووضعت في وجدانه لبنات الإرادة الحرة ورفعت سقف وعيه إلى المستوى الذي يمكنه من حماية ثورته ومنع عودة عجلة قطرنة الشعب وتوريث حكمه .
ويضيف مقبل ومن أهم المخاطر في طريق ثورة فبراير المكونات الانتهازية خصوصا المحسوبة على المقاومة الشعبية، ستبقى تضع في طريقها العراقيل لعرقلة سيرها فقط ولا توقفه، بالإضافة الى سياسة الابتزاز من قبل المجتمع الدولي، علاوة على وضع العراقيل امام دول التحالف بسبب موقفها الداعم لأبناء اليمن والشرعية.
ويتابع مقبل : ميلاد ثورة فبراير الشبابية الشعبية لم يكن في معسكر ولا في مقر حزب وإنما كان في ساحات جمع فيها كل العناصر والعوامل التي تضمن نجاحها وثباتها و مقاومة كل ما يعيق سيرها.
مدينة تضحي وثورة تتجدد
ومن جانبها قالت الناشطة الاعلامية حياة الذبحاني لـ”سبتمبر نت” ان فبراير ثورة تتجدد في مدينة تعز وهذه الثورة قدمت دماء الكثيرين كقرابين لتحقيق اهداف الثورة منذ سبعة سنوات.
الذبحاني أكدت ان مدينة تعز لا زالت تضحي حتى ترى اليمن الجديد، وان المقاومة الشعبية ولدت من رحم ثورة11فبراير، وان كل هذه الدماء التي ذهبت وجراح الجرحى وما مرت به تعز من قصف وحصار وتجويع يؤذن بإنطلاق غد مشرق قريب.
واضافت الذبحاني ان المخاطر التي تواجه الثورة اليوم لازالت ماثله، وان مطابخ النظام السابق ومليشيا الحوثي تحاول مستميته لتخمد جذوتها.
وتضيف” لكن الثورة التي انطلقت كالبركان ستجرف كل من يقف في طريقها، لان عجلة التغيير دارت والاهداف تتحقق يوما بعد اخر.
وأوضحت الذبحاني ان كل من تامر على الثورة والجمهورية والثوابت الوطنية سوف يسقط واحدا تلو الأخر.
مدرسة ثورية
خديجة المجيدي من جانبها قالت ان ثورة 11 فبراير هي الثورة التي علمتنا قول كلمة الحق واقعا معاشا، وعلمتنا عدم الخوف من الظلمة وأتباعهم، وهي الثورة التي علمتنا بعد جهل متعمد مورس على الشعب اليمني.
وتضيف” علمتنا الثورة ان اهداف سبتمبر وأكتوبر لم تتحقق، وإنما مورس التضليل حولها، فثورة فبراير تعني لنا الكثير فهي ايقظت الشعب للتحرر من الخوف والانعتاق من الكهنوت، وخرافات السلاليين والجهويين”.
واردفت المجيدي : “ثورة 11 فبراير تعني لنا التحرر من العنصرية المقيتة والطائفية المميتة الممزقة لنسيج المجتمع اليمني، تعني لنا استعادة الحياة للإنسان اليمني، استعادة الحقوق المسلوبة والأموال المنهوبة”.